النجاح الإخباري - الأمر، لا يتعلق فقط بظاهرة طبيعية، نتجت بسبب وصول درجات الحرارة إلى مستوى معين، هو أكبر من التفسير العلمي. الأمر يدور حول الطبيعة، وكيف لها أن تكون جمالاً وفناً خالصاً حتى في أقسى ظروفها، وكيف لا يرى أي فنان ما تقوم الطبيعة برسمه ونحته، دون أن يقف مطولاً في التحديق بها، وكيف لا تكون مصدر إلهامه الأوحد والأهم... الأمر يدور حول عظمة الله في خلقه.

مشاهدة بعض مقاطع الفيديو والصور، قد تكون كفيلة لتصلك الفكرة التي طُرحت أعلاه في المقدمة، وكفيلة بأن تحسَّ عزيزي القارئ بتلك الفكرة أيضاً، الكثير من الدهشات المذهلة التي صنعتها ظاهرة طبيعية واحدة، جعلت أكبر الشلالات في العالم، وهي شلالات "نياغارا" التي تقع بين مدينة "نياغارا" في ولاية نيويورك الاميركية، ومدينة "نياغارا" في مقاطعة "اونتاريو" الكندية، تتحول إلى لوحة فنية تحبس الأنفاس.

بكل تأكيد، أنها ليست المرة الأولى التي تنخفض درجات الحرارة في مناطق شمال الولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب كندا المعروفة أصلاً بدرجات حرارتها المنخفضة، وليست المرة الأولى أيضاً التي تسببت درجات الحرار المنخفضة هذه، والتي وصلت بسبب العاصفة القطبية البادرة التي ضربت البلاد – ولا تزال – مؤخراً، حتى 20 درجة مئوية تحت الصفر، بتجمد المياه في شلالات "نياغارا" الهائلة، ولكن رؤية هذا المشهد لتجمد الشلالات الأكبر في العالم، لا ينفك يدهش الجميع، كأنه يحدث للمرة الأولى في كل مرة.

هذا الطقس القطبي الذي اجتاح البلدين الجارين في قارة أميركا الشمالية، دفع بالكثير من الناس إلى أن يتركوا دفئ منازلهم، ويتجهوا لزيارة هذه الشلالات، ورؤية المشاهد العظيمة الجمال التي خلّفها هذا الطقس المتجمد في "نياغارا"، ولم يهتموا لدرجات الحرارة التي بلغت في أقصاها الـ 5 درجات، وفي أدناها ما هو أقل من 20 درجة تحت الصفر، حيث كانت مشاهدة شلالات "نياغارا" المتجمدة والساكنة على غير عادتها، أكثر دفئاً بالنسبة لهم من بيوتهم.

العشرات بل المئات أيضاً من مقاطع الفيديو والصور التي تم التقاطها لهذه المناظر الساحرة، والتي تم نشرها على مختلف مواقع ومنصات التواصل الإجتماعي العالمية، جعلت حتى من لم يزوروا تلك المناطق، يحبسون أنفاسهم لشدة جمالها، وذلك بعد أن غطت الثلوج مجموعة من السلالم التي ترسم حدوداً للزائرين، ورسم الجليد لوحات جمالية صنعتها الطبيعة في المكان، ومما زاد سحر هذه المشاهد، أن بعض خطوط المياه ظلت مستمرة بالتدفق من الشلالات الهائلة نحو الوادي السحيق.

ليست المرة الأولى.. لكن الدهشة واحدة
ومن الجدير بالذكر، أن ما حدث من تجمد شلالات "نياغارا" خلال الأيام القليلة الفائتة، ليس المرة الأولى، حيث كان قد حدثت هذه الظاهرة بالعديد من المرات، منها بالفترة نفسها من شهر كانون الثاني / يناير من العام الماضي 2018، وأيضاً خلال العام 2015. إلا أنها وفي كل مرة تتجمد فيها هذه الشلالات يخرج الناس من كل مكان صوبها، حتى يستمتعوا بمشاهدها الغير عادية، والتي دائماً ما تكون كأنه الدهشة الأولى بالنسبة لهم.