هاني حبيب - هاني حبيب - النجاح الإخباري - احتضنت جماهير الشعب الفلسطيني فصائل المقاومة خلال ثلاثة حروب شنتها إسرائيل على قطاع غزة، ودفعت ثمناً من دم وما تزال صامدة ومشاركة في مسيرات العودة، وهي ذاتها الجماهير التي خاضت حراكاً شعبياً من أجل وقف الجباية وتزايد الضرائب والغلاء والبطالة والحصار ومن أجل توفير مقومات العيش الكريم والمطالبة بحقوقها بما فيها الحق في التعبير وصيانة حقوق الإنسان وحرية التجمع السلمي، هذه الجماهير الصامدة هي العنوان الأساسي للجبهة الداخلية التي لا يمكن مجابهة الاحتلال إلاّ من خلال تقويتها وتوفير كل مقومات الصمود لها، وبدون ذلك ستظل القدرة على مواجهة الاحتلال محدودة وصعبة إن لم تكن مستحيلة.

كان المراسلون والصحفيون الفلسطينيون في قطاع غزة الشهود وناقلي رسالة مسيرات العودة إلى كل العالم من خلال تحقيقاتهم وصورهم وأشرطتهم وكافة أشكال التغطية الصحفية ووفروا للمنظمات الدولية الحقوقية خاصة مجلس حقوق الإنسان الشهادات والوثائق التي استند إليها مؤخراً لإدانة العدو الإسرائيلي في مواجهته الدموية في حراك مسيرات العودة هؤلاء هم الذي تم اعتقالهم وتعذيبهم على يد الأجهزة الأمنية في قطاع غزة في سياق قمع مسيرة وحراك بدنا نعيش هذا البعض تم استهدافه لوقف رسالته وتغطيته لهذا الحراك.

إن الأخطار المحدقة جراء استخدام القبضة الحديدة في مواجهة الحراك الشعبي الداخلي، من شأنها تعريض السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي إلى المزيد من التفسّخ والتصدّع الأمر الذي يستوجب مغادرة العقلية الأمنية والتراجع عن القرارات الضريبية والجمركية التي أدت إلى استفحال الضائقة الاقتصادية والاجتماعية في القطاع والإفراج عن كافة المعتقلين والاعتذار للشعب عن هذا السلوك الذي يتعارض مع قيمنا الوطنية.