عاطف شقير - النجاح الإخباري -     ان للصحافة وجوه وأشكال كثيرة، حيث تتسم بعض الصحف في العالم بانها جادة أي تحتكم إلى الأسلوب الجاد والرصين في طرح قضاياها السياسية والاجتماعية، وتبتعد في طياتها عن المواد السخيفة وغير الجادة التي تتسم بالخفة والمرونة في طرح القضايا الاجتماعية، وتطرح قضايا الحب والعشق بكل رحابة صدر بين صفحاتها، وتتحول صفحاتها منابر لتبادل رسائل العشاق والمحبين الأمر الذي يهبط بذوق الجمهور إلى أدنى مستوياته، حيث تطرح بين قضاياها الأمور الجنسية بكل أريحية، مما يثير الشجن والغضب لدى الكبار وأصحاب العقول الواعية الأمر الذي يجعلها مزار لكل المراهقين من قبل الشباب، ولقد برزت انتشار مثل هذه الصحف في العالم الغربي والعربي على السواء.

    وسنتطرق الان إلى مفاصل العمل الإعلامي، حيث سنبدأ بالرسالة الإعلامية، فان الرسالة الإعلامية للصحيفة الصفراء تتسم بالتميع والهبوط، وهي تهدف بالدرجة الأولى إلى التجارة والتسويق لاكبر عدد ممكن من الصحيفة أو المجلة لتدر عليهم الأرباح الطائلة مقابل الثقافة الهابطة التي تزود الجمهور بها، فالرسالة الإعلامية غالبا ما تكون هدامة وتشجع المراهقين على أعمال قد يحرمها الشرع الإسلامي والقانون العام، مما يجعل هؤلاء المراهقين الذين تغذيهم تلك الصحيفة بزواياه المختلفة يتسمون بالميوع والتسكع عرضة للمساءلة القانونية اثر الاعتداء على أحد الفتيات على سبيل الحصر لا الشمول.

   أما فيما يتعلق بالعاملين في ميدان الصحافة الصفراء، فانهم من أصحاب الخلق المنحرف والحس الصحافي المشوش والذي لا هم لهم سوى جلب الأموال باي وسيلة كانت مهما كانت تلك الوسيلة الهابطة، مما يجعل تلك الأقلام الصحفية موضع إسفاف من قبل الكتاب الجاديين الذين يحاولون تكريس الخير والفضيلة في المجتمعات البشرية، و يصطدمون بمعول تلك الأقلام الهادمة التي تريد مسخ العقول البشرية بأفكار الجنس التي لا تعدو سوى غريزة من عدة غرائز تغتمر النفس البشرية، فلا يجوز لنا ان نترك العقال لهذه الغريزة، كما تفعل تلك الصحف الصفراء فالأجدر بنا ان نهذب تلك الغريزة بدلا من تميعها.

   أما فيما يتعلق بجمهور تلك الصحيفة فانه يفوق في عدده جمهور الصحف الجادة نظرا لان طبقة الشباب والمراهقين كبيرة في المجتمعات العربية الأمر الذي يجعل تلك الصحف تحوز على رغبة تلك الشريحة الاجتماعية الواسعة في الوطن العربي، مما يجعل تلك الصحف واسعة الانتشار يين طبقة الشباب والمراهقين التي لا تحبذ الصحافة الجادة بكافة موضوعاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

    أما فيما يتعلق بوجهة نظر قانون المطبوعات والنشر في بلدنا فلسطين، فانه إذا ما لم يحتج الجمهور، و لم تقدم الشكاوى المختلفة من قبل الجمهور على تلك الصحيفة، فان الصحيفة ستستمر في الصدور ولا تغلق، لانه كما يقال في عالم الإعلام العربي( الجمهور بدو كده) حسب التعبير المصري الدارج.

     لكن الرسالة البناءة التي قامت من اجلها صاحبة الجلالة تتمثل في خدمة البشرية جمعاء ومحاولة الرقي بأفكار وحضارة تلك الشعوب لنقلها إلى مصافي الدول المتقدمة التي تتمتع بالتقدم التكنولوجي والعلمي.

    خلاصة القول، ان البديل الإيجابي للصحافة الصفراء هو الصحافة التي  تطرح القضايا الاجتماعية والجنسية بموضوعية وبشكل لا يخلق عنصر الإثارة الجنسية عند الشباب المراهق، لئلا تتحول تلك الصحف الصفراء منابر لهدم الأخلاق الحسنة والفضيلة في المجتمعات البشرية، و لئلا يغدو تلك المجتمع عبارة عن رعاع من البشر لا تحركهم سوى الأفكار الشاذة التي تحول تلك المجتمعات الإنسانية الراقية إلى عالم الحيوان الذي لايهمه سوى أكله وفرجه في حياته التي يحياها.