يحيى رباح - النجاح الإخباري - شكرا لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز على توجيه البوصلة العربية والإسلامية إلى الاتجاه الأصلي، حين دعا وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ يوم الأحد القادم في مدينة جدة، ردا واضحا وملزما على التطورات المتسارعة على الأحداث والتطورات الجارية في المنطقة، حيث سيكون هذا الاجتماع الطارئ قبل أربع وعشرين ساعة من بدء الانتخابات الإسرائيلية، التي تحمل في جوفها، في نتائجها كل انعكاسات المخاوف التي يعاني منها بنيامين نتنياهو، وهل ينجح في رشوة الشعب الإسرائيلي بإغراءات الاستيطان، وسرقة الأرض الفلسطينية، نفي استحقاقات القانون الدولي، والشرعية الدولية، أم الفشل الذي سيذهب به إلى المصير الأسود.
نتنياهو يصعد إلى مستوى غير مسبوق وخاصة إعلانه عن نيته ضم الأغوار وشمال البحر الميت إلى السيادة الإسرائيلية إذا أعيد انتخابه، وهو يقول انه سينفذ هذا الضم بموافقة الإدارية الأميركية وهي صيغة مهينة جدا لدونالد ترامب الرئيس الأميركي، كأن صوته في جيب نتنياهو على المضمون، مع أن آخر قرارات ترامب وهي طرد مستشاره للأمن القومي توحي بعكس ذلك، فجون بولتون طرد من هذه الإدارة كأنه حشرة ضارة ليس إلا، وكأن هناك صحوة وإعادة تقييم لهذه الإدارة الانجيليكيانية، وبلا شك إن قرار سبعة وخمسين دولة في منظمة التعاون الإسلامي سيكون هاما جدا، هل يستمر الصراع بينهم على الأدوار، أم أن الصراع الحقيقي هو صراع وجودي بمعنى الكلمة وعنوانه الدائم القضية الفلسطينية وحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني.
في شهر ابريل نيسان الماضي، خاض نتنياهو تجربة انتخابات ملتبسة، فاز ولكنه الفوز المهزوم، لأنه لم يستطع تكوين ائتلاف حكومي يحصل على الأغلبية في الكنيست، وكانت النتيجة الهروب إلى الوراء، حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات جديدة، ومن أول يوم أدار نتنياهو حملته الانتخابية بالحد الأقصى من العدوان والتطرف، سباق مع الاستيطان، عمليات هوجاء في تهويد القدس، تصعيد النيران ونزف الدماء، معارك ضدالأسرى، مضاعفة العنف ضد الأطفال، المبالغة في الحديث عن نجاحات التطبيع وتأليف أخبار كاذبة أو هامشية، استغلال فوق المتوقع لإدارة ترامب وكأن قرارها في يده، وها هو اليوم الموعود يأتي، الامتحان، في الامتحان يكرم المرء أو يهان، إذا أهين نتنياهو، إذا سقط في الانتخابات أو إذا لم يتمكن من تشكيل ائتلاف حكومي، فيا ويله، لن ينقذه شيء، ولذلك هو يتعرق بجنون، والعالم يتغير، العالم لا يريد طرفا واحدا، بل هناك طرفان متساويان في القوة والتأثير، والدور في الشرق الأوسط لم يعد حكراً على إسرائيل، بل هناك مراكز وقيادات إقليمية كثيرة، ونتنياهو لا يريد أن يسلم بذلك، ولذلك فهو يذهب إلى أبعد من المقبول، والرفض الفلسطيني المتواصل لاجتماع وارسو، وورشة البحرين، وصفقة القرن، جعل العصافير الملونة تموت في يد صياديها.
الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي يوم الأحد قادر على أن يضع الأمور في نصابها، قادر حتى أن يوجه رسالة هامة إلى أميركا، وإلى المجتمع الإسرائيلي، وقادر أن يدعم الصوت العربي في الانتخابات الإسرائيلية الذي هو صوت وازن مهم وشديد التأثير، الحسرة على الصغار الذين يتسولون دوراً حتى ولو كان اسمه الخيانة، هؤلاء نهايتهم سوداء، حتى مزابل التاريخ لا تقبل بهم، أما فلسطين بقيادتها الشرعية على رأس شعبها فتضيء في زمن المعارك والانتصارات.
[email protected]