حماد صبح - النجاح الإخباري - اكتشف المتابعون لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية " إسرائيل بالعربية " ، ولموقعها " إسرائيل به فارسي " أنها في موقعها العربي تمنت النجاح والتوفيق للفريق المغربي ، وفي موقعها الفارسي تمنت مثلهما " بامشيد " للفريق الإيراني في مباراة الجمعة بين الفريقين في روسيا . ومثلما هو معروف ، فاز الفريق الإيراني بهدف يتيم ، وللغرابة ، بخطأ اللاعب المغربي هدوز الذي سدد الكرة في مرمى فريقه . الذين اكتشفوا الازدواجية الإسرائيلية ، أو النفاق الإسرائيلي ، بالتعبير الأصرح الأوضح ، قالوا إن ما قامت به إسرائيل هو مكر سيء ، وإنه آية بينة على أن إسرائيل لا صديق لها ، وأن صديقها الوحيد هو مصلحتها الخاصة دون أي اعتبار لأي ميزان أخلاقي ، ويمكن أن ندخل هذا المسلك في مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة " الميكيافيلي . وهذه حقيقة إسرائيل ، ولا نريد أن نقول هذه حقيقة اليهود ابتعادا منا عن العنصرية البغيضة ، وبيانا لتقديرنا لبعض اليهود الذي يعارضون سياسات إسرائيل ، ويدينون جرائمها في حق الفلسطينيين والعرب والمسلمين ، وينذرونها بأن هذه السياسات والجرائم قد تفتح الطريق في النهاية واسعا لهلاكها واختفائها . أميركا هي أكبر حامٍ وممول لإسرائيل ، وتصاعدت رعايتها المطلقة لها منذ ظهورها في 1948 في خط بياني سريع لا تتردد فيه إلا في أضيق نطاق ، وحتى في هذا النطاق الضيق كان حافز التردد هو الحفاظ على إسرائيل . ومع كل هذا الإخلاص الأميركي ، إسرائيل هي التي كانت وراء اغتيال الرئيس الأميركي الديمقراطي جون كنيدي في 22 نوفمبر 1963 في دالاس بولاية تكساس لمعارضته لبرنامجها النووي ، ويشار إلى سبب آخر إضافي هو رغبته في حل ما للقضية الفلسطينية لم تره مناسبا لها . وفي عدوانها في 5 يونيو 1967 على مصر وسوريا وغزة والضفة ، قصفت طائراتها سفينة التجسس الأميركية ليبرتي ، فقتلت 34 ضابطا وجنديا وجرحت العشرات ؛ لمنع السفينة من متابعة المجزرة الرهيبة التي نفذها الجيش الإسرائيلي في 8 يونيو ، الخميس ، للجنود والضباط المصريين الذين استسلموا في منطقة العريش . وفي ثمانينات القرن الفائت اكتشفت أميركا عملية تجسس إسرائيلية كبرى أسرارها بطلها الأميركي اليهودي جوناثان بولارد الذي صور وثائق سرية وسربها لإسرائيل تكفي لملء غرفة . ومصر ، أول وأكبر دولة عربية عقدت صلحا مع إسرائيل ، لم يحمها صلحها من شرور إسرائيل ، فباعتراف مخابراتها ، بعد سنوات من اتفاق كامب في 1979 ، واصلت تسريب المخدرات إلى مصر ، وقبل أن تبدأ حربها في لبنان في يونيو 1982 ، طلبت من مصر إصدار بيان بأنها لن تتدخل في الحرب في حالة شمولها سوريا ، فأصدرت مصر ما يفيد ما أرادته ، ولم يكفها ما أصدرته مصر ، فحشدت على حدودها معها 17 لواء ، وكشف حسني مبارك عن هذا الحشد بمرارة في البرلمان المصري . وتقول الاستخبارات الإسرائيلية إن مصر هي الملعب الرئيسي لها في العالم ، وإنها لن تمكنها من الاستقواء ، وإنها تعمل على تمزيق أحشائها . وماذا نحصي من غدرات إسرائيل وإساءاتها حتى لأقرب أصدقائها ، وللراغبين في التعايش معها ؟! هذه الدولة خلاصة لتجارب اليهود في التاريخ التي تجليها الحكمة اليهودية : " إذا لم أكن لنفسي فمن يكون لها ؟! " ، وهي تكون لها ، لنفسها ، بأنانية كاسحة فظة لا تحفظ للطرف الآخر ، إن حفظت ، إلا الضحل العابر . إذن موقف وزارة الخارجية الإسرائيلية من مباراة المغرب وإيران لا مفاجأة فيه ، وهي تمنت الفوز للسعودية بالعربي ، ولا شك في أنها تمنته لروسيا بالروسية ( باروسكي ) : " يا جيلايو فام أوسبيخاف " ، وكيف لا تتمناه وفيها أكثر من مليون روسي ؟! إسرائيل هي إسرائيل شرا وغدرا .