محمد مصطفى الشامي - النجاح الإخباري - منذ اللحظة الأولى التي تشرفت وزارة التعليم بوزيرها معالي الدكتور صبري ممدوح صيدم وقد ازدادت شعلة النشاط نشاطا؛ لتصبح وزارة التربية والتعليم تعمل كخلية نحل برفقته، فشرع معاليه في العمل على تطوير العملية التعليمية، فلم يكل أو يمل، وانصب هدفه على الرقي والسمو بالتعليم، وعمل نقلة نوعية فيه حتى ننافس فيه العديد من الدول، بل سجل نقطة تحول مهمة من مناهج نمطية إلى إدماج العالم الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، والارتقاء بالأسس التدريسية من التلقين إلى تنمية الإبداع.

وليس غريباً على هذه القامة الشامخة جهوده التربوية العظيمة، فقد نشأ وترعرع في عائلة مناضلة، فوالده المناضل الكبير/ ممدوح صيدم (رحمه الله) الذي تفتخر المقاومة الفلسطينية بسيرته المشرقة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، كما أن والدته المناضلة/ جميلة صيدم (رحمها الله) التي أنشأته على النضال وحب الوطن وعمل المستحيل لأجل أن يتقدم الوطن ويزدهر.

وأعطى تعليماته في العمل على تطوير المناهج ووضع منهاج جديد يواكب التطورات المتسارعة في العالم كله، فكان المنهاج شاملاً يواكب الكثير من الموضوعات وبنظرة تختلف عن ذي قبل، ففي مقرر التكنولوجيا نجد تعليم عمل تطبيقات للهاتف المحمول، وهذه مهمة جدا؛ ليستخدمها الطالب في عملية التعليم وليطور من تطبيقات تحمل أفكاراً مميزة.

وشرع في قراره بتطوير نظام الثانوية العامة (الإنجاز) والذي هو بحق إنجاز لمعاليه تشهد به فلسطين، ليعمل النظام الجديد على تخفيف الضغط النفسي عن كاهل الطلبة، وجعله نظاماً مرناً لا جامداً، مما أدى إلى زرع الطمأنينة في قلوب الطلاب وأهاليهم.

وإذا أردنا أن نعرج إلى الإنجازات الدولية التي حازت عليها وزارة التعليم بفضل جهوده، فلا ننسى جائزة أفضل معلم في العالم التي حصلت عليها الأستاذة/ حنان الحروب التي رسمت بطريقة تدريسها أسلوباً مبتكراً سعت من خلاله إلى غرس حب التعليم لدى طلابها، ولا ننسى فوز فلسطين بجهود معاليه بأفضل قارئ عربي من بين سبعة ملايين طالب وطالبة تنافسوا على هذا اللقب، وعلى مدار سنتين متتاليتين مما زاد من رفع رأس فلسطين في مجال التعليم والقراءة عالياً مشرقاً كما أراد..

وقد تنوعت أفكار سيادته المميزة ليجعل من التعليم متعة ومحبة للمعلمين والطلاب، فقد تغير مفهوم التعليم اليوم في مؤسساتنا التربوية بفضله لنشاهد بصماته واضحة جلية في كل صف ومدرسة وعلى كل طالب.

 ولم يكن يترك مجالاً تعليمياً دون إضافة أو تعديل أو تطوير، وقد أعطى مجالات التعليم المختلفة اهتماماته الكافية، ففي مجال التعليم العام أصدر قراره بالتغيير للمناهج ولطرق التدريس عبر التركيز على استخدام وسائل التدريس الحديثة والمحوسبة، ليكون المنهاج الجديد نقلة نوعية مميزة لينافس مناهج التعليم في دول كثيرة، وقد أوعز أن يكون ملف إنجاز لكل طالب فهذا إنجاز أن يرى كل طالب في نهاية الفصل جهوده وأنشطته في ملف خاص به.

 كما أعطى اهتماماً خاصاً للتعليم المهني والذي أصبح شيئاً أساسياً وضرورةً ملحةً؛ للحاجة إلى المهنيين في مختلف المجالات، فعمل على زيادة الاهتمام بالمدارس المهنية، ليتخرج لنا مهنيون أصحاب معرفة واطلاع على أحدث مجريات تخصصهم المهني.

 كما سلط ضوء اهتمامه على التعليم العالي؛ فعمل على إحداث نقلة نوعية في برامج الجامعات عبر حثّهم باستحداث برامج نوعية جديدة وغير موجودة في الجامعات الأخرى؛ كي يكون التعليم العالي قد أضاف شيئاً جديداً يتواءم مع سوق العمل، لا أن يكون الأمر مجرد تكرار فقط.

وأما اهتمام معاليه بمحافظات الوطن فقد أعطى اهتماماً عالياً لجميع محافظات الوطن بلا استثناء، فلم يميز بين أي محافظة، فانصب اهتمامه على متابعة أمور التعليم واحتياجاته في المحافظات الشمالية وتابعها أولا بأول، كما انصب الجهد ذاته على المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) الذي لم يتوانَ في دعم هذا القطاع بكل قوته بتوجيهاته وتعليماته لأجل الرقي والسمو بالتعليم، كما لم ينسَ العاصمة الحبيبة القدس الشريف التي عانت من ظلم إسرائيلي كبير، فمنح الكتب الفلسطينية مجانا ردا على سياسة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية التي منعت تدريس كتب المنهاج الفلسطيني، فلم يغفل عن أي جانب تعليمي أو أي منطقة فلسطينية وتابع باستمرار حثيث.

وها هي بصماته ما زالت ظاهرة للعيان ويحق لفلسطين الفخر أن أنجبت نموذجاً حضارياً مشرّفاً، ويحق للتاريخ أن يسجله ضمن قوائم التميز والافتخار، فهنيئاً لشعبنا، وهنيئاً للأسرة التربوية جمعاء بالدكتور صبري صيدم...