ماجد هديب - النجاح الإخباري - قفا نبك فلعل البـكاء ُينسينا، ليس على اطلال من رحلوا او فاتوا، ولا على ذكرى حبيب، وانما على احياء ووطن ودينا. قفا نبك على وقع قصف الطائرات التي لم يتوقف زنينها، وصوت المدفعية التي ما زالت تقصف فينا. قفا نبك على وقع مشاهد الاجساد الممزقة والمتناثرة اشلاؤها، ومن على رائحة جثث الأطفال المشوية والمتفحمة من القنابل المحرمة وما يكلِم العِرضَ والدِينَ.

قفا نبك، قفا نبك على ظلم بلا رحمة وضياع سنوات من اعمارنا ومعها أسمي امانينا، على امال شباب واحلام أطفال اغتالوها، على وجع يزداد من الفقر والجوع وانعدام الامن وامتهان الكرامة، من مرض يفتك بنا ولا أحد منه يداوينا. 

قفا نبك على قضية شعب باعوها، وضياع إنجازات ثورة داسوها، فلعل البكاء يستنهضنا، لعله يوقض الضمير، لعل الحرية تنادينا، لعل الرجولة تصحوا كما كنا من قبل وكان اهالينا، فلما الصمت، لما الخضوع والخنوع لقيادة استحكمت فينا، لثلة تستلذ على عذاباتنا، على آهاتنا، لفصائل تبدع في نهب قوتنا وإنهاك قوتنا، لميليشيات تتطور في استخدام الأساليب التي تؤذينا. 

قفا نبك على خداع قولهم لنا وما فعله بنا غدر الاقربين، على ما وصل اليه حالنا من ظلم من يحكمنا، من غدر السنين. قفا نبك على بئس ما قالوا وما فعلوا، فما اكذب قولهم، كله غل وحقد دفين، وما أقبح فعلهم، كله قتل وبتر وتعذيب الناقمين. 

قفا نبك على ما وصل اليه حالنا من الذين قالوا ان الأقصى ينادينا، من الذين صرخوا مع صيحة الله أكبر ان لا وحدة لعرب دون وحدتنا قولا على المنابر وسلاحا في الميادين، من الذين عاهدوا الله زورا انهم جنده في الأرض وانهم عباده السجد الركع الخاشعين والصالحين، الا ان خزي الدنيا لهم وذل الاخرة لهؤلاء المنافقين، هم تجار قضية وافعالهم كما اقوالهم هي وسوسة من الشياطين، وهي منبوذة دنيا ودين.

فلما الصمت على وجودهم، لما نكون لهم من المستعبدين، الستم أنتم امة محمد وأصحاب الياسر وأبناء الياسين، الستم أنتم من ضربتم مثلا بالتضحية والفداء وكنتم من خير اجناد الله في الارض وكنتم ابطال الحروب والى الشهادة دوما كنتم من الساعين؟. 

قفا نبك لعل الدموع توقض ما مات فينا، فلا خلاص لنا من احتلال وظلم، ولا نهاية لقهر او عبودية دون اسقاط كل تاجر ومنافق، وكل المخادعين. قفا نبك على ما وصل اليه حالنا، لعلنا ننهض دفاعا عن حريتنا وكرامتنا، ام ان الذل وحياة العبودية يا شعب الجبارين أصبحت تستهوينا؟.