فهمي شراب - النجاح الإخباري - أجبرت الظروف السياسية المعاشة لبعض البلدان العربية على هجرة الكثير من أبناءه إلى دول أخرى وصولا لدول أوروبا.  ولا شك أن الانتقال لدول متقدمة فيه كثير من الفوائد المرجوة، ولكن ليس كل الفئات المهاجرة بإمكانها الاستفادة من المستوى المتقدم التي تعشه تلك الدول الأوروبية.

برغم الصورة البراقة للحياة في الغرب إلا أن هناك جانبًا مظلمًا ما زال غير مرئي بشكل جلي، حيث تفيد تقارير عدة، منها تقرير لوكالة «أسوشيتد برس»، أنه تم رصد محاولات لكثير من اللاجئين المسلمين من سوريا والعراق وباكستان يحاولون البقاء في ألمانيا عبر اعتناق الديانة المسيحية، وذلك من أجل تحسين فرص حصولهم على الجنسية وتحسين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، حيث كانت قد ذكرت المستشارة ميركل نفسها أن «الذين لم يحصلوا على حق اللجوء سوف يضطرون للعودة إلى أوطانهم بسرعة»، وفيما كانت تعاني الكنائس من تضاؤل أعداد «المؤمنين» يرى القس مارتينز مجموعته تتضاعف من 150 إلى 600 خلال عامين فقط، وجلهم من المهاجرين الجدد.

هناك دول أوربية أعلنت صراحة أنها لن تستقبل إلا لاجئين مسيحيين منها سلوفانيا وسلوفاكيا، الأمر الذي سيشجع الكثير للتحول من الإسلام إلى المسيحية تحت ذريعة الحصول على الإقامة والجنسية.

وثمة دول أوربية تعارض فئات كثيرة من مجتمعاتها استقبال اللاجئين بسبب الأزمات الاقتصادية التي تشهدها دول أوربا الشرقية وعدم المقدرة على رعاية هؤلاء. وكذلك اتجهت دول أوربية مثل الدنمارك لتخفيض قيمة المساعدات إلى 50%، ولم يعد لمُّ الشمل مسموحًا به خلال السنة الأولى لحاملي الإقامات المؤقتة، ووضعت شروطًا صعبة لاكتساب الجنسية منها إتقان اللغة، كما لا يحق للأجانب الحاصلين على حق الحماية المؤقتة استدعاء عائلاتهم خلال العام الأول، ويحصل اللاجئ على حق الإقامة بعد خمس سنوات كحد أدنى مع احتمال فقدان حق الإقامة في تلك الفترة، ومن يتم رفضه يرحل فورًا.

ولوحظ مؤخرًا أن هناك ميلًا لدى الأوربيين لإبقاء اللاجئين في مناطق مجاورة لبلدهم، حيث أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «ستيفان أوبراين» على إقدام دول أوربية على إغلاق حدودها أمام اللاجئين. وأكد أيضًا أن هناك فجوة بين حاجيات اللاجئين السوريين وما هو متوفر من دعم مالي وسياسي.

وتهمة الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية قد تطال أي لاجئ تريد الدولة الأوربية ترحيله في أي وقت تحت ذريعة «الإرهاب» و«الأمن القومي الأوربي».

وفي الأخير، برغم أن هناك أكثر من مائة مؤسسة سواء في الدول الغربية أو العربية أو الإسلامية تعنى بتقديم الخدمات والمساعدات للاجئين إلا أن هذه المساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تحقق ما يحلم به اللاجئ من حياة كريمة، بل فقط تسد رمقه، فهي مساعدات متواضعة تشمل توفير: الإيواء، وسلات غذائية شهرية، ومبلغ نقدي متواضع بشكل شهري أيضًا، وغرف صحية علاجية. ومن ثَمَّ فإن الأوضاع التي يعيشها اللاجئون كثير منها غير مريح، فاللاجئون في دول مجاورة (لبنان والأردن) عانوا قبل 3 أعوام من العواصف الثلجية وسوء الأحوال التي تسببت في قتل ومرض الكثير من النساء والأطفال والشيوخ النازحين في المخيمات، وقد كانت أوضاعهم كارثية ومزرية بحق. والبعض الآخر حتى في أوربا تنتهك حقوقه وخصوصيته العائلية والشخصية، ويتعرض للسرقات والابتزاز والاعتداءات والاغتصاب، فقد جاء على موقع «سكاي نيوز العربية» خبر مفاده قيام مجموعة مجهولة بإحراق مركز لإيواء اللاجئين في ولاية «بادن فورتمبرغ» جنوب غرب ألمانيا، رفضًا لاستمرار تدفق اللاجئين.. فالحياة ليست وردية والأهداف التي يحلم بتحقيقها اللاجئ قد تضطره إلى تقديم تنازلات كبرى والاصطدام مع قيمه التي أمضى عمره مؤمنًا بها في ظل مصير لا يزال مجهولًا.