مروان قاسم - النجاح الإخباري - ولأنّ الشيء بالشيء يُذكر فقد رأيت الثعلب واقعًا بثياب الواعظين . فهذا سلام فياض وذاك محمد دحلان وبينهما أعضاء لجنة قطع الرواتب زمن حكومة فيّاض استنكروا الاقتصاص من رواتب الموظفين في قطاع غزة وحمّلوا المسؤولية للدكتور الحمدلله . لقد زخرت الفترة الأولى ما بعد أحداث الانقسام الفلسطيني مجازر أخلاقية وإنسانية كان يقودها في حينه فياض ودحلان ومن تبعهما اليوم وفي حينه فأسّسوا لنظرية قطع الرواتب لا الاقتصاص منها . 
ولأنّ قرار الخصم من رواتب موظفي السلطة في  قطاع غزة لا يُعتبر قرارًا فرديًا فإن بعض الجهات التي تخاف مواجهة الرأي العام لا تعلم أن القرار اتُخذ بإجماع قيادي لا بشكل شخصي من رئيس الوزراء . الصدمة كبيرة والاحتجاجات واقعية لكن التفاصيل التي زُجّت منقوصة واجتمع الجمع على شخص رجل واحد لم يدخّر جهدًا حتى اللحظة الأخيرة بخدمة قطاع غزة ولا يزال يمد يده .
قرار الحسم من رواتب الموظفين في قطاع غزة لم يكن قرارا شخصيًا هذا ما يجب أن يعرفه الجميع , أما عن الطريقة المُفاجئة فهي لم تكن موفقة وعن قرار "الحسم" يُقال عنه الكثير . لقد آمننا جميعًا بأن قطاع غزة وموظفيه يجب أن لا يكونوا جزءًا من تخليص الحسابات فتشكيل حماس لجنة إدارية بشكل رسمي استفزّ الرئيس أبو مازن ونقل هذا الموقف للقادة العرب في اجتماعهم في قمة عمّان مؤخرًا . 
الأهداف التي تم اتخاذ القرار بسببها كثيرة – لكن الأصعب هو معاناة الموظف البسيط في هذه الحسابات الكبيرة . لقطع الطريق على هذه الإجراءات الصعبة كما وصفها الرئيس أبو مازن فقد كانت حماس مُطالبة بإعلان موقفا أكثر براغماتية ولتسمح للموظفين بالتوجه لأعمالهم وتسلم مكاتبهم بدلًا من بقائهم بين السندان والمطرقة والجميع ينظر لمعاناتهم .
قضية الاقتطاع من رواتب الموظفين في قطاع غزة "خط أحمر" والخط الأكثر قتامةً هو بقاء "غزة" في دائرة الاستهداف واللعب بها من كل الأطراف . لقد آمن الشعب الفلسطيني بدولته واستقلاله وأنه وفي المرحلة الأولى يقبل بدولة على حدود 67 وعاصمة في القدس بغزة لا بدونها . استمرار "اللعب" على وتر الارتهان للإقليم ليصنع حلًا في القطاع لا يمكن والحل الداخلي ينبع من الداخل و"ما بحك جلدك إلا ظفرك".
الخارطة سهلة وغير معقدة – تمكين الحكومة من العمل في قطاع غزة , بدء عمل اللجان الإدارية والقانونية لكافة الموظفين , ابعاد اللغة الأمنية عن أي حلول والرضوخ لرأي الشارع لإجراء الانتخابات التشريعية – الرئاسية والمجلس الوطني بدلًا من استمرار رهن شعب كامل بشرعية "تاريخية" من جهة و "عابرة" من جهة أخرى . 
أما حسن عصفور الذي كتب رأيًا مليء بعبارات الانقسام فاستهدف "شمال الضفة" وكأنه يُحضر لخط إعلامي جديد بتعزيز الانقسام الجغرافي المناطقي بعد انتهائه من تعزيزه بين الضفة وغزة بعموم العبارة . فأشار في مقال له مليء بالعنصرية إلى أنّ "خيرية رصاص" تريد ان تحل مكان مقدسية في دائرة الاحصاء , هو لا يعلم أنه حين ضرب سهمه هذا لم يُصب هدفه فـ"رصاص" من المدينة المقدسة وتعيش هناك لكنها عندما تنوي السفر تذهب من خلال "الكرامة" لا "بن غوريون" ! وبمعرفتي الشخصية فإنّ هذا المنصب لا يُمكن أن يكون هدفًا للمستشار الخاص لدولة الرئيس .