محمد نمر قنيطة - النجاح الإخباري -  خلال عملي مؤخرا مديرا لمكتب مركز اعلام جامعة النجاح في قطاع غزة، اقتربت كثيرا من الجامعة والية عملها، وأصبحت على مطالعة يومية لنظم الجامعة الادراية والأكاديمية، وبات التركيز أكثر مع كل ما يقال عن الجامعة سواء خلال عملي في الميدان أو ما يكتب عبر صفحات الانترنت ويصلنا عبر البريد الالكتروني .
قد يكون البعد الجغرافي بين الضفة والقطاع بسبب ممارسات الاحتلال حد من امكانية تواصل الناس في القطاع مع المؤسسات الفلسطينية خاصة التعليمية في الشق الاخر للوطن الضفة الغربية، لكن لم يوقف الرغبة المتدفقة لديهم في معايشتها واقعيا بسبب ما ارتسم في اذهانهم من صورة ذهنية جميلة لهذه المؤسسات، وما لمسته أن جامعة النجاح الوطنية تتربع على عرش هذه الصورة الجميلة ..

قابلني خلال العمل العديد من الأشخاص في قطاع غزة، وبمجرد أن علموا أننا طاقم فضائية النجاح أو موقع النجاح الإخباري، بادرونا بالسؤال: أنتم جامعة النجاح ؟  وكان من بينهم من درس في الجامعة، فارتسمت سريعا ابتسامة على ثغره وتطوع ليتحدث عن تجربته الفريدة حين كان طالبا في الجامعة، ولم  يخفي رغبة جامحة لديه أن تستقر الأوضاع ويسهل التواصل بين شقي الوطن ليعود لجامعة النجاح، وتصدر سؤالا متكررا حديث الكثيرين: هل ستفتح جامعة النجاح فروع لديها في قطاع غزة ؟ هل لديكم برنامج للدراسات العليا هنا ؟ السؤال نفسه تكرر برسائل تصلنا عبر البريد الالكتروني من شخاص قالوا أنهم علموا أن جامعة النجاح لديها مكتب في قطاع غزة، ويستفسرون عن وجود برنامج للدراسات العليا في القطاع .
وبتقييم متواضع، لم ترتسم هذه الصورة الفريدة لجامعة النجاح الوطنية في أذهان الكثيرين عبثاً، ولم تتصدر جامعة النجاح المرتبة الأولى بين الجامعات الفلسطينية كافة في التقييم الدولي للجامعات جزافا، بل ويتقدم كادرها الأكاديمي وخرجيها في ميادين التنافس العلمي والعملي بجدارة ويحصدوا المراتب والصفوف الأولى، الحقيقة أن هناك نظام ادراي وأكاديمي متين وفريد يحكم عمل الجامعة ويحدد خطواتها بدقة هو من أوصل الجامعة لهذه المكانة العلمية الراقية والسمعة الحميدة.

من خلال دراستي المرحلة الجامعية الأولى ومرحلة الدراسات العليا في جامعات داخل فلسطين وخارجها تكون لدي فكرة عن عمل ونظم الجامعات الادراية والأكاديمية، ومن خلال تجربة العمل مع جامعة النجاح يمكن أن تلمس الجودة التي تعمل بها جامعة النجاح، فلا مكان للعشوائية الادراية، فكل ما يصدر عن دوائر وأقسام الجامعة أو يرد إليها يتم بنظام اداري وتسلسل وظيفي واضح ومنظم يُسهل العمل وينجزه دون أخطاء ادارية أو بيروقراطية، ولا تقتصر الجودة الادارية في المعاملات والمراسلات الداخلية لدوائر وأقسام الجامعة، بل تمتد لتشمل ما يرد من المواطنيين سواء الطلبة أو المهتمين يتم متابعتها وانجازها بدقة، وقد تكون هذه البيئة المنظمة امتدت لعملنا داخل مركز الاعلام وجعلتنا نسير بنفس النهج وفرضت رقيب ذاتي على موظفينا وطواقمنا ليتابعوا العمل بنفس النظام في معاملاتهم الادارية أو التواصل مع المواطنين والمتابعين . 

ويحسب لجامعة النجاح أن تهتم بالتواصل مع الجمهور تتابع احتياجه وتحترم ذوقه من خلال مركز اعلام متكامل يضم كافة أدوات التواصل والاعلام الجماهير من خلال فضائية واذاعة النجاح وموقع النجاح الاخباري وصفحات التواصل الاجتماعي، والتوصيات تأتي للعاملين فيه بشكل مستمر بضرورة الحيادية والموضوعية وأن يكون المركز ووسائل اعلامه عين المواطن ولسان حاله دوماً، فضلا عن التواصل مع المؤسسات والأفراد مع خلال المشاركة الفاعلة في الفعاليات المجتمعية المختلفة .

على المستوى الأكاديمي قد يكون الحق في هذا المقام لأساتذة كبار تعلمنا على أيديهم ليقولوا كلمتهم في التقييم الأكاديمي لكليات وأقسام ومراكز جامعة النجاح، لكن كلمة حق تقال الجامعة لديها نظام أكاديمي يحتذى به، لمسته من خلال مطالعتي لهيكلية أقسام الجامعة ومساقاتها المطروحة وبرامجها في التدريس وحرصها الدائم على التطوير والابتعاث للاستفادة من خبرات الاخرين في المجالات المختلفة، بل وحرصها استقدام خبراء للاستفادة من خبراتهم داخل الجامعة سواء للعاملين أو الطلبة، وقد تمت دعوتي مرات لحضور لقاءات علمية مع خبراء دوليين استضافتهم الجامعة، ولولا صعوبة التواصل الجغرافي بين الضفة والقطاع بسبب الاحتلال لحرصت أن أحضرها باستمرار.

وقبل أن أختم لن يفوتني الاشارة إلى لمسات ادارة الجامعة الكريمة في أن لا يفوتها أن يكون لها حضورا بين العاملين فيها وضيوفها وطلبتها في المناسبات الوطنية والدينية، بل والترفيهيه،  وكم اسعدني دعوتي لحضور اللقاء الرمضاني والافطار الذي نظمته الجامعة هذا العام للعاملين وأسرهم والطلبة المميزين في أجواء أسرة واحدة سادها المحبة والأخوة .
ختاما، المقام يدعونا جميعاً كفلسطينيين نسعى لاقامة دولتنا وبناء مؤسساتنا أن نفخر بهذا الصرح العلمي الراقي على أرض فلسطين، ويحذوني الأمل أن نرى قريبا فروع لجامعة النجاح الوطنية في قطاع غزة وكافة محافظات الوطن لتعم الفائدة على كل أبناء فلسطين .   
محمد نمر قنيطة