مرح العبوة - النجاح الإخباري - التقيت به منذ تسع سنوات مضت، ومازلت اذكر الانطباع الأول عنه ، فشخصيته القوية و حبه الشديد للعمل ، و حرصه على أدق التفاصيل ، وحكمته في الادارة و إصراره على النجاح، و خبرته وذكاؤه الاجتماعي، لا يمحى من ذاكرتي حتى الان ... 

حيث كانت"إذاعه صوت النجاح" بسنواتها الأولى و كان متابعاً لكل الأحداث و التغطيات و البرامج فيها ، كنت التقي به بالمناسبات الرسمية و الوطنية بالجامعه و كان دائما يجلس بجانب زوجته و ابنته ، فكيف لي أن أنسى اسمها فاسمها "مرح " تاره يمازحها و تاره يشرح لها ما في الأمر ....

ببساطته و ابتسامته كان محبوبا من قبل الجميع ، ومازلت اذكر حديث ضيوفي الكثر في "برنامج اعلام من النجاح " الذي كان يسلط الضوء على أشخاص كانوا و مازالوا يقدمون الكثير للجامعة ،و إجماعهم على ان الدكتور رامي حمد الله  كان مثال الاب و الصديق و الزميل لهم ، ففي كل حلقه و بلا مبالغه كان يتم ذكر مواقف الدكتور التي لا تنتهي من تحفيز الموظفين و اعطاء الضوء الأخضر لكل ما يلزم من أجل تقدم الجامعه في كافه النواحي، عدا عن الأمور الاجتماعيه و المساعدات التي كان يقدمها لطلبه الجامعه و كوادرها ، لم يكن دوره مقتصراً داخل أسوار الجامعة فحسب ، بل كان  ومازال يشاطر الجميع أحزانهم وأفراحهم . و إن دل هذا على شيء فهو دليل عطائه غير المنقطع النظير و إنسانيته العالية .

مضت السنوات في "صوت النجاح " لننقل خبر انتقاله من رئيسا للجامعة ، ليغدو رئيس الوزراء الفلسطيني، كان خبرا ساراً فالرجل المناسب في المكان الذي يستحق . لا اخفيكم سراً حزنّا لبعده عنا، ومن جهة اخرى سَعدنا بمنصبه الجديد فنحن نثق بصلابته و تأنيه ، و حكمته الاداريه وحنكته السياسية ....

و قبل أسابيع شهدنا ذهابه لقطاع غزة الحبيب ليأكد تصميم حكومة الوفاق الوطني و على رأسها الرئيس ابو مازن على إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي طال أمده ، و طي صفحة الانقسام السوداء التي فرقت الفلسطينين و مزقتهم إلى أحزاب ، فالاحتلال لا يفرق بين ضفاوي و غزاوي، فتحاوي و حمساوي، الاحتلال هو فقط من كان مستفيد من هذا الانقسام ..


حكومة الوفاق الوطني و على رأسها الرئيس ابو مازن ودولة رئيس الوزراء،  جاءت لتؤكد للاحتلال وللولايات المتحدة و للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني عصي على الانهزام و أن اللحمة الوطنية هي اهم سمات هذه المرحلة و أن الخلافات و إن طالت لن تنال من عزيمتنا على إنهاء الاحتلال و إقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف .
اتفاق المصالحة بدأ يدخل حيز التنفيد ، وكلنا ثقة بقيادتكم الحكيمة و إرادتكم الصلبة التي ستحل بإذن الله ما يعاني منه الاهل في قطاع غزة ، فجميعنا شاهد بأم عينيه الفرحة التي عمت أهالي غزة لحظة استقبالكم ، و تعليق آمالهم  على أن تحل مشاكلهم بقدومكم .

افتخر بك دوما خير رجل و قائد . دمت ذخرا لهذا الوطن و دامت مواقفك الحرة و المشرفة.