موفق مطر - النجاح الإخباري - لسنا شعبا زائدا، لكن اعضاء كنيست وحكومة دولة الاحتلال اسرائيل يؤكدون كل يوم ويثبتون للعالم أسبقيتهم كمنظومة احتلال استعماري عنصري متمرد على الانسانية. وأنهم لا يتمتعون بالحد الأدنى اللازم للقول إنهم يعرفون ويدركون معنى مقومات الشعوب، وإنما على العكس تراهم يعملون على تحطيم  صورة  ناخبيهم الاسرائيليين أمام شعوب العالم.

ننسجم ونتوافق وننتصر للشرائع والقوانين والمواثيق الدولية، أما الرؤوس المسؤولون عن مصنع الارهاب فانهم لا يكفون عن تدوير قوانينهم وتشريعاتهم لتتوافق مع نزعاتهم وطبائعهم وأهدافهم الحقيقية، ننطلق برؤيتنا وقراءتنا للصراع معهم باعتبارهم الغزاة ونحن أصحاب الأرض الأصليون، ورغم ذلك نرتكز على معتقداتنا وثقافتنا الانسانية، لكنهم يحملون علينا بعقلية بشرية همجية، اذا ما قورنت بما كان سائدا في القرون الوسطى والماضية من حياة الشعوب لوجدناها في قعر الترتيب.

كان سفك الدماء والتهجير والتحريق والإبادة وتدمير القرى والبيوت سمة تلك القرون، وسبيل الغزاة للسيطرة على اي ارض وإخضاع وإذلال واستعباد اي شعب، واليوم يعيد اعضاء كنيست دولة الاحتلال وحكومتها عرض هذه الحقبة المظلمة من تاريخ البشرية، ليس تمثيلا ولا تشخيصا ولا بأبحاث ودراسات نظرية وإنما بتطبيق عملي في القرن الواحد والعشرين.

لم ولن تفاجئنا قوانين دولة الاحتلال، لإدراكنا انها مشبعة بالسادية والرغبة الجامحة والتلذذ في تعذيب الآخر مالم يكن يهوديا!!! فنحن قد وقعت علينا مصائبهم وويلاتهم، ووصلت نصال حرابهم الى قلوبنا وقطعت شراييننا منذ الأيام الأولى لهروبهم من جحيم النازية والاضطهاد الدموي في اوروبا ولجوئهم الى وطننا حيث وجدوا الأمان والروح الانسانية العاطفة.

ما زال أعضاء حكومة وكنيست دولة الاحتلال (اسرائيل) يتفننون في ابداع وسائل وأدوات تعذيبنا وقهرنا وظلمنا، ولن يكفوا ما دام رؤوساء حكوماتهم وأحزابهم وقادتهم وحاخاماتهم والمستوطنون العنصريون يفرغون عدائية وكراهية مطلقة ليس علينا نحن الفلسطينيين وحسب بل على شعوب ودول العالم الحر والمتحضر.

أضاف مختبر تصاميم الجريمة ضد الانسانية المعروف بـ(الكنيست الاسرائيلي) أحدث تصميم لجرائم الحرب، عندما أقر كنيست دولة الاحتلال بقراءة تمهيدية على مشروع "قانون يجيز طرد عائلات منفذي العمليات ضد جنود الاحتلال والمستوطنين" ويمكن القائد العسكري لمنطقة المركز في جيش الاحتلال الإسرائيلي صلاحية تهجير وتشريد عائلة فلسطيني نفذ عملية أو حاول تنفيذ عملية من منطقة سكنه إلى منطقة أخرى في الضفة الغربية خلال سبعة أيام من موعد العملية.

يتحمل محبو السلام الاسرائيليون مسؤولية كبح عجلة انتاج القوانين الارهابية المضادة لقوانين الانسانية، ولا مبرر لصمتهم، لأنهم يدركون قبل غيرهم أن حكومتهم والكنيست المشرعن لعنصرية يهودية تتفوق اضعاف المرات عن عنصرية ودموية النازية الألمانية في عهد ادولف هتلر التي كانت سببا في مآسيهم وتطبيقها بأساليب دموية عنصرية على اجدادهم لن تفلح في اخضاع الشعب الفلسطيني، او تجبره على الاستسلام، فعقيدة الانتماء الوطني والتحرر والاستقلال لا تقف عند حدود جيل معين، وانما تبقى في حركة دائبة ومتقدمة تماما كحركة الكون، فالصراع على الأرض والوجود مسألة حياة عزيزة كريمة او موت بشرف، وهذا المبدأ ليس من اختراع الفلسطينيين وإنما موروث انساني تبلور لحظة فكر آدمي الطغيان على حق آخر.

سيبرهن الشعب الفلسطيني للعالم أن دولة الاحتلال أضعف من أن تحقق اهدافها من هذه القوانين، لأن هذا الشعب قد قاوم ولا يزال يقاوم التطبيق الفعلي لهذه القوانين قبل نظمها وصياغتها بمئة عام، فالقراءة الأولى والأخيرة لا تعني الشعب الفلسطيني لأنه كسر أهم قانون في تاريخ المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستعماري العنصري، قانون انكار وجوده وحقه التاريخي والطبيعي في وطنه فلسطين، والدليل انه ما زال يقاوم وصامدا ومتجذرا في ارضه ويبين للعالم مدى ايمانه بهويته الانسانية والتزامه بقيم الاخلاق ومنظومة الشعوب والدول الحضارية رغم مجازر الخارجين على القيم والمتمردين على قوانين ومبادئ الدول الحضارية وشعوبها الراقية، كما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الهوية الحقيقية لهذه الأرض هي الهوية الفلسطينية العربية الانسانية، اذ يستحيل ان تكون ارض مهد المسيح ومسرى النبي محمد ارضا لإنتاج قوانين الارهاب التمييز العنصري وسفك دماء الأغيار وتهجيرهم قسرا، ومنع سبل الحياة عنهم وتقييد حريتهم، فهذه الأرض وما عليها من انسان منذ فجر التاريخ ما كانت إلا لإنتاج العدل والحرية والمحبة والسلام.

عن الحياة الجديدة