عاطف شقير - النجاح الإخباري -    عبر عقود مضت، انتهجت سلطات الاحتلال التعذيب الجسدي والنفسي كسياسة في السجون الاسرائيلية بحق الاسرى الفلسطينيين لانتزاع الاعتراف منهم بشتى الطرق، ومن ابرز افرازاته المماطلة في علاج الاسير، وهذا يؤثر سلبا على صحة الاسير النفسية، كي ترغمه على الاعتراف والانتهاء من هذه المرحلة الصعبة من حياته.


زد الى ذلك، يلجأ الامن الاسرائيلي الى تعذيب الاسرى الفلسطينيين عن طريق العزل الانفرادي الذي يتنافى مع المواثيق الدولية لانه يتجاوز المدد المسموح بها دوليا، وهذا ما يؤثر سلبا على نفسية الاسرى المعزولين، لكن عدالة القضية التي امن بها الاسرى يجعلهم يضحون من اجلها، وبذلك تهون عليهم هذه الالام النفسية والجسدية، على الرغم من قسوتها وعنفها اللااخلاقي.


وقد يلجا الاحتلال الى حرمان الاسير من زيارة اقاربه لتحطيم نفسيته وكسر صموده، امام هذه الوحشية من التعذيب يصمد الاسير الفلسطيني، ولكن هذا الاختراق الدولي لحقوق الاسرى يحتم على المؤسسات الدولية لا سيما الصليب الاحمر الضغط على حكومة الاحتلال لالغاء سياسة التعذيب هذه بحق الاسرى.


وبالرغم من ان المواثيق الدولية تجرم التعذيب بشقيه النفسي والجسدي، الا ان سلطات الاحتلال لا تزال تمارسه في السجون الاسرائيلية بحجة انتزاع الاعترافات وتحقيق الامن لدولتهم.


وفوق هذا تحاول سلطات الاحتلال غسيل ادمغة الاسرى كي يتحولوا الى عبء على المجتمع الفلسطيني من جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وكي ييقن الاسير انه لا جدوى من مقارعة الاحتلال، ولكن بالرغم من عنفوان هذه الادوات وتاثيرها على الاسرى، الا ان اسرانا الفلسطينين ابدوا مزيدا من الصمود، وما يؤكد ما ذهبت اليه هو عودة الاسرى الى السجون مرتين او اكثر.


وبالرغم من ان هناك برامج لتاهيل الاسرى المحررين بعد الافراج عنهم، الا ان هذه البرامج لا تلبي الطموح عند الاسرى المحررين،  اذ ان تاهيل الاسرى واجب وطني واخلاقي يجب تقديمه على اغلب الواجبات، لان الطواقم الاسرائيلية التي عملت على تدمير نفسية الاسير ومستقبله بحاجة الى طواقم فلسطينية تعيد تاهيله وبناء مستقبله اسوة باقرانه، اذا لا يعقل ان الاسرى يعانون من ظروف اقصادية صعبة مقارنة مع اقرانهم الذين يعيشون ظروفا مادية مريحة.