النجاح الإخباري - ثار جدل طويل المدى في ولاية كونيتيكت بسبب دعوى قضائية أقامها مواطن لإسقاط مخالفة مرورية سجلها عليه شرطى، والمأزق القانوني في هذه القضية التي أذهلت الجميع، هو هل يمكن أن يخطئ ضابط الشرطة ويختلط عليه الأمر بين ساندوتش وهاتف محمول؟.

هذا بالفعل ما حدث مع جيسون ستيبر، الذي أنفق 1000 دولار أتعاب محاماة لمساعدته في الطعن على مخالفة مرورية قدرها 300 دولار، والتي سجلت بدعوى أنها كان يتحدث في هاتفه المحمول أثناء القيادة، وانتهت القضية بالفعل بإلغاء الغرامة المسجلة بسبب المخالفة، بعدما حسم قاضي الولاية الأمر بصحة حجة جيسون ستيبر.

ومن جهته، قال جون ثايجرسون محامي ستيبر لصحيفة "واشنطن بوست"، "أعمل منذ 21 عامًا كمحامٍ للدفاع الجنائي - وهذا كل ما أفعله - لم أر أبدًا مثل هذه القضية البسيطة تثير مثل هذا الاهتمام غير المتناسب، إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لموكلي، ولكنها أمر صغير".

ورفض ثايجرسون، تأكيد التقارير المتعلقة بتكلفة خدماته، لكنه قال إن لديه عدد كبير من العملاء الذين اختاروا خوض المعركة الصعبة لأنهم يعتقدون أنهم على حق، بدلاً من السير فى طريق المقاومة الأقل ودفع الغرامة.

بالنسبة إلى قضية ستيبر، استمرت المعركة بعد أن مثل نفسه دون جدوى في المحكمة العام الماضى، حيث أدانه قاضى التحقيق، كما قال ثايجرسون، وعاد إلى المحكمة،  كجزء من إعادة المحاكمة المطلوبة، حيث قدم ثايجرسون دفاعًا متعدد الجوانب لإثبات أن موكله كان يتناول طعام الإفطار.

وفي معرض القضية، شهد "شون وونج وون"، من شرطة ويستبورت، بأنه رأى بوضوح "ستيبر" يتحدث في هاتف محمول أسود بينما كان يقود سيارته في ذلك الصباح، وفقًا لصحيفة "الساعة"، مضيفًا أمام المحكمة، أنه رأى ستيبر يحمل جسمًا مضيئًا بحجم هاتف محمول حتى وجهه أثناء تحريك شفتيه.

ولكن ثايجرسون، دافع عن موكله، بالتأكيد أن حركة شفة ستيبر كانت "متوافقة مع المضغ"، للوجبة التي طلبها مسبقًا من أحد مطاعم الوجبات السريعة، كما قال ثايجرسون، إن سجلات الهاتف تظهر أن ستيبر لم يكن يجرى محادثة في الوقت الذي تم فيه سحب رخصته، هذا إضافة إلى أن سيارة موكله تحتوي أيضًا على إمكانيات "بلوتوث" التي تسمح له بالتحدث دون حمل هاتفه في يده.

وقال المحامى، "لا يوجد أى سبب يدعوه إلى حمل الهاتف على فمه للتحدث عندما يكون لديه الجهاز غير اليدوى لتشغيله تلقائيًا "بلوتوث"، حتى لو كنت تعتقد أنه كان على الهاتف، فلن يحتاج إلى حمل هاتف محمول لأن سيارته مزودة بتقنية (بلوتوث)."

وأوضح ثايجرسون، أن النيابة جادلت بأنه حتى لو لم يكن "ستيبر" يتحدث عن طريق الهاتف، فقد رآه "وون" يستخدمه بطريقة تجعل استخدام السيارة غير آمنة - مثل الرسائل النصية - والتي من شأنها أن تفسر الإضاءة المزعومة، لكن ثايجرسون، قال إن "وون" لم يشهد أبدًا أنه رأى ستيبر يبتعد بسرعة أو ينحرف أو يقود سيارته بشكل خاطئ.

وأضاف ثايجرسون "عندما يكتب الناس، في كثير من الأحيان ينجرفون، وسيكون ذلك أساسًا للتوقف، ولم يكن هناك شىء شاهده الضابط لدعم الخطأ الذي ارتكبه موكلي في أي انتهاك لمركبة."

ولزيادة دفاعه، أشار ثايجرسون، إلى أن "وون" كان ينتهى الساعة 15 من نوبة العمل التى استمرت 16 ساعة عندما قام بسحب ستيبر، وقدم سببًا آخر وهو أن الضابط ربما يكون قد أخطأ التقدير بين الساندوتش والهاتف المحمول، وتابع "حجتى بسيطة، إنه خطأ بشرى بسيط"، مضيفًا "نحن جميعا نرتكب أخطاء".