جهاد قاسم - النجاح الإخباري - ربما من الاشياء البديهية اذا اردت ان تقوم بعمل شيء ما ، فان اهم نقطة يجب ان تكون موجودة هي الادوات التي تمكنك من فعل هذا الشيء وان لم يكن ذلك موجودا فان النية تبقى فقط تتأرجح دون تطبيق.
ولو نظرنا الى مفهوم التمكين اداريا فانه يعني منح الشخص السلطة والحرية في العمل ليتحمل مسؤولية ارائه وقراراته وانجازاته.
عندما وصل رئيس الوزراء د.رامي الحمدلله الى قطاع غزة كان اول ما شدد عليه هو تمكين حكومة التوافق الفلسطينية من تأدية مهامها على ارض الواقع حتى تكون المصالحة حقيقية وليست كما سبقها حبرا على ورق.
وحتى في اعلان القاهرة الذي كان تحت سقف جهاز المخابرات المصرية كانت النقطة الاولى التي اعلن عنها هو تمكين الحكومة حيث ان القضايا التي تهم غزة تعتبر معظمها ان لم تكن جميعها من اختصاصات الحكومة التي وجدت حملا ثقيلا اثقل من جبل احد.
لكن ومن ينظر الى قطاع غزة اليوم يدرك ان التمكين قبل ان يكون من حركة حماس فعليا على ارض الواقع بدأ ذلك شعبيا ، فمن تابع قضية الحفريات والهدم بحق تل السكن في قطاع غزة يدرك جيدا ان الشعب لم يجد خيارا في ظل احتفالاته بانجاز المصالحة غير الحكومة والوزراء لمطالبتهم بشكل مباشر للقيام بواجباتهم وكأنه يقول انكم الان بيدكم كل شيء على عكس ما كان يعيش عليه قطاع غزة سابقا ، حيث كان كلما يحدث شيئ ما فان المطالبات تكون بالدرجة الاولى من حركة حماس ومطالبتها بايجاد حلول كونها الحاكم الرئيسي للقطاع.
فالمواطنون المحتجون على هدم تل السكن الاثري وجهوا عريضة تطالب رئيس الوزراء بوقف ذلك ، الى ان كان الرد سريعا من قبل وزارة السياحة والاثار التي اصدرت اليوم قرارا بوقف اعمال التجريف في اشارة واضحة الى ان الوزارة التي هي جزء من الحكومة بدأت بممارسة صلاحياتها على ارض الواقع .
ويعتبر هذا الحدث البسيط في رؤية تمكين الحكومة فعليا من تأدية مهامها على ارض الواقع ام لا مؤشرا ايجابيا في المراحل الاولى لاتفاق المصالحة الذي ما زالت قطرات دلائله تخرج من حنفية مياه نقطة نقطة في انتظار نبع عميق من الانجازات.
لكن هناك كثير من الوقائع الموجودة التي تنتظر استجابة كبيرة لدى حركة حماس حتى نقول ان الحكومة بدأت تستلم بشكل تدريجي القطاع فهل عشرات الدونمات التي وزعت على افراد الحركة مثل منطقة السوافي وغيرها ستعود الى ما كانت عليه قبل سيطرة حركة حماس على القطاع؟ والعديد من الملفات.
ربما من المبكر ان نقول ان الحكومة مكنت ام لا فنحن في المراحل الاولى والاتفاق ما زال حبره رطبا لم ينشف بعد لكن المواطن على ارض الواقع بدأ يطبق فعلا التمكين المعنوي للحكومة بانتظار التمكين الفعلي من حركة حماس التي اكد قياداتها على ذلك عبر كل الخطابات والبيانات منذ التلويح بتحقيق المصالحة.