علاء فريجات - النجاح الإخباري - تعقد السفارة الأمريكية -وحدة الشؤون الفلسطينية التي تم استحداثها بعد تحويل القنصلية إلى سفارة، بتاريخ 21/8/2019 في فندق الجراند بارك، مؤتمر للشباب الفلسطيني الذي شارك سابقا في برامج ما يسمى "مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (ميبي)" والتي يتم تمويلها من وزارة الخارجية الأمريكية.

ويستهدف المؤتمر القيادات الشابة الفلسطينية التي تم تدريبها في الولايات المتحدة على أساليب القيادة ومفاهيم الحرية والديمقراطية.

ويبدو في الظاهر أن هدف المؤتمر ثقافي وتبادل خبرات ومعلومات بين الشباب المشاركين من كافة محافظات الضفة الغربية، لكن في الحقيقة إن توقيت المؤتمر ومكان انعقاده والجهة التي ترعاه له دلالات وتبعات خطيرة.

يبدو أن "السفارة الأمريكية" في القدس تريد تكريس واقع جديد مفاده أنه من الطبيعي أن تعقد السفارة المؤتمرات والمنتديات وورشات العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن الطبيعي أن يشارك الشباب الفلسطيني في هذه الفعاليات، على الرغم من أن القيادة الفلسطينية تقاطع الإدارة الأمريكية وترفض التعامل مع السفارة الأمريكية باعتبارها نتيجة لاعتراف الإدارة الأمريكية في القدس عاصمة موحدة "لدولة إسرائيل".

هل من الطبيعي أن تقاطع القيادة الفلسطينية منتدى البحرين الاقتصادي، وتسمح بحدوث مؤتمرات للسفارة الأمريكية في فنادق تحت سيطرتها ومسؤوليتها! هل فشل الإدارة الأمريكية في عقد منتديات اقتصادية واستقطاب رجال أعمال فلسطينيين يدفعها الآن لعقد منتديات ومؤتمرات ثقافية وتعليمية وغيرها مستغلة الشباب الفلسطيني!

والجدير ذكره أن بعض الشباب الفلسطيني الواعي، رفض المشاركة في المؤتمر المنوي عقده بتاريخ 21/8/2019 بينما يشارك البعض الآخر لعدم اداركه خطورة وغايات المؤتمر. 

لابد للقيادة الفلسطينية أن تتخذ موقفاً من السفارة الأمريكية ونشاطاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في ظل سياسة وزارة الخارجية الأمريكية التي ترفض حتى أن تسمي مدينة رام الله -مكان انعقاد المؤتمر-مناطق فلسطينية محتلة بل هي بالنسبة لهم مناطق الضفة الغربية فقط، حتى مصطلح "فلسطيني" غير موجودة في قاموسهم.

السياسة الأمريكية الحالية لا تستهدف فقط تدمير الثوابت الفلسطينية المعروفة كالقدس واللاجئين وغيرها لكنها تستهدف كل ما هو فلسطيني، حتى أن الخارجية الأمريكية تتعامل مع الضفة الغربية والقطاع باعتبارها امتداد "لدولة إسرائيل".

إذا عارضت القيادة الفلسطينية المؤتمر هذا لا يعني أن السفارة الأمريكية ستتراجع عنه، قد يعقدوه رغماً عن القيادة الفلسطينية، لكن ليس في وسط مدينة رام الله بل في مناطق خارجة عن سيطرتها، فيجوز لهم أن يعقدوه مثلاً في مستوطنة "بيت إيل" أو "بيزغوت"، باعتبار أن السفير الأمريكي الحالي –فريدمان-يعتبر المستوطنات شرعية وقانونية وامتداد طبيعي لدولة إسرائيل.