النجاح الإخباري - يقول سفير الولايات المتحدة في إسرائيل في معرض تعليقه على قرار القيادة الفلسطينية مقاطعة ما يسمى بورشة البحرين ( إن الغرض الأساسي من ورشة البحرين هو تحسين الوضع الاقتصادي وتحقيق الازدهار الاقتصادي للشعب الفلسطيني من خلال تمويل البنية التحتية والكهرباء والصرف الصحي  )

ولعل السفير الأمريكي والذي يحاول أن يلبس ثوب المتباكي على مصلحة الشعب الفلسطيني وازدهاره متظاهرا بأنه يحمل الهم الفلسطيني ويحس بالمعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني وهنا ، والرسالة للمجتمعين في المنامة عربا ومسلمين وأوروبيين والأمريكان على وجه الخصوص ....ان الشعب الفلسطيني ممثلا بقيادته هو أدرى بهموم الشعب الفلسطيني  فأهل مكة أدرى بشعابها ، وساترك السياسة والكلام فيها لأهلها ( مع أن السياسة مفتاحها الاقتصاد والعكس صحيح ) ولكن لننظر إلى الأمر من الناحية الاقتصادية .

اذكر الجميع سواء من نسي او تناسى ، بقرار الإدارة الأمريكية بوقف كافة نشاطات( USAID ) في فلسطين من بداية العام الجاري ، وللعلم فان هذه المساعدات ( طبعا الجزء البسيط الذي يتبقى منها بعد خصم الرواتب الخيالية للخبراء الأمريكان  والعمولة الكبيرة لشركات الاستشارة التدقيق الأمريكية ) كان يوجه إلى البنية التحتية في فلسطين .

فكيف يمكن تبرير وقف هذه المساعدات والمخصصة للبنية التحتية مع تباكي المستر فريدمان لتحسين الوضع الاقتصادي عن طريق دعم البنى التحتية ، فان كان هذا هدف الإدارة الأمريكية  ، فلا داعي للورش الإقليمية والاجتماعات لتحقيق هذه الهدف ، بل يمكن وبتوقيع بسيط التراجع عن قرار وقف تمويل  USAID  سواء للمشافي الفلسطينية ، أو الطرق أو مشاريع الماء والكهرباء .

وأما اخواننا العرب ، فنحن لسنا بحاجة لأي ورش إقليمية مشبوهة ، والتستر بدعم الشعب الفلسطيني لفتح الأذرع علانية لدمج إسرائيل  ( سياسيا واقتصاديا ) في المنطقة العربية على وجه التحديد )  فعلاقتنا مباشرة مع إخوتنا العرب وللتذكير فقرارات جميع القمم والاجتماعات العربية تصب في دعم فلسطين ، وإذا كان المستر فريدمان ومن خلفه قيادته وحسب زعمهم يريد تحقيق الازدهار للشعب الفلسطيني ، فليتفضل وليضغط على إسرائيل للسماح لإخوتنا العرب بدعمنا ، فعلى سبيل المثال هناك قرار عربي لربط شبكة الكهرباء العربية بالشبكة الفلسطينية ، فليعلن المتباكي على مصلحة الشعب الفلسطيني وبنيته التحتيه ، السماح لشركات الكهرباء الخاصة الفلسطينية ومثيلاتها العربية بالربط البيني بين هذه الشركات ( ونتحمل نحن هذه التكاليف وأثمان الكهرباء ) ونوفر بالتالي على جميع الأصدقاء أي أموال يرغبون بتخصيصها لمساعدتنا في هذا القطاع ، ويمكن لهم تحويلها لشعوب هي أحوج إليها منا .

وليطالب المستر فريدمان سلطات الاحتلال والتي تسيطر على الحدود الفلسطينية السماح للمستثمر الفلسطيني تمديد خط نفطي وعلى نفقة القطاع الخاص عبر الحدود الفلسطينية بالاتفاق مع إخوتنا العرب ، واكرر لسنا بحاجة ولا منه من أي جهة لتمويل صفقاتنا تلك ، وان كنت سأطمع بالأمل ، فآمل ان يكف المستر فريدمان ومن خلفه حكومته والاتحاد الأوروبي يد الاحتلال الإسرائيلي عن سرقة النفط الفلسطيني المكتشف في رنتيس بالقرب من رام الله وان يفك القيود البحرية على حقول الغاز الفلسطينية قبالة قطاع غزة ويسمح لشركة British Petroleum( BP)   بالبدء بتنفيذ اتفاقها مع صندوق الاستثمار الفلسطيني والقطاع الخاص الفلسطيني لاستخراج الغاز الفلسطيني من هناك .

وأما بخصوص مشاكلنا الاقتصادية ، فاطمئن المستر فريدمان وجميع المتباكين على الاقتصاد الفلسطيني ، بأننا لسنا بحاجة لمستثمرين من نيجيريا وتركيا في ورشات مشبوهة للتحدث عن حل لمشاكلنا الاقتصادية ، فليتقدم مشكورا وليسمح للقطاع الخاص الفلسطيني بمد شبكة قطارات مع ميناء العقبة الأردني لاستيراد البضائع لفلسطين وتخليصها هناك ومن ثم شحنها لفلسطين    ( ونحن كفيلون بترتيب الأمر من إخوتنا في الأردن ودون الحاجة لوسطاء ) ، وهنا سنتجاوز مشكلة السرقة الإسرائيلية لأموالنا ، هذه السرقة للتذكير هي من خلقت الأزمة الأخيرة لاقتصادنا الفلسطيني .

اما مواردنا المائية ، فنحن لا نطالب بالمستحيل ، فقط أعطونا حقنا والذي ضمنه لنا القانون الدولي لاستخراج مياهنا من تحت أراضينا التي نملكها ، وأوقفوا سرقة الشركة الإسرائيلية التي تدعى مكروت لمائنا ومن ثم بيعه لنا بحصص وبأسعار باهظة .

أيها العالم المجتمع في ورشة البحرين .....نحن في غنى عن مساعداتكم ، وتباكيكم علينا ، فقط أعطونا حريتنا والتي كفلتها لنا كل القوانين الدولية ونحن كفيلون بالنهوض باقتصادنا ، فنحن كفيلون بتشغيل عمالنا ،  ودفع رواتب موظفينا والاتفاق مع إخوتنا العرب والمسلمون على تفاصيل تجارتنا واستيرادنا وتصديرنا ، ودون الحاجة لورشاتكم ولا تدخلكم ....ما نطالب به لا يمس امن أي دوله أو يهددها ....ما نطالب به هو حقنا.

مستر فريدمان وكل من يقف خلفه في ورشة البحرين .....في فلسطين ما يقارب ثلاثون ألف مهندس ، في فلسطين جامعات تتصدر ترتيب الجامعات في المنطقة ، في فلسطين رجال أعمال استثمروا وبنجاح في معظم دول المنطقة ، في فلسطين مشافي قام أطباؤها بعمل عمليات نوعية لم تعمل مثلها مشافي اكبر دول المنطقة ....في فلسطين مزارعون تحاربهم إسرائيل بمصادرة أرضهم وماؤهم وهوائهم وتدفن المخلفات الكيماوية في أرضهم ، في فلسطين معلمون بشهادة القاصي والداني نشروا العلم والمعرفة أينما وطئت أقدامهم في فلسطين شركات اتصالات تمنعهم إسرائيل من اخذ الترددات التي كفلتها لهم هيئات الاتصال الدولية وتمنعهم من الاستثمار في تكنولوجيا الاتصال الحديثة وتحاربهم في السوق المحلي ورغم ذلك يعملون ويربحون ....لست أتكلم عن الماضي ....بل أتكلم عن الحاضر ....فلسطين تحتاج فقط ان يتم تطبيق القرارات الدولية الصادرة عن الهيئات الدولية في إعطائنا حقنا في تقرير المصير .

إخوتنا العرب سواء المستضيفون او المستضافون في الورشة ...نحن وانتم لم نحتج بالماضي و لسنا بحاجة لوسطاء  في الحاضر ، والأمر نفسه لإخوتنا في الدول الإسلامية والإفريقية وكذلك أصدقائنا الدول الأوروبية .....من يرغب منكم منفردا او مجتمعا ان يساعدنا .....فقط دعونا نعمل بأنفسنا وتكرموا علينا بان تكفوا يد الاحتلال عنا ....أوقفوا من يسرق أموالنا وأرضنا ومائنا وحاضرنا ومستقبل أطفالنا.