النجاح الإخباري - إفتتُح في ديوان عسكر البلد معرض حارة العين "1" لمشاريع طلبة قسم الهندسة المعمارية في جامعة النجاح الوطنية، وهي مقترحاتٌ تشمل مجسماتٍ ورسوماتٍ وتصميماتٍ ثلاثية الأبعاد ومشاهد فيديو أعدها طلبة القسم مستوى سنة رابعة حول مستقبل قصر النابلسي في البلدة، وذلك تحت إشراف مدرسيهم د. إيمان العمد ود. هيثم الرطروط المحاضرين في كلية الهندسة بالجامعة.

وقد جاء الحدث بالشراكة بين جامعة النجاح وبلدية نابلس وتجمع دواوين عائلات الديار النابلسية وجمعية عسكر الأهلية، وبدعمٍ من مصنع الراجح للمنظفات الكيماوية. والفكرة جاءت بمبادرة من المهندس محمد جهاد دويكات عضو المجلس البلدي والمحاضر في كلية الهندسة في الجامعة.

 وقد تولّى عرافة الحفل الصحفي سامر خويرة، وكان الحدث تحت رعاية رئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش والقائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية الأستاذ الدكتور ماهر النتشة.

وقصر النابلسي هو مبنىً تاريخيٍّ عمره مئات السنين مقام في عسكر البلد شرق نابلس على أرض مساحتها دونم وسبعمائمة متر، ويتكون من أربع طبقات ولا يسكنه أحد الآن، ويقع على جزأين، وتعود ملكيتهما لآل عطا حمّاد دويكات وآل النابلسي. مؤخراً قام طلبة قسم هندسة العمارة في جامعة النجاح الوطنية وعددهم نحو خمسين طالباً وطالبة برفعه وإعداد مخططات له، وأعدوا أيضاً تصورات تصميمية لإعادة إحيائه ضمن خطة مستقبلية لتطوير وسط عسكر البلد كحيّ ريفي داخل حدود بلدية نابلس.

وقد حضر الإفتتاح ممثلون عن المؤسسات الرسمية والشعبية، منهم نائب محافظ نابلس السيدة عنان الأتيرة، والمهندس محمد الشنار نائب رئيس بلدية نابلس وأعضاء المجلس البلدي: م. حسان جابر والآنسة سماح الخاروف والدكتور ساهر دويكات، ومديرة العلاقات العامة في البلدية السيدة رجاء الطاهر، والسيد أيمن الشكعة مدير مركز تنمية موارد المجتمع في البلدية والسيد طارق شبارو من المركز مسؤول متابعة المشروع.

أما عن جامعة النجاح فقد حضر د. سامي الكيلاني نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية ود. خالد قمحية مدير وحدة الحفاظ المعماري فيها ود. حسن القاضي رئيس قسم الهندسة المعمارية، ود. محمد عتمة أستاذ الحفاظ المعماري والإسكان، ومجموعة من أساتذة الجامعة وطلبتها إضافةً إلى مدير العلاقات العامة في الجامعة الأستاذ خالد مفلح والسيد جلال سلمان. كما حضر الإفتتاح م. عماد كمال رئيس مجلس أمناء تجمع دواوين عائلات نابلس ومجموعة من أعضاء مجلس الأمناء. بالإضافة إلى نائب مدير التربية والتعليم في نابلس، وممثلون عن الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنيّ، إضافةً إلى أهالي المنطقة ومالكي المبنى.

وقد بدأ الإفتتاح بالنشيد الوطني تلاه آياتٍ من الذكر الحكيم تلاها طالب من أكاديمية القرآن الكريم. وفي كلمةٍ ترحيبية أكد السيد بلال دويكات رئيس جمعية عسكر الأهلية على أهمية عسكر كمعلم تاريخي يضرب جذوره عميقاً في التاريخ، داعياً المجلس البلدي للتركيز على هوية البلدة باعتبارها أحد المكونات الأساسية لمدينة نابلس.

الأستاذ ربحي رضا عطا حماد حفيد المرحوم عطا حماد أحد المالكين الرئيسين للمبنى تحدث قائلاً: "شكراً لجامعة النجاح وطلبتها ولبلدية نابلس ولمن بادر بهذه الفكرة الخلاقة. نحن نحلم معكم أن يتحول الحلم إلى حقيقة وأن يعيش هذا المبنى من جديد ليرجع عامراً بالأنشطة والفعاليات بأصحابه وضيوفه، ليرجع له رونقه وهيبته وروعته".

السيدة عنان الأتيرة تحدثت نيابة عن محافظ نابلس وقالت إن ما شاهدته من أعمال وأفكار يستدعي الوقوف عنده، وشكرت أهالي عسكر بشكل عام وعشيرة دويكات على استضافتها المعرض، لافتة أن جامعة النجاح وبلدية نابلس تستطيعان إنجاز الكثير على الأرض بهذا التزاوج والعمل الإبداعي المميز، لافتةً أن فكرة إحياء وسط عسكر هي فكرة رائدة تهدف للإنتقال بالفعاليات من وسط المدينة والجامعة إلى الأحياء الأخرى بصفتها مكونات أصيلة في المدينة.   

وقد تحدث عن الجامعة د. سامي الكيلاني نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتميعة، وأكد في حديثه على أن الجامعة تولي اهتماماً كبيراً للربط مع المجتمع المحلي، وأنها ترحب بأية أفكار يمكن أن تفضي إلى مزيد من التعاون والعمل المشترك، ما يرجع بالنفع على العملية التعليمية من جهة وتحقيق خدمة المجتمع من جهة أخرى، لا سيّما مبنى كهذا يتجذر في الأرض الفلسطينية ويؤكد هويتها.

وفي كلمته قال م. عماد كمال رئيس تجمع دواوين عائلات الديار النابلسية إن عائلتي النابلسي وحمّاد دويكات كلتيهما من أوائل العائلات التي انضمت لتجمع الدواوين، وهذا يؤكد أن نابلس واحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، ويجب أن نتعاون جميعاً لجعل الجيل الشاب بالذات يتعرف على تاريخ مدينته ومكوناتها، وعلى تراثها بشقيه المادي والمعنوي والتمسك بالأصيل والنافع منه.

كما تم تقديم نشيد ديني بمناسبة اقتراب المولد النبوي قدمه أطفال من أكاديمية القرآن الكريم، وفقرة فنية أشرف عليها الفنان عميد جاموس من مركز تنمية موارد المجتمع.

وقالت د. إيمان العمد ود. هيثم الرطروط أستاذا هندسة العمارة في الجامعة إن هذا المبنى لا يقل درجة لا من حيث الحجم ولا الأهمية التاريخية عن أي قصر آخر من القصور التاريخية الموجودة في نابلس، مضيفين بأنه مبنىً غنيّ بتفاصيله، وإذا ما كتب له أن يتم ترميمه فسوف يرجع يعج بالحياة من جديد، مؤكدين جاهزية القسم للمساعدة في أية أعمال أو مقترحات أخرى يرغب الأهالي في جعلها ترى النور من جديد.

في كلمته وجّه المهندس دويكات شكراً حاراً لأساتذة قسم الهندسة المعمارية وطلب من الطلبة الوقوف لهم وهو يردد بيت الشعر: "قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا"، وقال إنه لولا جهود الدكاترة المشرفين على هذا العمل وقسم هندسة العمارة ككل ما كان لهذا المبنى التاريخي أن يظهر من جديد في عسكر التي تتربع على الوجه الشرقي لجبل عيبال.  وأضاف: "إن هذا المشروع كان بهدف إلقاء الضوء على شرق نابلس بشكل عام وعسكر بشكل خاص، وأشار أنه في الفصول القادمة سيتم العمل وإلقاء الضوء على جميع المناطق الشرقية، مضيفاً بقوله إنه "لا ينفع أن نظل نندب حظنا ونقول المنطقة الشرقية مهمشة، فسكانها هم القادرون على رفع شأنها، وكما أن رفيديا كانت قرية أصلاً وأصبحت الآن من أكثر أماكن نابلس جاذبية وحيوية فعلينا أن نسأل أنفسنا: ماذا نريد لعسكر أن تكون، "سوخار" التي تتربع فوق آثار الرومان، بعين مائها ومقبرتها الملكية. ودعا المواطنين للمشاركة في ورشات عمل التخطيط التنموي المحلي التي سيتم عقدها في الأحياء كلّ على حدة خلال الأشهر الثلاثة القادمة."  

بعد ذلك قام ضيوف الشرف ورعاة الحفل بقص شريط الإفتتاح والتجوال في المعرض.

يذكر أن هكذا معارض ومشاريع تكون عادةً مجرد أفكار وتمارين طلابية قد تتحول إلى الواقع وقد لا تتحول، وذلك بناء على رغبة وتوجهات أصحاب المبنى، وتوفر مقومات لتحويل الفكرة إلى حقيقة، لكنها تبقى أفكاراً تستدعي المتابعة والدراسة لرسم صورة لمستقبل هذا المبنى وفضّ الغبار عنه، فربما يرجع يوماً إلى الحياة من جديد.