توفيق أبو شومر - النجاح الإخباري - إليكم هذه اللقطات من مفكرة خاصة لأحد أبرز مؤسسي إسرائيل، تعود لمنتصف القرن الماضي عن قطاع غزة، هذه الوثائق السرية، لم تكن مخصصة للنشر، بل كانت يوميات خاصة، يُرسلها كاتبُها إلى ابنه في باريس ليحتفظ بها، كان يُرسلها له في البريد الدبلوماسي السري، لأن كاتبها كان وزيراً للخارجية، وفي الوقت نفسه كان رئيساً للوزراء في إسرائيل.
الوثائق التالية، تحتاج أن توضع بين أيدي الباحثين والدارسين، لكي يعرفوا حقيقتين، الأولى أن غزة ظلَّت طوال التاريخ حقلا نضالياً فلسطينياً، يُنتجُ أجود أنواع الزروع، ويحافظ على البذور الوطنية، من الزوال والاندثار.
أما الحقيقة الثانية، وهي أن معظم المؤامرات التي حاكها المحتلون الغاصبون كانت تبدأ من غزة، باعتبارها العقدة الأصعب!
الوثيقة الأولى:
"حضرَ إلى مكتبي عضو البرلمان البريطاني، جورج راسل شتراوس، وهو يهودي من حزب العمال البريطاني، هو صديقٌ حميم، نصير قضيتنا، حاول أن يجسَّ نبضي بشأن استخدام قطاع غزة قاعدة من القواعد البريطانية، لتعزيز قوة بريطانيا في المنطقة المحيطة بقناة السويس.
قلتُ له: إذا طلبتْ الحكومةُ البريطانية منا ذلك، فإننا سندرسُ الأمر.
أبلغتُهُ مخاوفي من أن هذه القاعدة في غزة، سيعقبها طلب أن تكونَ هناك قاعدة أخرى في النقب، سألتُه عن الأساس القانوني لتأسيس هذه القاعدة، كيف ستدخل بريطانيا إلى غزة، ومن ثم تجعل غزة قاعدة عسكرية، فليس لمصر سيادة رسمية عليها؟
ما نتائج تكوين قاعدة بريطانية في غزة على تفاهماتنا مع المصريين في بنود اتفاقية الهدنة؟
أجاب:
"مصر ستخرج من قطاع غزة كلياً، وتنتقل السيادة فيها لإسرائيل، وستقوم إسرائيل بعدئذٍ بالسماح لإنجلترا بتأسيس قاعدة عسكرية، هذه القاعدة ستحُل مشكلة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين". 
انتهى الاقتباس من يوميات شخصية لرئيس وزراء إسرائيل الأسبق، ووزير الخارجية، موشيه شاريت، في الفترة ما بين 1953-1956 ، الاقتباس صفحة 112 يوم 1-1-1954 من كتاب (مذكرات شخصية، لموشيه شاريت).
الوثيقة الثانية:
 من الكتاب نفسه صفحة 189 يوم 22-4- 1954:
"قال بنحاس لافون، وزير (الدفاع): " على المصريين أن يُعلنوا بصراحة؛ هل هم مسؤولون عن قطاع غزة، أم لا؟
إذا كانوا غيرَ مسؤولين عن غزة فليتركوها، وإذا كانوا مسؤولين، يجب عليهم، لا، علينا أن يجدوا الوسائل الفعَّالة لحفظ الأمن.
أراد، بنحاس لافون أن يذهب إلى أبعد من ذلك وقال: ينبغي على مصر أن تتصرف مع اللاجئين، كما تتصرف مع المواطنين المصريين، وأن توزعهم على أنحاء مصر "!!
 أما الوثيقة الثالثة:
 عن قطاع غزة يعود تاريخُها إلى ما قبل الاقتباسين السابقين، صفحة 63 أي يوم 8-11-1953:
"هاجم جنودٌ (مصريون) مسلحون ثلاثةَ جنودٍ إسرائيليين، كانوا بالقرب من حدود قطاع غزة، بجوار مستوطنة، ناحال عوز، وسرقوا بندقية أحدهم، ضربوه بعقب البندقية، ثم طعنوه بخنجر، فرَّ هارباً، وهو جريح، اعتدوا على زميله وخطفوه، بعد أن أصابوه بجروح قاتلة، أما الثالث فقد فرَّ هارباً.
أبلغَنَا المصريون بأنهم سيُعيدون جُثَّة الجندي، الموجودة بحوزتهم، يا لها من واقعةٍ غريبة، تحمل الدروس والعبر!!
أيَّد، بنحاس لافون توجيه ضربة قوية للجيش المصري في غزة، ليمنع التسلل".
الوثائق الثلاث السابقة هي جزءٌ من مجموعة من الوثائق سأحاول نشر أهم تلك الوثائق بتصرف لا يُخلُّ بالمعنى، في المقالات التالية.