نهاد الطويل - النجاح الإخباري - حكومة  الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمدالله تبذل الآن جهودا كبيرة في قيادة قطار المصالحة من جهتها تواصل شرح مواقفها الأصيلة وتوجهاتها على هذا الصعيد من خلال الالتقاء بكافة الأطراف على الساحة الوطنية والدولية والإقليمية.

فمنذ تكليف الحمدالله برئاسة حكومة الوفاق أفصح رجل المرحلة عن نواياه الوطنية بالعناوين العريضة التي تبنت "المواطن أولا وأخيرا" وحلحلة الكثير من الملفات الداخلية وحسم أمره بشأن التفاصيل عبر إطلاق أجندة السياسات الوطنية.

عناوين الحمدالله كانت لافتة وواقعية ومنسجمة مع الشارع ولم تبع الوهم له أيضا وصوله على رأس وفد كبير الى غزة لتسلم المهمات الصعبة بعد اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح في القاهرة.

واعتقد أننا أمام وجبة دسمة من الأفكار الوطنية التي حتما ستغير الوضع القائم بعد عقد من الإنقسام.

واقعية الحكومة ستضفي لها مزيد من المصداقية فهي لن تركن للشعارات ولن تلزم نفسها بخيارات محددة أبعد من الشعارات والتوجهات العامة التي لا تستطيع الجزم بشأنها.

في المقابل أرى في عيون الحمدالله ارادة وروح وطنية لتحقيق رؤيته وطنية تملك مشروعا نهضويا استراتيجيا قائما على الخلاص من التبعية للاحتلال والتمويل الأجنبي. 

وبالتقاط صور قلمية من مهرجان وصول الحمدالله ووزرائه الى غزة قبل أسابيع فإنه يسجل للرجل عدم اختياره الذهاب إلى الفنادق مباشرةً بل صمم على الذهاب لحي الشجاعية الذي تعرض لأقسى أنواع القصف والقتل من قبل الاحتلال وهذا يدلل على أن الحكومة هي جزء من الشعب وتدرك دلالالة ورمزية الشجاعية التي تحملت الكثير خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع.

ومن الصور القلمية التي تجلت في هذا المضمار جلسة الخلوة التي جمعت الحمدالله بالشباب في غزة وهي جلسة "لقاء قمة" بكل المعايير الوطنية واعطت صورة ناصعة أن الرجل يدرك أولويات واهتمامات قطاع غزة.

تحميل الحكومة مسؤولية الأزمات خاصة في القطاع خلال السنوات الماضية أمر مبالغ فيه لأنها لم تمتلك أية صلاحيات ولم تكن صاحبة فعل على الأرض.

وبهذه المناسبة أتذكر ورقات خطابات الحمدالله كافة التي وضعت الأصبع بدقة رائعة على المسألة الوطنية فهو لن يكتفي بأن يتصرف ويبدع في المسائل الثانوية ،بل نؤمن أنه وحكومته الأقدر على الإنجاز في القضايا الكبرى على ضوء المصالحة الوطنية النافذة،مع اقرارنا دائما للأخطاء التي قد تقع في بعض المراحل لأسباب يطول الحديث عنها.

 اخيرا القادم بإذن الله أجمل وكل ذلك يتطلب من الصبر ومنح حكومة فرصة ووقتا كافيا حتى تجد حلولا لكل الملفات الوازنة التي تراكمت في مدار الإنقسام البغيض خلال عقد من الزمن.

- على طريق المصالحة

حكومة الوفاق دخلت في جالة تعبئة حيث أعلن الحمدالله في جلسة مجلس الوزراء قبل يومين عن خطة شاملة لاستلام كافة الوزارات في قطاع غزة، وأعلن عن البدء في إعادة هيكلة الوزارات والدوائر الحكومية في القطاع، وأكد على بدء عمل اللجان المختصة بالمؤسسات والمعابر والأمن.

وأعلن المجلس أنه سيستأنف اجتماعاته الأسبوعية بشكل دوري بين المحافظات الشمالية والجنوبية ابتداءً من الأسبوع القادم.

وقرر المجلس تعليق سفر الوزراء ورؤساء الهيئات الحكومية الى الخارج إلّا للضرورة القصوى، وتكثيف التواجد الحكومي في المحافظات الجنوبية في المرحلة القادمة تحقيقاً لآمال شعبنا في استمرار الجهد من أجل إنهاء الإنقسام.