عبد المجيد السويطي - النجاح الإخباري - حالة  حركة حماس اليوم تشابه الى حد بعيد حالة م ت ف بعد اتفاقية اوسلو ، من خلال وثيقها الشهيرة والتي قدمت اوراق اعتمادها كتنظيم فلسطيني في محاولة للتخلي عن علاقتها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي بات من المؤكد انه يصنف كتنظيم ارهابي دولي ، ونقلت قيادتها من الخارج الذي كانت تسّوق الحركة نفسها على انها حركة مقاومة فقط الى الداخل الذي تغرق فيه القيادة السياسية في تفاصيل الحياة اليومية لقطاع غزة الذي يعيش نتيجة كارثية لعدة حروب وحصار مدمر، وهي نفس الحالة التي عاشتها القيادة الفلسطينية في الداخل حتى اصبح موقفها السياسي غالبا ما يكون مرتهنا بمعاناة شعبها الرازح تحت سيطرة الاحتلال ، فحركة حماس التي ادخلت سواء بإرادتها او كرها الى ما اصطلح على تسميته ( الماسورة ) تقوم الان بعملية تبرير لسلوك طالما اعتبره لسنوات خيانة او خروج عن المبادئ التي رسختها القيادة التاريخية المتمثلة بالشيخ احمد ياسين ورفاقه، باستثناء محمود الزهار الذي يحاول ان يجر المركب المنزلق الى الخلف ولكن بدون جدوى.

محمد دحلان المفصول من حركة فتح والذي ما زال يتمتع ببعض القوة في بعض الدول العربية ومنها مصر التي ترى فيه صاحب رؤية في محاربة الارهاب وتكريس الاستقرار وخاصة مصر لما يتمتع به من معرفة بتفاصيل الامور في قطاع غزة الذي تتهمها الحكومة المصرية بانها داعم اساسي للعمليات العسكرية ضد الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء ، ترى فيه اي محمد دحلان الرجل الاقدر اذا ما اعطي الفرصة للمساعدة في وقف هذه العمليات ، لكن هذا لن يتحقق الا اذا وافقت حركة حماس على استيعابه من خلال رؤية قابلة للتسويق لجمهورها الذي تم تصوير دحلان على انه العدو رقم واحد لحركة حماس ، وعلية يجب ان يدخل القطاع كمنقذ لحركة حماس من جهة وحركة فتح التي تعيش حالة اضطهاد غير مسبوقة في ظل حكم حركة حماس ، وبهذا يتم حل ازمة حركة حماس التي تصر على الاحتفاظ بقطاع غزة وذلك بتوفير الحد الادنى من احتياجات الحياة ،وكذلك حل ولو بصورة جزئية معاناة ابناء فتح تحت حكم حركة حماس ولو مؤقتا ، لكن المحذور هو ما هو مدى صدقية حركة حماس بعد تحقيق اهدافها ببقائها ملتزمة بمشروع الحل مع دحلان ؟