النجاح الإخباري - رغم مضي قرابة الشهر والنصف على مقتل الفتاة إيمان حسام الرزة من سكان نابلس، داخل شقتها السكنية في مدينة البيرة بمحافظة رام الله ، لا يزال الغموض يلف ملف القضية، والذي ما زال معلقاً على مكاتب النيابة العامة والأجهزة الأمنية.

علامات استفهام كثيرة تحيط بهذه القضية التي بدأت احداثها مساء يوم الأحد 25 آذار/ مارس 2018، عندما أعلنت الشرطة في رام الله العثور على جثمان الرزة معلقةً بحبل داخل شقتها بالبيرة في ظروف غامضة.

ودار حديث في الشارع الفلسطيني بداية الأمر على أنها جريمة انتحار أقدمت عليها الرزة إثر تعرضها لمشاكل نفسية وحياتية، في حين أكد والدها أن ابنته مهندسة كيميائية ناجحة في عملها، وأنها ذات شخصية قوية، ولا تعاني من أي مشاكل نفسية أو مادية، بل هي مفعمة بالحياة.

وفي السابع عشر من الشهر الماضي، اعتقلت سلطات الاحتلال والد القتيلة والحكم بتحويله للاعتقال الإداري بلا تهمة 6 أشهر ، وذلك بعد تصريح له جاء فيه " أن إيمان ليس لديها أي سبب يدفعها للإقدام على هذه الخطوة"، ملمحاً إلى احتمال كبير بتورط مخابرات الاحتلال  بهذه الجريمة، مستندا إلى عدة دلائل، منها أن مخابرات الاحتلال هددته بابنته العام الماضي، بالإضافة لرفض منحها تصريح لدخول القدس بحجة أن عائلتها تملك سجل نضالي، وليلة اعتقالها قام الاحتلال باستجواب أخيها بدر الأسير في سجونهم على "خلفية تصنيع عبوات ناسفة"، على حد زعم الاحتلال.

وأشار والدها إلى أن قيام إيمان بأبحاث على بعض المواد لقياس قابليتها للاشتعال لأغراض صناعية، قد يكون هو ما أثار مخاوف الاحتلال من إمكانية تطبيق أبحاثها على استخدامات للمقاومة.

وشكّل اعتقال الاحتلال للوالد ، ، ضربة لمساعي العائلة لكشف حقيقة وملابسات مقتلها

وفي بيان للعائلة عقب اعتقال الوالد، ربطت بشكل كامل بين اعتقاله ومقتل ابنته، وأوضحت أن اعتقاله يأتي لعرقلة التحقيق؛ حيث كان هو الشخص المتابع للملف بشكل كامل، مؤكدة أن اعتقاله لن يثنيها عن ملاحقة كل من له يد بالقضية.

وحول آخر المتابعات للقضية، قال محسن الرزة شقيق إيمان، صباح اليوم، لبرنامج صباح فلسطين عبر إذاعة صوت النجاح: " لقد مر أكثر من شهر على الحادثة، والأمور تجري نحو الغموض اكثر وأكثر، ولا يوجد أي جديد في التحقيقات، بل هناك تكتم".

وأضاف: " من البداية تم طمس للأدلة لتظهر الحادثة على انها واقعة انتحار، وحتى التواصل مع الجهات المعنية بات أصعب من ذي قبل".

وتابع الرزة بشيء من الأسى: "على ما يبدو أن لا أحد مهتم بمتابعة ملف القضية، فلو كان العكس لكانت القضية قد حلت"، مشيراً أنه في هذه الفترة أيضاً وقع قضيتان جديدتان وخلال أسبوع كشفت جميع البيانات واغلقت القضيتان، بينما بخصوص قضية ايمان النيابة للآن ما زالت تقول أن ملف التشريح ليس جاهز، وأن التحقيقات سرية وجارية، وأن القضية متشعبة.