عاطف شقير - النجاح الإخباري - عبر عقود مضت، شكل الإعلام الوطني الذراع الطويلة لنضال شعبنا الفلسطيني عبر مراحله الطويلة في المنافي وعلى ارض الوطن، فالإعلام الوطني همه الأول والأخير تظافر الجهود الوطنية من اجل الخروج برؤية وطنية جامعة تواجه مخططات الإحتلال الإسرائيلي الذي يفتك بانسان هذا الوطن وترابه.

وهذا لا يتأتى إلا عبر خطط إعلامية وطنية تتضمن الإتفاق على تكتيكات هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعبنا، وتتمخض هذه الخطط عن رؤى إعلامية وطنية يتفق الجميع على السير في ركبها حتى العبور إلى مرحلة الحرية والاستقلال.

ان المرحلة السياسية الحالية التي نعيش هي مرحلة حساسة بكل ما للكلمة من معنى، وهذا يحتم على الإعلاميين الفلسطينيين توخي الدقة والحرص الوطني على مدلولات الكلمة الإعلامية التي من شانها توتير الأوضاع السياسية سيما واننا نمر بمرحلة من الإنقسام الاسود البغيض الذي أدى الى تراجع الخطاب الوطني الجامع الذي كان يجمع شعبنا في الضفة والقطاع والقدس والداخل والشتات.

وغدا الخطاب الوطني لدينا يشكو من تبعثر اوراقه وخططه ورؤيته الثاقبة القائمة على خطى ثابتة نحو التحرر والاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.

ان الآوان لان يعود الخطاب الوطني  كسابق عهده، يُجمع الفلسطينيون عليه في الأرض الفلسطينية وفي الشتات، الخطاب الوطني الجامع الذي يجمع عليه كل افراد الشعب الفلسطيني كي نتجاوز الخطابات الإعلامية المتعددة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لاننا لا نزال نرزح تحت الإحتلال الإسرائيلي ولا بد من إعلام وطني يجمع فرقتنا.

لقد ظهر حديثا على السطح ما عرف بالإعلام النشاز الذي يستهدف رسالة الإعلام الوطني ويضرب أعماقه، وهذا الإعلام تكمن خطورته في زرع الفرقة والفتنة بين أبناء شعبنا الفلسطيني، فالضفة الغربية والقدس وغزة هاشم وحدة جغرافية واحدة لا يمكن بحال من الأحوال قيام الدولة الفلسطينية دون جزء منها، انها وحدة اتساق لا انفصام.

ياتي هذا الإعلام النشاز ليعزف معزوفته المشروخة التي تتنافى -مع رسالة الإعلام الوطني الذي همه الأول والأخير هو الانعتاق من الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية- من خلال رسائل التشكيك والإحباط التي يبثها للجمهور الفلسطيني من خلال أبواقه الإعلامية المختلفة لتهز الرأي العام المحلي بقيادات الشعب الفلسطيني الوطنية والتي من شأنها ارباك الساحة الفلسطينية وخلط الأوراق بدل ترتيبها في ظل الإنقسام البغيض الذي نعيش.

هذا الإعلام النشاز يجب الحذر من رسالته وتوعية الجمهور الفلسطيني من مخاطرها من خلال تحصين التحالف الإعلامي الوطني لصد هذه الهجمات الإعلامية الخبيثة التي تستهدف الرجوع بنا الى الوراء.

اجل، نحن الفلسطينيين نمر بمرحلة حساسة تتحتم على الجميع القيام بمهمته الوطنية للوقوف في وجه مخططات الإحتلال، اذ لا يعقل ان يظهر هذا الاعلام النشاز في هذه المرحلة الحساسة، ونحن اتوق ما نكون إلى الخطاب الوطني الجامع الذي يمهد لتحررنا وخلاصنا من المحتل.

خلاصة القول، يجب ان ننصهر جميعا في بوتقة الإعلام الوطني الجامع كي نحقق رسالة شعبنا بالحرية والإستقلال، وإلى هذه المرحلة يجب ان نلفظ الإعلام النشاز الذي يخلط ويبعثر اجندتنا الوطنية، لان رسالته في هذا الوقت تثير اكثر من علامة استفهام!