د.دلال عريقات - النجاح الإخباري - إذا كنّا مجمعين على الوحدة الوطنية وعلى أولوية إنهاء الانقسام، وإذا كان الكل متيقظاً للمساعي الإسرائيلية الهادفة لتدمير الحلم الفلسطيني بدولة مستقلة ذات سيادة، وإذا كنّا مُدركين لخطة إسرائيل لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وإذا كنا أيضاً متنبهين لخطورة الوضع الراهن على الأرض والقدس واللاجئين والأسرى، حان الوقت لنجيب على بعض الأسئلة:

- ألا يدرك الجميع خطورة الانتظار؟ ألا ندرك أن الانتظار بهذه الطريقة لا يخدم سوى دولة الاحتلال؟

إذا كان الجميع متأكداً من أهداف صفقة القرن الصهيونية التي لا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية، إذاً، لماذا نسمح بتضييع مزيد من الوقت؟! إسرائيل مستمرة بالاستيطان ويومياً تعلن عن وحدات جديدة، ممارسات عنصرية وترحيل قسري ومصادرة أراضٍ ومحاولة ضم مناطق ج، حتى أن إقرار قانون القومية اليهودي، إعلان واضح عن طمع إسرائيل في كل الأرض.

إذا كان إنهاء الانقسام هو الحل وهو الأولوية التي ينادي بها كل الأطراف وكل الأحزاب، والأكيد أن لا أحد الْيَوْم يختلف أن المصلحة الوطنية الفلسطينية تستدعي إنهاء وحل الانقسام فوراً، الأولوية الوطنية العُليا تكمن في وحدة شقي الوطن، إذا كان الجميع يدرك هذه الحقائق وينتظر، إذاً ليس من المنطقي أن نتفاجأ إذا كان القادم أخطر لفلسطين.

- لماذا كل هذه اللقاءات خارج فلسطين؟

غزة تبعد عّن رام الله حوالي ٨٠ كيلو مترا، وكما نعلم جميعاً لا بد من التنسيق مع الجانب الإسرائيلي لخروج الفلسطينيين من غزة. وعليه يبقى السؤال لماذا لا نلتقي داخل فلسطين؟ سواءً في غزة أو رام الله أو ممكن اختيار منطقة أخرى كالخليل أو نابلس أو قرية صغيرة في الضفة تجمع بين تمثيل الفصيلين.

- أيلزمنا فعلاً المزيد من تمثيل الشعب الفلسطيني من خلال وفود تغادر وتعود وتستنزف الوقت والجهد والمال تحت بند مناقشة الانقسام وطرح الرؤية ووجهات النظر حول المصالحة في مدن العالم؟ نقرأ في الصحف توجه وفد إلى مصر وعاد، توجه وفد إلى جنيڤ وعاد، توجه وفد إلى عمان وعاد، توجه وفد إلى موسكو وعاد، وتوجه آخر إلى اسطنبول وعاد؛ ألم نكتفِ رحلات ذهاباً إياباً لعواصم ومدن مختلفة بِحُجَّة المصالحة وإنهاء الانقسام؟ تكرار الخبر أصبح غير مُجدٍ، حتى أن القارئ توقف عن قراءة مضمون الخبر في حين أن إسرائيل ماضية في تهويد القدس ومصادرة حقوق الأسرى واللاجئين والأرض، التغيير لن يأتي إلا من الداخل.

كل الاحترام والشكر والتقدير للجهود العربية والدولية وخاصة المصرية التي تعمل لتقريب وجهات النظر وحماية غزة من الانفجار، ندرك تماماً أن هناك أدواراً إقليمية تستعمل غزة كأداة لتحقيق مصالحها في المنطقة، إلى متى سنسمح نحن الفلسطينيين بأن تكون المصالحة تكتيكا بهدف المماطلة، ألم يحن الوقت أن توظف جهود المصالحة كغاية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة بدلاً من أن تكون مجرد تكتيك مُدمر للمصلحة الوطنية؟!

عن القدس