يحيى رباح - النجاح الإخباري - آخر ما تناقلته وكالات الانباء والفضائيات العالمية، كان خبرا سارا جدا لنا ولكل من يؤيد قضيتنا الفلسطينية وحقوقنا العادلة، ورغبتنا الاكيدة في تحقيق سلام عادل وشامل، نستعيد فيه حريتنا واستقلالنا بعد دحر الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ خمسين سنة، ويمكننا من إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة فوق ترابنا الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.

اما الخبر فيقول ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وقع قرارا بعدم نقل السفارة الأميركية الى القدس، وان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يشعر بخيبة الامل من قرار الرئيس الأميركي.

الحقيقة ان قرار الكونجرس الأميركي بنقل السفارة الأميركية الى القدس هو قرار قديم صدر عن الكونجرس في العام 1995، ومنذ ذلك الوقت رفضت كل الإدارات الأميركية التي تعاقبت تنفيذه ومنها إدارة الرئيس باراك أوباما وها هي الإدارة الجديدة برئاسة الرئيس دونالد ترامب تأخذ نفس القرار وترفض نقل السفارة، وتنهي هذا الهوس الذي أصاب نتنياهو وحكومته اليمينية حول موضوعين فيهما من الأوهام اكثر ما فيهما من الحقائق وهما موضوع القدس، وموضوع يهودية الدولة، فغالبا ما كان نتنياهو يحاول الظهور بمظهر البطل في تحالفه مع عتاة اليمين وعتاة المستوطنين فيقف الى جانبهم دون حكمة أو روية، بل ان موقفه الخاطئ تجاه القدس وتجاه الإصرار على الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة، لهما مساس حقيقي بمأزقه نتيجه التحقيقات التي تجري معه في أمور جنائية، ويريد ان يخدع شعبه وإظهار ان التحقيقات التي تجري معه هدفها التشويش عليه لانه مصر على ضم القدس الشرقية عاصمة فلسطين الابدية الى إسرائيل تحت عنوان "القدس الموحدة"، يريد اعتراف الفلسطينيين بتعبير غامض اسمه يهودية الدولة.

نتنياهو وصل الى حاجز طويل من خيبات الامل من الوزن الثقيل منذ بدايات هذا العام، خيبة أمل تجرعها بسبب قرار مجلس الأمن رقم 2334 ضد الاستيطان الذي اعتبره غير شرعي ومعيق للسلام وطالب بوقفه فورا، ثم خيبة امل بسبب المبادرة الفرنسية التي وقف ضدها بكل إمكاناته، وحرض عليها، ولكن المبادرة شقت طريقها الى مؤتمر دولي استضافته باريس بنجاح كبير، ثم خيبة امل من منظمة اليونسكو الذي اتخذ مكتبها التنفيذي قرارا ينفي اية صلة تاريخية لليهود بالمسجد الأقصى، ثم خيبة امل بسبب زيارة الرئيس ترامب الذي بدأ جولاته الخارجية بالرياض التي عقد فيها ثلاث قمم، قمة سعودية أميركية، وقمة خليجية أميركية، وقمة عربية إسلامية أميركية كان الرئيس ابو مازن حاضرا فيها كشريك مؤهل وقوي لصنع السلام المنشود ثم خيبة امل عندما زار ترامب إسرائيل وحاول اليمين الإسرائيلي المبالغة في التودد والمبالغة في الحديث على باب البيت في المطار عن القدس (قلب الشعب اليهودي) وعن يهودية إسرائيل، ولكن ترامب كان حاضر الذهن بشكل عالي المستوى لانه حين زار حائط البراق، فانه رفض ان يرافقه أي مستوى رسمي إسرائيلي على اعتبار ان هذا الحائط موجود في القدس الشرقية، ثم كانت خيبة الامل عدما قام الرئيس ترامب بلقاء الرئيس أبو مازن في بيت لحم، وقد استخدم الجميع المصطلح الضفة الغربية، ومعروف ان الضفة الغربية ارض فلسطينية احتلت عام 1967، وكانت هذه كلها خيبات أمل لنتنياهو الذي كان يطمح ان يسمي الأشياء يغير اسمائها الحقيقية ولكن الفشل والانكشاف كان من نصيبه، وكان اضراب الاسرى الابطال ونجاحه الخارق بمثابة خيبة الخيبات.

شكرا للرئيس ترامب على دقته المتناهية، ووعية العميق بالحقائق، واصراره على التحضير الجيد لطرح مبادرته التي يحشد لها كل أسباب النجاح علما بان الشريك الفلسطيني حاضر ومؤهل ولديه العزم، فهل يتأهل الشريك الإسرائيلي؟