عصام مخول - النجاح الإخباري - على مدار سنوات من الوضع الفلسطييني المأزوم، وانسداد الافق المستفحل كنت أنادي على كل منصة بأن الخلل في ميزان القوى لصالح الاحتلال الاسرائيلي ومن يقف من وراءه، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، لا يمكن تعديله إلا بإعادة وزن كفاح الجماهير الشعبية الفلسطينية الى المعادلة، وبإلقاء ثقلها كاملا في المعركة لمقاومة الاحتلال، تماما كما حدث في الانتفاضة الشعبية الاولى التي وضعت شعبا بأكمله في مواجهة مباشرة مع الاحتلال، يرفض الاحتلال ويتصدى له بالوسائل الشعبية المتاحة ويجرده من ورقته العسكرية القوية، ويجعل من هذه الورقة قيودا على يد المحتل ذاتها، فيجد المحتل نفسه مهزوما بها سياسيا كلما حاول ان ينتصر بها عسكريا.

وقد تكون الجماهير الشعبية الفلسطينية قد أعادت اكتشاف الوزن النوعي لوحدتها الكفاحية المتجلية في نزول عشرات الالوف الى شوارع القدس العتيقة وأزقتها ودرب آلامها للمواجهة مع الاحتلال وجها لوجه .. واكتشفت هذه الجماهير، أن خيار النضال الشعبي المكثف والمقاومة الشعبية المنظمة يربك الاحتلال بمدى ما يستطيع أن يحيّد خياراته العسكرية الهائلة، وبمدى ما يعزز ثقة الجماهير الشعبية بأن ثقلها الكفاحي الموحد وحده، هو القادر على تعديل المعادلة ولي ذراع المحتل المدجج بكل أسلحة الدنيا، وأن وحدة الجماهير الكفاحية هي القادرة على تسخيف تزوير الاحتلال للتاريخ والجغرافيا، وفضح تفاهة روايته حول القدس الموحدة تحت السيادة الاسرائيلية وعاصمتها الى الابد، وإجبار الاحتلال على التراجع صاغرا عن إجراءاته الاستفزازية الأخيرة.

وقد ترافق هذا مع درس تاريخي تثبت صدقيته دائما من جديد، مفاده أن التقارب المشبوه بين اسرائيل والنظم العربية الرجعية، من غير بوابة الحل العادل للقضية الفلسطينية، جاء دائما على حساب الحقوق القومية المشروعة للشعب الفلسطيني ودعما لإمعان اسرائيل في تهويد المقدسات الفلسطينية والاسلامية وتفريغها من انتمائها الفلسطيني.

وأنه في كل مرة اصطفت الانظمة الرجعية العربية بذلها ومهانتها على أبواب اسرائيل، لتعميق التحالف معها بحجة السلام والحل السياسي والمبادرة العربية، كانت النتيجة أن تجرأت اسرائيل أكثر على ممارسة عدوانها من جديد على الشعب الفلسطيني وحقوقه وأرضه ومقدساته.

وفي كل مرة تذرعت هذه الانظمة بالتناقضات والعداءات المذهبية الاقليمية لتبرير تحالفها العدواني مع اسرائيل فقد تكشفت شريكا عضويا في المؤامرات الاقليمية لخدمة مشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة وتعميق العدوان على شعوبها وتفكيك دولها وتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة.

ما يبتغي المحتل الاسرائيلي "جلّ أن يسمى" !

المعركة على حسم السيادة على المسجد الأقصى وباحاته فتحت ولن تدعها اسرائيل تغلق !

المواجهة التي قاد اليها الاحتلال الاسرائيلي في القدس والاقصى مؤخرا ليست نابعة عن عملية عسكرية ما زال الكثير من ملابساتها غامضا وما زالت هناك مطالب للتحقيق في تفاصيل الرواية الرسمية والصور التي نشرتها الشرطة الاسرائيلية بشأنها.. ( طالب محامو "مركز عدالة" بتشريح جثامين منفذي العماية مثلا ). فحجم التفجير الاستفزازي الذي قادت اليه حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل كان يحمل في ملامحه تحركا سياسيا استراتيجيا ، يتجاوز حجم الرد على عملية أمنية عسكرية أودت بحياة رجلي شرطة في مداخل باحات المسجد الاقصى بغض النظر عن هويتهما.

إن فيض التحليلات ومساهمات مراكز الابحاث الاستراتيجية في إسرائيل ، التي تلت المواجهات في القدس، وأحيانا في تزامن معها، يشي بالاهداف الاستراتيجية العدوانية الحقيقية التي كانت تبيتها حكومة نتنياهو والمستوطنين من وراء تحركها المشبوه ، والتي كانت تنتظر الفرصة من أجل الانقضاض لإحداث تغيير استراتجي في دور الاحتلال الاسرائيلي في القدس وفي تغيير الوضع القائم والمتعارف عليه ، الستاتوس كوو ، بشأن السيادة على المسجد الاقصى وباحاته وانتزاع اعتراف الشعب الفلسطيني وقيادته ودول المنطقة بمشروعية هذا التغيير .

وقد نشط في هذا المجال بشكل خاص "مركز بيغن – سادات" بجانب جامعة بار ايلان ، والذي يشكل دفيئة أيديولوجية للفكر اليميني السائد في اسرائيل وفي الائتلاف الحاكم في ظل حكومة تحالف رأس المال الكبير والمستوطنين والفساد.

إن تتبع هذه التحليلات يشير بشكل فاضح الى أن المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية تبيّت مشروعا استراتيجيا متكاملا وعنيفا ، لتفجير الوضع القائم في المسجد الاقصى وفي القدس العربية بشكل عام وتفريغ القدس وأماكنها المقدسة من عمقها الوطني الفلسطيني ، ومن امتداداتها العربية والاسلامية ، وهي تعتقد أن الساعة مواتية لاحداث التغيير .

إن المؤسسة الاسرائيلية كانت بحاجة الى استعمال الدم المسفوك على مذبح الاحتلال في القدس وفي باحات المسجد الاقصى ، دم الفلسطينيين والاسرائيليين لا فرق لديها ، لابتزاز التغيير الاستراتيجي الذي تبتغيه. وكانت المؤسسة الاسرائيلية بحاجة الى إشعال نار كبيرة لإبعاد الانظار عن طابع مشروعها الاستراتيجي الاحتلالي الخطير ، من خلال الدفع نحو انفجار طائفي بائس ومأساوي ، يصب في منطق مشروع التفتيت والتفكيك والاقتتال الطائفي والمذهبي الذي تلعب فيه اسرائيل دورا مركزيا في المنطقة في السنوات الستة الماضية ، وخصوصا دورها في الحرب الارهابية الظلامية على سوريا . وكانت المسؤولية الوطنية تتطلب التحرك الشجاع لنزع فتيل مشروع التفجير الطائفي من خلال تجاوز لضيق الأفق القومجي .

ولقد أخفق بعض قصيري النظر في قراءة مشروع التفجير الطائفي الرسمي الذي بدأت المؤسسة الاسرائيلية المخابراتية بتحريكه فوراً، مستغلة عملية القدس، ولم تستوعب العقول الكسولة أن المعركة مع مشروع الاحتلال في القدس والاقصى ، والوحدة الوطنية التي جمعت تلقائيا جميع فئات الشعب وانتماءاته السياسية والاجتماعية والدينية ، الاسلامية والمسيحية في القدس، لصد العدوان على الاقصى قد أذهلت الاحتلال الذي أراد تحويل الصراع في القدس وفي فلسطين من ميدان السياسة الى ميدان الدين ، ومن ميدان التاريخ والسياسة ، الى خارج التاريخ والسياسة ، ومن ميدان الاحتلال والحق في مقاومة الاحتلال الى ميدان الاساطير الدينية وما تراكم حولها من قصص تاريخية . فإذا به يصطدم بوحدة وطنية طابعها وطني فلسطيني مقاوم للاحتلال .

كان هذا يتطلب مواقف مسؤولة لمحاصرة مشروع الفتنة الطائفية وتحييده عن ساحة جماهيرنا العربية الباقية في وطنها أولا، ليتسنى لنا المساهمة في التصدي للممارسات العدوانية الاحتلالية في القدس والأقصى وفي معركة شعبنا الفلسطيني التحررية.

"تغيير "الستاتوس كوو" ومشاركة اسرائيلية قوية في ادارة الحرم " !

فما هي المبررات الايديولوجية للتغيير الاستراتيجي الذي تعده حكومة اسرائيل وتعمل على تحين الفرص لإنجازه ، في القدس والاقصى :

عالم الاجتماع والعلوم السياسية الباحث في مركز بيغن- سادات البروفيسور خوسيه سيبروت يوصي باستغلال ما جرى في القدس للتوضيح بأن الامتياز الذي يتمتع به الوقف والمملكة الاردنية لإدارة "جبل الهيكل" ليس حقا لها ، وانما امتيازا ، وافقت اسرائيل المنتصرة في حرب عام 1967 على منحه للملك حسين ، ويضيف : إن اعترفوا بذلك أو لم يعترفوا فقد عُهِد إليهم بهذا الامتياز فقط بسبب شهامة دولة اسرائيل اليهودية الديمقراطية المنتصرة . ويضيف : في هذا المفترق سيكون من المُلِح لجميع المعنيين ، إسرائيل والأردن والوقف وكذلك السلطة الفلسطينية – وبهذا الترتيب – أن يؤسسوا لوضع قائم شرعي ثابت ومتعارف عليه (ستاتوس كوو) لا يختلط فيه القانوني بالمعنوي ، والامتياز بالحق والادارة الذاتية بالسيادة والحرية بالعمل المرخّص 28.7.2017 BESA Center Perspictive Paper No. 543 ,

ويعتبر الباحث دافيد واينبيرغ من مركز بيغن- سادات : إن ما يسمى بال"ستاتوس كوو" قد مات ، بسبب تنكر الفلسطينيين لأية علاقة لليهود "بجبل الهيكل " . ويضيف : في سياق أي مفاوضات مع الفلسطينيين سيكون على اسرائيل أن تضع على الطاولة خطة لانتزاع مكانة متساوية ومنصفة لها في إدارة "جبل الهيكل" ، خطة يكون بمقدورها أن تعكس شراكة حقيقية في السيادة على المكان الأكثر قدسية للشعب اليهودي . وهو ما يتطلب : اعترافا فلسطينيا بعلاقات اليهود التاريخية القديمة لهذا الموقع المقدس وتسهيل إمكانيات الصلاة للمصلين اليهود على "جبل الهيكل". BESA Center Perspectives Paper No. 540, July 25, 2017

ويتم تحقيق ذلك عن طريق إجراءات شبيهة بتلك القائمة في الحرم الابراهيمي في الخليل ، تمكِّن من تقاسم أوقات الصلاة أو من خلال إقامة كنيس على أطراف الباحة الشاسعة الممتدة أمام المسجدين الكبيرين .

"السيادة الاسرائيلية على"جبل الهيكل" مصيرية لتحقيق السلام"

البروفيسور هليل فريش الباحث البارز في "مركز بيغن- سادات للدراسات الاستراتيجية" بجانب جامعة بار ايلان ( ورقة في 24.7.2017) يقول:" إن قرار إسرائيل بوضع البوابات الالكترونية في مداخل "جبل الهيكل" هو مسألة موضوعها السيادة على "جبل الهيكل" . إن تقاسم السلطة في هذا الموقع يحمل في طياته منزلقا نحو الكارثة . ويضيف :"إن مقتل رجلي شرطة اسرائيليين في "جبل الهيكل" شكل لحظة مناسبة لتدارك وضع السيادة في المسجد الاقصى ، ولإعادة تثبيت السيادة الاسرائيلية فوق هذا الموقع المقدس" .

ويضيف البروفيسور فريش : لماذا تعتبر السيادة الاسرائيلية على "جبل الهيكل " بهذه الاهمية ؟ ويجيب : " لأن إجراءات "التشارك السيادي" بين الدول على المواقع السياسية الحساسة والملتهبة ليس فقط أنها نادرا ما تنجح ، اذا لم نقل أنها أبدا لم تنجح، وانما تجعل الأمور أشد تفجراً وخطراً.

ويجب أن يكون واضحا : في "جبل الهيكل" ، فقط سيادة حصرية إسرائيلية على "جبل الهيكل" (اقرأ: في المسجد الاقصى) يمكن "أن تعمل" وأن تعيش .

إن التحليل الذي يقدمه هليل فريش في الاجابة على السؤال : لماذا السيادة المشتركة غير ممكنة ، والوسائل التي يسوقها اعتمادا على تجارب تاريخية لتدارك مخاطر السيادة المشتركة ، تشي بخيارات رهيبة مطروحة للتفكير والتعامل مع القدس ومع مسألة السيادة على الأقصى ، وتشي بالعقلية التي وجهت حكومة اليمين المتطرف في عدوانها على القدس والاقصى في الاسبوعين الماضيين.

ويستعرض فريش لاثبات تحليله هذا سلسلة من اتفاقات تقاسم السيادة التي فشلت وتفجرت بدءا من اتفاق المناطق المحايدة بين سوريا واسرائيل وفق اتفاقات الهدنة 1949 ,والتي حسمت في انتصار اسرائيل العسكري في حزيران 1967 ، مرورا بالسلطة الثنائية في الاردن بين الفلسطينيين والمملكة الاردنية بعد حرب العام 1967 والتي انتهت وفق تحليله بحسمها عسكريا في أيلول الاسود عام 1970 .. الذي جلب للاردن 40 عاما من الاستقرار . .... وصولا الى تقاسم السلطة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية ، والتي وصلت نهايتها بالحسم العسكري الاسرائيلي في عدوان العام 1982 ، .

ويضيف ان تقاسم السيادة في قبرص خلق المتاعب الى أن تحقق السلام – في أعقاب الغزو التركي لقبرص عام 1974 وحقق نصرا تركيا حاسما نتج عنه تقسيم الجزيرة .

ولا يفوت فريش أن يروي كيف انتهت السيادة المشتركة بين اسرائيل والفلسطينيين في القدس بعد أوسلو .. بعد انتصار شارون على بيت المشرق وإغلاقه ، وبعد العدوان الاحتلالي الشامل على الشعب الفلسطيني عام 2001 إبان الانتفاضة الثانية . فقط انتصار عسكري حاسم وفرض سيادة اسرائيلية حصرية على القدس جلبت سلاما متينا نسبيا .

ويضيف فريش : هناك من يطالب اسرائيل داخل اسرائيل ومن "أطراف أجنبية" مثل الاردن والسلطة الفلسطينية بارتكاب الخطأ نفسه بالحفاظ على وهم تقاسم السيادة في "جبل الهيكل" (اقرأ: الحرم القدسي الشريف وباحات المسجد الاقصى" . انهم لا يكتفون بمطالبة اسرائيل بالتعاون مع الوقف وانما بزيادة ملحوظة في طاقم موظفي الوقف وحراسه ".

ويضيف وهنا بيت القصيد : ليس هناك شك في أن إسرائيل سوف تستغل هذا الانفجارالذي حدث في الأقصى والمواجهة في القدس ، لتقوم بتحرك حاسم لاعادة تثبيت ما فقدته من السيادة على "جبل الهيكل" في السنوات الثلاثين الماضية . تماما كما تخلصت من "بيت الشرق" وكما دمرت ملاجئ الارهابيين في البلدات الفلسطينية في عام 2002. ويتساءل : لماذا يجب أن ننتظر حتى يقتل المزيد من الاسرائيليين والفلسطينيين قبل العمل لضمان نصر مؤزّر وإعادة تأكيد السيادة الاسرائيلية .؟

الآن هو الوقت من أجل أن تشرق السيادة الاسرائيلية فوق جبل الهيكل" لفائدة المسلمين واليهود سواء بسواء .

هذه هي العقلية الاسرائيلية التي وجهت وتوجه الحكومة الدموية في اسرائيل . وهذه هي الابعاد التاريخية للصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني الذي هب لمقاومة الاجراءات الاحتلالية فزاد أزقة القدس العتيقة قدساً على قدس. لم تكن الوحدة الكفاحية للجماهير الفلسطينية الموحدة تدافع عن الاقصى وعن سيادتها في القدس فقط ، بل كانت بمقاومتها الشعبية الأعمق انسانية تمنع المجزرة المبيتة وتؤكد أن الانخراط في النضال الشعبي العنيد هو أقصر الطرق لنيل الحقوق وأقلها كلفة .

هاتوا أيديكم لنحرّك الجبال !

في إحدى تجلياته الرائعة وقف القائد الشيوعي التاريخي إميل حبيبي ، عشية انتخابات العام 1977 في مظاهرة أول أيار في الناصرة .. يسخّف التسريبات عن زيارة شمعون بيرس لنظام الابارتهايد العنصري في جنوب إفريقيا والاتفاقات التي انجزها مع هذا النظام المعزول عالميا في مجال التعاون على إجراء التجارب النووية الاسرائيلية في جنوب إفريقيا .. وأخذ حبيبي الخطيب السياسي المفوّه، يحاور الجماهير المحتشدة التي صنعت لتوها يوم الارض الخالد قائلا : " تستطيع اسرائيل ان تهدد شعوب المنطقة وبعض دول العالم بقنبلتها النووية .. ولكن هل تقدر إسرائيل أن تهدد وحدتكم الكفاحية هنا في اسرائيل بسلاحها النووي ؟ ".. وكانت الألوف المؤلفة من الحناجر تجيب :"لا" .. ويواصل : " عارفين شو الوزن النوعي لنضالكم" ؟ .. "عارفين شو قوتكم؟ عارفين أهمية موقعكم ؟.." وتجيب الالوف المؤلفة بصوت مجلجل : "آآ" .. فيقول " إذن هاتوا أيديكم ... تقدموا نحو 17 أيار ، لنحرك الجبال " ...

لقد كان هذا هو الاكتشاف الذي وقفت أمامه الجماهير المقدسية المكافحة وهي تواجه العدوان الاحتلالي ، تصر على انتمائها للقدس وانتماء القدس اليها ، وتؤكد على انتماء المسجد الأقصى المحتل، لفلسطين المحتلة ، واعتبار احتلاله من احتلالها وتحرره من تحررها والدفاع عنه من الدفاع عن القدس والدفاع عن القدس من الدفاع عنه . ونحن بدورنا ننادي جماهير شعبنا المكافح في القدس : عارفين شو الوزن النوعي لنضالكم ؟ عارفين أهمية موقعكم ؟ عارفين شو قوتكم ؟ إذن هاتوا أيديكم .. تقدموا لنحرك الجبال .. لندحر الاحتلال !

*مدير معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية – الاسرائيلية في حيفا