هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - ترتفع أسعار اللحوم والدجاج والفاكهة والخضار عند حلول شهر شعبان في مدينة نابلس، نظرا لحلول العادة النابلسية "الشعبونية" والمتوارثة منذ عشرات السنين، والتي دأب النابلسيون إلى تأدية طقوسها سنويا، فيما يستغلها التجار لصالحهم.

وتعج الأسواق في مدينة نابلس بالزبائن والمتسوقين، بداية شعبان، حيث تشهد حركة تجارية واسعة مشابهة لتلك التي تصاحب شهر رمضان المبارك.

والشعبونية مأخوذة من اسم الشهر شعبان وهو الشهر الثامن في التقويم الهجري، إذ اعتاد النابلسيون توطيد أرحامهم وزيادة التكافل بين الأسر وزيادة أواصر القرابة، في هذا الشهر بحيث يستضيفون بناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم المتزوجات.

وقد تمتد إلى أكثر من ثلاثة أيام، يستضاف خلالها الإناث وأطفالهن، وفي اليوم الأخير يستضاف الأزواج وأولادهم البالغون.

ويتخلل الشعبونية ترديد أغاني شعبية وتراثية وتبادل الأحاديث والقصص القديمة للأجداد، وتقديم الهدايا لنساء العائلة، وتحضير موائد طعام مكونة من عدة أصناف، ولا بد من وجود الكنافة النابلسية.

اضمحلال الشعبونية مع الزمن

ومع مرور السنوات وازدياد أعباء وتكاليف الحياة، بدأت هذه العادة بالانحسار بين أهالي نابلس.

وتغير الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، دفع النابلسيون إلى اقتصار الشعبونية على يوم الجمعة، وتناول الغذاء والحلوى بيوم واحد فقط دون مبيت.

كما أن الاوضاع المعيشية أدت إلى اقتصار الشعبونية على دعوة الأقرباء من الدرجة الاولى فقط، علما بأنها كانت تجمع العائلة كاملة مع أنسبائهم وأبنائهم وقد تشمل جيرانهم في بعض الأحيان.

ناهيك عن تأثر الشعبونية واضمحلالها بازدياد ضغوط الحياة ومسؤوليات الناس وانشغالهم بالحياة.

وعلى الرغم من ذلك إلا أن العائلات النابلسية ما زالت تؤدي طقوس الشعبونية، وتتحمل تكاليف باهظة لشراء ما يلزم هذه العادة.

شعبونية بطعم المي والملح

ولكن مع مرور أول أيام شعبان هل ستحتفل نابلس هذا الشهر بالشعبونية كعادتها، وبذات البهجة؟  في ظل خوض أكثر من 1500 أسير إضراب جماعي مفتوح عن الطعام منذ 17 نيسان بقيادة الأسير مروان البرغوثي، لا يتناولون خلاله إلا محلول الماء والملح دون مدعمات، للضغط على مصلحة السجون الإسرائيلية للاستجابة لمطالبهم وتحسين أوضاعهم المعيشية داخل السجون.

فيما أعاد أكثر من 1200 أسير وجبات الطعام في السجون، دعما واسنادا للأسرى المضربين.

عدا عن أن الأسرى المضربين يتعرضون للتنغيص يوميا لكسر إرادتهم وعزيمتهم وإفشال الإضراب من خلال نقلهم تعسفيا من سجن لاخر، والإهمال الطبي المتعمد على الرغم من تدهور اوضاعهم الصحية، واقتحامات السجون المتكررة، والاعتداء عليهم بالضرب، ومنع عائلاتهم ومحاميهم من زيارتهم، وغيرها الكثير من الانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى بحق الأسرى.

والتي كان آخرها عزل الأسير البرغوثي ونقله إلى الجلمة، وأنس جرادات ومحمود أبو سرور في عزل أيلا، في حين نقل الجزء الأكبر إلى سجن الرملة، وتوزع  باقي الأسرى على السجون؛ جلبوع، ونفحة، وعسقلان، والنقب، وريمون.

ونقل الأسرى المرضى إلى إيشل في ظروف عزل تام؛ حيث لا تلفاز ولا أي أجهزة كهربائية، ويوجد فقط أبراش للنوم.

وتجريدهم من أغراضهم الشخصية، باستثناء غيارات داخلية، ولم يعطوهم سوى بطانيات، وفرشات، وهم يشربون الماء من حنفيات المغاسل.