موفق مطر - النجاح الإخباري - نحن نناضل لننتزع حريتنا، استقلالنا، سيادتنا، لننتصر على صناع وتجار الحروب، وتجارها اعداء السلام، هذه في يقيني روح رسالة الفلسطينيات المشاركات في مسيرة “نساء يصنعن السلام” من أريحا المدينة العامرة الأقدم في التاريخ، وعلى بعد خطوات من البحر الميت إلى القدس، أم المدائن، مدينة السلام، عاصمة فلسطين الأبدية.

تعتقد كل أم فلسطينية قضى ابنها شهيداً أو اسيراً أو جريحاً أنه التحق بميادين الكفاح بوازع حقه الطبيعي بالحرية، والكرامة، وبحكم انتمائه لأمة الانسان التي نظمت مفاهيمها للسلام والعدالة بشرائع وقوانين ومواثيق تنطبق عليه كما تنطبق على نسل آدم وحواء في هذه الدنيا، تماما كما تعتقد ببراءة ابنها او ابنتها من عقلية الانتقام أو الثأر، فمنهج التحرر الوطني لا يدركه الظالمون العنصريون عصبة كانوا او جماعة  او حتى دولة تشرعن الاحتلال واغتصاب ارض ووطن شعب كان ومازال جزءًا أصيلا من النسيج الحضاري لشعوب حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.

لا أدري إن كان للتظاهرة ومسيرتها من أريحا بمزاياها التاريخية وبالقرب من البحر الميت ثم إلى القدس مغزى لدى منظمي التظاهرة، لكني أرى وجوب الثناء على عقلية ونمط تفكير وتدبير رئيس السلام ، الرئيس الانسان، رئيس دولة محمود عباس ابو ماززن، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي اوكلت هذه المهمة للأخ محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، حيث يؤديها كواجب وطني رغم رماح الغدر والإنتهازية السياسية،  ولابأس من طرح ما رأيته في آفاق هذه المسيرة، التي جاءت في هذه اللحظة المصيرية والمنعطف الحاد في مسار القضية الفلسطينية.

مسيرة النساء يصنعن السلام من اريحا، تعني خيار السلام في أقدم بقعة على الأرض انشأ فيها انسان فلسطين مدينة، بعدما فكر بمعنى الاستقرار والأمان والسلام.

مسيرة النساء بصنعن السلام تعني أن اخفض بقعة ماهولة على وجه الكرة الأرضية بامكاننا برؤية العيش المشترك بسلام وامان  أن نجعلها أعلى واسمى مكانة لأي مكان آخر في العالم، فالمدن لاتقاس بمكانتها الجغرافيه ولا بسعتها ولا حتى ان كانت ذكية، وانما بمعيار السلام الذي يصنعه أهلها لأنفسهم ومع جيرانهم.

 نحن بدأنا خطوات السلام من اريحا، ولم نيأس، وما عشرات آلاف الامهات والسيدات في مسيرتهن اول أمس، الا دليل على صحة الطريق وصوابية البوصلة، فالسلام ارادة مجتمعات  وشعوب يجسدها القادة بحكمة واقتدار.

أما مجاورة المسيرة للبحر الميت فلا أعرف مغزى سوى انها رغبة حقيقية للمؤمنين بالسلام بامكانية استخراج لؤلؤ السلام والحياة من بحر موت أراده المتاجرون بدمائنا المتكسبون من الحروب ان يكون مستقر فلكنا الأبدي، فهنا تنتصر ارادة الانسان على الطبيعة، وهنا يحول الانسان المر الى حلاوة، وهنا بامكان امهاتنا اللواتي بدان المسيرة أن يحولن البحر الميت الى بحيرة محبة وحياة وسلام، وعلينا ان نتذكر دائما ان الامهات كن الأقدر على حل ما قد يعجز عنه الآباء.

القدس، مدينة السلام، عاصمة وطن السلام فلسطين، كانت قبلة النساء اللواتي ارتدين الأبيض كتعبير عن طهارة افكارهن وسلوكهن الذي لايمكن وصفه الا بالمتمدن الحضاري الانساني المميز.

طبيعي جدا أن تكون القدس هي المحطة ألأخيرة في آخر مسيرة تنادي بالسلام انطلقت قبل حوالي 3اسابيع اي في 24 ايلول الماضي، فهي بيت القصيد، فهي مفتاح السلام، وبوابة انطلاق العالم نحو ألأمن والأمان.

 القدس الشرقية الحرة المستقلة ، حيث يؤدي المؤمنون عباداتهم بأمان، حيث موطن الفلسطيني المقدسي الى الأبد هي بقعة الضوء التي يجب على كل من تحركه النوازع للارتقاء والسمو بالانسانية واختبار شرائعها وعدالتها الوقوف في دائرتها، فلعله ان فعل سيدرك عظمة الحقيقة الخالدة على الأرض المرتبطة بالسماء اللامتناهية.

نساء يصنعن السلام، لايقرعن الخزان وحسب، بل يقرعن اجراس الانذار الأخير، سيكون خالداً في سجل السلام من يتبع ندائهن، فنحن نصدق نوايا الأمهات