باسم برهوم - النجاح الإخباري - من استمع لمندوبة ترامب في الامم المتحدة "نيكي هالي" في جلستي مجلس الامن حول القدس يصبح لديه اعتقاد انها هي من امر باغتيال اسحاق رابين. لو كان رابين وشمعون بيريس على قيد الحياة لنصحا هالي بأن تتروى وترى مصالح اسرائيل بعقلانية، وليس من منطق التطرف الصهيوني، فهذا المنطق لطالما عزل اسرائيل على الساحتين الاقليمية والدولية.

هالي ليست منحازة لاسرائيل – فكل مندوبي الولايات المتحدة كانوا منحازين، وهي لا تتبنى الفكر والمشروع الصهيوني، انما هي بتكوينها صهيونية متطرفة وعنصرية. الكثير من الاسرائيليون يرون أن هالى تكره الفلسطينيين اكثر منهم هم انفسهم.

في جلستي مجلس الامن لم تكن مفردات مندوبة ترامب صهيونية ومن صلب الرواية الصهيونية وحسب، وانما الروحية التي تحدثت فيها هي عنصرية لا تأبه لا بالقانون الدولي ولا بالشرعة الدولية ولا بالضمير الانساني فكل المنظومة الحضارية العقلانية للبشرية هي غير ذات اهمية للمندوبة هالي فالحقيقة الوحيدة بالنسبة لها هي الرواية الصهيونية.

هالي اعتبرت الولايات التحدة قد خانت ضميرها عندما مررت قبل عام قرار مجلس الامن 2334 الذي اعتبر الاستيطان باطلا وغير شرعي وعقبة في طريق السلام، بما في ذلك الاستيطان في القدس الشرقية. هالي اعتبرت الامم المتحدة معادية لاسرائيل.. من هي الامم المتحدة ؟ أليست هي التي تمثل ارادة المجتمع الدولي المنسجمة مع القانون الدولي.

هالي ليست صهيونية وصهيونية متطرفة وحسب بل وعنصرية وكارهة للشعب الفلسطيني الذي اتهمته بانه هو من يرفض عروض السلام.. وليس حكومة نتنياهو حكومة الاستيطان والتوسع هذه الصهيونية المتطرفة ترى في الدور الأميركي السابق في عملية السلام، والمعروف بانحيازه لاسرائيل، ترى فيه خيانة لضمير أميركا وان عدم نقل الرؤساء الأميركيين السابقين لسفارة بلادهم من تل ابيب للقدس هو ايضا خيانة للضمير، عن أي ضمير تتحدث هالي؟ وهي بالتأكيد ترى في توقيع رابين على اوسلو خيانة للصهيونية وبالتالي وجب اغتيال الخائن.

إدارة ترامب، الذي تمثل هالي جوهر فكرها وتوجهاتها، نقلت الولايات المتحدة من المنحاز بعقلانية لاسرائيل ومصالحها، الى عدو مباشر للشعب الفلسطيني، ومنحاز متهور ومتطرف ليس لاسرائيل وانما للاتجاه الاكثر تطرفا فيها، وهذا امر يحصل للمرء الاولي في تاريخ العلاقات الأميركية الاسرائيلية.

ان مسؤولية التصدي لتطرف ادارة ترامب، ليست مسؤولية فلسطينية فقط، هي مسؤولية عربية، لأن من يكره الشعب الفلسطيني هو بالضرورة كاره للعرب، وهي مسؤولية المجتمع الدولي الذي يرى في هذه الادارة خطرا على السلم العالمي.. وهذا ما بدأنا نلمسه على الصعيد الدولي فهناك رأي متزايد بأن ترامب وادارته هم بالفعل خطر على البشرية.

والاهم هي مسؤولية العقلانيين خاصة في دولة احتلال،  لأن  سياسة ترامب لن تجلب لهم الامن والاستقرار، ولا بأي حال من الاحوال .