عبد الغني الشامي - النجاح الإخباري - استغني الفلسطينيون في قطاع غزة في أول ليالي شهر رمضان المبارك عن المسحراتي وذلك بعدما نابت طائرات الاحتلال عنه من خلال عمليات القصف المركزة طوال الليل وأصوات الانفجارات العالية جدا التي كانت تصدرها هذه الانفجارات وتسمع من أماكن بعيدة جدًا.

ومع غياب المسحراتي الذي كان يقرع طبلته ليوقظ الناس لتناول طعام السحور، ظلت هذه طائرات الاحتلال طوال الليل تقرع طبول حربها حتى تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ليتم الإعلان عن التوصل إلى وقف إطلاق النار وذلك مع بدء الفلسطينيين إمساكهم عن الطعام لتمسك المقاومة كذلك عن إطلاقها للصواريخ من قطاع غزة التزما بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال بعد جولة من التصعيد استمرت لأكثر من أربعين ساعة.

جموع الغزيون لم يعرفوا بوقف إطلاق النار وهم يتناولون طعام السحور ولا حتى حينما توجهوا لأداء صلاة الفجر في المساجد التي اكتظت بهم بعد ليلة طويلة من القصف طال البيوت والمنشات وكل شيء ظن الاحتلال أنه سيمنعهم من أداء أول صلاة فجر في شهر رمضان؛ ليعود المصلون إلى بيوتهم فتبدأ الأخبار تصلهم تترا عن التوصل في القاهرة وبجهود مصرية إلى وقف إطلاق نار بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال على أن يبدأ عند الساعة الرابعة والنصف من فجر هذا اليوم الاثنين بحسب التوقيت المحلي لمدينة غزة. غادر المصلون مساجدهم وغادرت الطائرات الحربية أجواء قطاع غزة وبقيت طائرات الاستطلاع "بدون طيار" تنخر بصوتها المزعج وهي تجوب أجواء القطاع في ظل الهدوء النسبي الذي يسود.

انتظر الأطفال المسحراتي أبو رامي ياسين الذي كان يجوب بسيارته الخاصة ينادي على العوائل عبر مكبرات الصوت ليوقظهم لكن دون جدوى لم يصل ابو رامي ياسين أو غيره من المسحراتي الذي يحمل الطبلة ويضرب بها خشية استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال التي كانت تستهدف كل شيء يتحرك على الأرض. فقد تعود هؤلاء الأطفال على أن يأتي المسحراتي بطبلته أو أبو رامي بسيارته ليوقظ الناس من خلال مكبرات الصوت على السحور وينادي عليهم بالاسم وهو يرسلون له القطايف والتمر وشراب الخروب وغيرها من ماكولات رمضان الشهرية، ولكن هذه الليلة لم يأتي.

على أمل ا نياتي في بقية الليالي بعدما انتهى العدوان. لم يجد الآباء هذه الليلة أي صعوبة في إيقاظ أبنائهم للسحور كما هي العادة فهم أصلا مستيقظون من أصوات القصف الشديد. وتم فجر اليوم الاثنين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية بجهود مصرية بعد جولة من التصعيد استمرت حوالي 40 ساعة. واستشهد خلال العدوان على غزة الذي بدأ عند الساعة العاشرة من صباح يوم السبت الماضي 27 فلسطينيا بينهم (4 سيدات و2 أجنة و رضيعتين وطفل)، في حين أصيب 154 آخرين بجراح مختلفة.

وشنت طائرات الاحتلال بمختلف أنواعها إضافة للمدفعية والبوارج الحربية أكثر من 300 غارة استهدفت أكثر من ٣٢٠ معلما مدنيا في قطاع غزة منها بنايات مدنية سكنية وتجارية ومقرات حكومية ومساجد وورش حدادة ومحال تجارية ومؤسسات إعلامية وأراضي ودفيئات زراعية.

حيث قصف ودمرت ١٨ بناية ومنزل بالكامل واستهداف ١٠ منازل أخرى ومحيطها بالصواريخ. كما تم هدم كلي ٥٨ وحدة سكنية وتضرر جزئي لـ ٣١٠ وحدة أخرى وتضرر طفيف لمئات المنازل، وتدمير ٥ مؤسسات إعلامية متواجدة في بنايات مدنية تم قصفها.