منال الزعبي - النجاح الإخباري - للقيد أنين لا يسمع إلا ملازمًا لنبض الأسير الفلسطيني وأنفاسه المقاومة لقسوة البرد في زنازين المحتل، الأسير الفلسطيني الذي تعتبر كل أيامه شتاء خلف جدران الحياة حيث يتوقف الزمن وتتكاثف اللحظات لتشكل غصّة خانقة لصاحبها بتهمة "الوطنية" وربما بلا تهمة سوى كونه "فلسطيني"!

إلا أن فصل الشتاء يبقى الفصل الأصعب حيث يستغله المحتل لممارسة أساليب الاضطهاد بكافة أشكالها لمضاعفة المعاناة على الأسرى وأهاليهم حيث يجبر الأسرى على الخروج للساحات ومواجهة البرد لساعات طويلة، ويتعمد تأجيل المحاكمات للأيام الأشد برودة ناهيك عن مصادرة الأغطية والمفارش وأي وسيلة تدفئة كعقاب للأسرى.

أما الأسرى المرضى فتتضاعف معاناتهم وتزداد أوجاعهم تحت لسعات البرد القارس وبيئة الزنازين السيئة التي تسمح بدخول الماء والهواء مشكلة بيئة رطبة موبوءة تتسبب في إصابة الأسرى بالأمراض وعدم تقديم العلاجات اللازمة في ظل الإهمال الطبي لهم.

وأين منظمة حقوق الطفل العالمية عن (350) طفلاً دون الثامنة عشر بعضهم لم يتجاوز عمره (14) عامًا، يقبعون خلف القضبان دون الاكتراث لطفولتهم المصادرة والتي ستنتهي صلاحيتها في غياهب السجون؟

 ويمثل سجن "النقب" الذي يقع في المنطقة الصحراوية المعروفة بشدة البرودة في فصل الشتاء، معاناة  تزداد قسوتها في أيام المنخفضات الجوية التي تتعرض لها المنطقة بين الحين والآخر.

هذه الظروف التي يمرّ بها الأسرى الفلسطينيون تشكل ضغطًا نفسيًّا يؤرق أهاليهم ويقض مضجعهم، فكيف تنعم أمٌّ بالدفء وفلذة كبدها يرجف تحت وطأة السجون؟

 

تفاصيل ترسّخ معاناة الفلسطيني داخل السجون وخارجها يقف فيها العالم مشاهدًا صامتًا لخشبة مسرح يمارس عليها المحتل الصهيوني الغاصب كلَّ أصناف العنجهية والتسلط والجلد للفلسطينين في ديارهم وأراضيهم وأجسادهم وأبنائهم وأموالهم دون رادع، بل تقف دول كبرى أوروبية وأخرى عربية تصفق مشجعة أو تسلّم مبايعة لكيان سرطاني يعقد صفقات آخرها "صفعة العصر" التي سيتلقاها كلُّ صامت على مجريات الأحداث اليوم.