هاني حبيب - النجاح الإخباري - هاني حبيب

بعد أن اتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بإطلاق الصاروخين باتجاه مدينة تل أبيب، عاد ليشير بعد أن أمطر قطاع غزة بمئات الصواريخ، أن إطلاق الصواريخ من قبل قطاع غزة من نوع m75 محلي الصنع جاء بالخطأ ولم تكن هناك نية لدى حركة حماس بإطلاقها، حركة حماس التي سارعت للتشكيك بأهداف مطلقي الصواريخ على تل أبيب، عندما أشارت أن ذلك تم بينما كانت تجري مباحثات حول التهدئة مع الجانب الأمني المصري، ما يؤكد أن مطلقي الصواريخ استهدفوا النيل من الجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة، وأن الحركة ستلاحق مطلقيها، وفي ذات الوقت أعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي التزامها بتفاهمات وقف إطلاق النار محملة إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد، بينما تم الإعلان عن إلغاء مسيرات العودة ليوم الجمعة الماضي.

هذه المقدمات كانت ضرورية لكي يتسلّح بها الجهد الأمني المصري للتوصل إلى تفاهمات كان من شأنها نجاحه في وقف تدحرج التصعيد إلى حربٍ واسعة وشاملة لا يرغب أي من الأطراف بها، نتنياهو التي بات يخسر من شعبيته من خلال استطلاعات الرأي في سياق الحملة الانتخابية يخشى من المقامرة بحربٍ واسعة ليست مضمونة النتائج مما قد يعرضه للخسارة في الانتخابات بل وربما مقامرة في بمستقبله السياسي في حين أن حركة حماس التي باتت أكثر اقتراباً من توفير شروط الانفصال عن الضفة الغربية من خلال الدعم المالي والاستفادة من استثمار مسيرات العودة للضغط على الجانب الإسرائيلي لتقديم ما يسمى المزيد من التسهيلات التي قد تحول دون تردي الأحوال المعيشية للمواطنين الغزيين، وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أنه وقبل ساعات من التصعيد الأخير قامت حركة حماس بقمع مظاهرات الحراك الشعبي لمكافحة الغلاء هذا الحراك الذي تواصل مع استمرار قمعه من جديد في اليوم التالي للتصعيد الأخير على قطاع غزة.

إن مطاردة نشطاء الحراك الشعبي لمكافحة الغلاء لا يتفق مع الدعوات المستمرة للشباب الفلسطيني لدعم الحراك في مسيرات العودة فوقود هذه المسيرات في الاتجاهين هم هؤلاء الشباب الذين يعانون مع عائلاتهم من فشل سياسة وإدارة حركة حماس القائمة على فرض المزيد من الضرائب الجائرة دون الأخذ بالاعتبار تدني وتدهور مستوى المعيشة وتزايد متواصل في معدلات البطالة والفقر في أوساطهم.

في السابق كانت هناك معادلة مفادها أن التصعيد مع الاحتلال يسهم في منع الانفجار الداخلي في قطاع غزة، بعد التصعيد الأخير سقطت هذه المعادلة تماماً فإذا كانت مواجهة الاحتلال ضرورة وطنية فإن توفير لقمة العيش الكريم للمواطن ضرورة لا بد منها والحراك في سبيلها لا يقل أهمية عن الحراك ضد الاحتلال خاصة وأن هذا الحراك اتخذ الوسائل السلمية سبيلاّ له.