خلف خلف - النجاح الإخباري -  

 تكثر البهارات في الإعلام العربي، يستخدم بعض المحررين الفلفل الأسود بتهور، فتشعر "بشعطة" قوية عند تناولك خبرًا ما.

يقع الخبر العاجل فيضع كل طرف يتلقاه ما يناسبه من التوابل قبل تمريره للآخرين، وكون الفلفل الأسود "ملك البهارات" قويًا وفعالاً فاستخدامه رائج في مناطق عديدة.

وهنا المعضلة آنفة الذكر تستفحل، فحسب البرنامج الإرشادي للفلفل في فلسطين الصادر عن وزارة الزراعة عام 2014 تبلغ المساحة المزروعة بالفلفل في فلسطين حوالي 4864 دونم، وهذا يعني الكثير في ظل الاعتماد على مواقع التواصل الإجتماعي.

عربيًا، كون بعض الدول النفطية غنية بما يكفي لاستيراد أقوى انواع التوابل، فتجد الاكلة نفسها يختلف طعمها كليًا من وسيلة إعلامية إلى أخرى.  فمثلاً المنسف الذي تعده "شهيرة" حول فلسطين لا يمت بصلة للمنسف الذي تطبخه "عبير" أو احدى خواتها عن القضية نفسها.

"شهيرة" و"عبير" توظفان طباخين مهرة، قادرين على إعداد أي طبخة تشتهيها الانفس، حتى وإن كانت مكوناتها فاسدة، فالبهارات تتكفل في إخفاء الطعم.

الشعوب تلهط على عجل، فتصاب معارفها بالتسمم وافكارها بـ"المغص"، فينطبق عليها المثل القائل "يا مسترخص اللحمة...جازك الله في المرقة".

البهارات يا سادة، هي سبب سوء حالنا منذ البداية، فلولاها لما عرفنا ترامب !

يؤكد المؤرخون أن كريستوفر كولومبس اكتشف القارة الأميركية بينما كان هدفه الوصول إلى الهند والصين للحصول على التوابل، والسبب ذاته وراء إستعمار هولندا والبرتغال لبعض أقطار آسيا في مطلع العصور الحديثة. 

الفلفل الاسود تحديدًا، كان يعتبر مادة ثمينة، فعندما حاصر زعيم قبائل الجرمان، اتيلا الهوني، عام 408م، روما، كانت مطالبه تتمثل بالآتي: 5000 باوند ذهب، و30 ألف باوند فضة، و1360 كيلوغرام فلفل أسود!

ويقول المؤرخ فريد كزارا عبر كتابه "التوابل: التاريخ الكوني"، إنه بازدياد تنافس الدول في القرنين السادس والسابع عشر، تطور السعي وراء التوابل إلى ما يمكن تسميته بـ"الحرب العالمية الأولى".

إذن #القصة_كلها_قصة_بهارات نجاكم الله من شرورها.
 

خارطة توضح توزيع البهارات في العالم