عصام جابر - النجاح الإخباري - إن كانت هناك من كلمة حق وإشادة تستحق أن تقال لتأخذ موقعها الحقيقي للشخص الذي يستحقها فهي كلمة عبارة عن أسطر قليلة متواضعة، لكنها كبيرة المعنى لشخص هو كبير في شأنه وعمله خاصة إذا كتبت بحق وزير التربية والتعليم معالي الدكتور الفاضل "صبري صيدم" هو نموذج مُشرف فعلاً لفلسطيننا الغالية والذي طبق وعمل على مبدأ وزارته القائل «نحن لا نساير العصر بل نسابقه، ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم فمن أجل الوطن بالعلم نبني الوطن».

ان ذلك الكلام أبداً لم يكن مجرد كلام أو شعار من الشعارات الرنانة بل عمل على مبدأ تطبيقه على أرض الواقع لتتطابق أقوال الرجال مع أفعالها بما شهدته العملية التعليمية التربوية بجميع مراحلها (الاساسية، والثانوية) من تطوير ممنهج وشامل وراقٍ يليق بالمراحل القادمة تعمل على تطبيقه كوادر مخلصة ومؤهلة من هيئات إدارية قيادية وتدريسية ومناهج تعليمية مشهودٌ لها بالمتابعة والرقي لمتطلبات العصر الذي نعيشه والمقبل أيضاً في قفزات تعليمية كبيرة وملحوظة بفضل من الله أولاً ومن ثم رعايتكم ومتابعكم وإخلاصكم حين عزمتم بل وعقدتم النية على البدء من حيث انتهى منه الآخرون فالعملية التعليمية التربوية إنما هي مسيرة تكاملية تراكمية، كما ان مبدأ عدم الاكتفاء بالشعارات والتمنيات تسبق خطواتكم وتؤكد امتلاككم للرؤية الدقيقة والملمة لأدق الأمور ومجرياتها بما تملكونه من قوة في المتابعة نابعة من ذاتكم المتفجرة يدفعكم الحرص على مصلحة الوطن ولا شيء غير مصلحة الوطن وأبنائه وهو ما نريد أن نؤكده هنا.

هذا إلى جانب حرصكم على متابعة سير المؤسسات التربوية التعليمية من هيئات إدارية وتعليمية لتطبيق أسس وقواعد التعليم الصحيحة في مؤسساتها والتي حملت على عاتقها مسؤولية ذلك بجهد وبكل أمانة مقدرين بذلك دور وتفاني الطاقم التربوي والتعليمي من مُربين ومعلمين أفاضل عاشقين لمهنتهم كرسالة مقدسة لإعداد جيلٌ سوي تربوياً وتعليمياً تفتخر بهم الأوطان وتقوي بهم من دعائمها بغض النظر عن الطامعين والذين ينظرون لهذه المقدسة نظرة مصالح وترقيات ومن أجل الميزات والعطايا الجزيلة أو الحوافز فساروا على مبدأ تلقين الدروس لطلبتهم لمجرد تحصيل حاصل. فمن يملك الإخلاص يعطيه ومن لا يملكه أبداً لن يستطيع أن يُهديه لأحد كفاقد الشيء الذي لا يستطيع أن يُعطيه كون العملية التعليمية والتربوية تحتاج لأقوى دعامة وهو الإخلاص في هذه المهنة والذوبان فيها قلباً وقالباً حين أعطت نتائجها المبهرة حين عمل من عمل على تحقيق مبادؤها وأهدافها النبيلة المرجوة ليراها في جيل مترسخة تربوياً قبل أن يكون تعليمياً في جيل شباب الحاضر والمستقبل بحيث لا يكونوا قابلين للإنهيار أخلاقياً لأن التربية هي أساس التنمية وجاءت في طليعة التعليم .

معالي الوزير الفاضل يرفض التسيب والاستهتار وبشكل قاطع لا يقبل الجدل حين أكد على أن واقع الشباب الراهن حين يكون جيداً فإن المستقبل سيكون أفضل، ولم يتوانَ في تطبيق العقاب الرادع لكل من تسول له نفسه اللعب بالمواطن والأوطان بوقفة حازمة صادقة كصدق ذاته وأخلاقياته في وجه كل من يحاول الإخلال بالنظام أو التلاعب بأقدس مهنة عرفتها البشرية مهنياً وتربوياً وهذا هو التحدي الذي نجح فيه، هذا هو التحدي الذي حققتموه على واقع وأرض فلسطين الغالية وبفضل إدارة وقيادة وزارة حيوية وكبيرة كبر شأن وزيرها الفاضل. هي قوائم مؤتلفة متعاونة في توافق وانسجام لا يقبل المزايدة ولا المساومة ولا بأي شكل من الأشكال أو الإخلال بشروط وقوانين وزارته التي لم ولن تخضع لعملية التداول والابتزاز أو لي الذراع لأن الصادقين المخلصين لا يبالون بمن خلفهم وإنما يستمرون بل لا يألون جهداً أو يضيعون وقتاً لو قليلاً كي يلقمونهم حجراً ، وما تبنيه أيادٍ مخلصة لا تستطيع أيادٍ أخرى متخاذلة أن تهده أو تزيحه !

وكل ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز بهكذا نموذج للنهوض، وها أنتم قد غرستم غرساً طيباً فجنيتم ثمار غرسكم وإخلاصكم الذي لا تشوبه المصالح الشخصية وإنما المصلحة الوطنية وهي العُليا، فكان المواطن الصالح نتاج لهذا الغرس الطيب والأصيل كأصالة انتمائكم وأخلاقكم العالية التي لا تستطيع أن تطالها من طمع بأن ينال من شخصكم الكريم الموقر. فهنيئاً لك يا وطن حين أثبت معالي الدكتور الفاضل بأنه يُجيد التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النهايات المشرفة تسبقه في ذلك النية الصادقة والمبيتة لرفعة هذا الوطن الذي سرتم على نهجه قولاً وتطبيقه وفعلاً، فلا تقلق يا وطن فقد جادت لك هذه الأرض بمسؤولين مخلصين لا تحركهم المصالح والمطامع الشخصية أو الدنيوية وإنما يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام ولا يقبل حتى بالإغفاءة أو أنصاف الحلول ، وقد قيل : “ إن العظماء قد يذهبون لكن تبقى أعمالهم خالدة منقوشة ومحفورة على صفحات صدر الزمن “ أدامك الله وأبقاك ذخراً وفخراً لنا وللوطن وأبنائه وأجياله اللاحقة.