النجاح الإخباري - تقدم مختلف مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الفوائد لمستخدميها، لكن اعتمادنا الكبير عليها يمكن أن يحدث أضرارا كبيرة على صحتنا العقلية.

وكشفت أبحاث ودراسات عديدة أن الاستخدام المتكرر للمنصات الاجتماعية يمكن أن يجعل المستخدم يشعر بعدم الارتياح والعزلة، على المدى الطويل. كما أن الوابل المستمر من الصور التي تظهر عبر تطبيق إنستغرام، والتي تبدو مثالية للغاية لدى العديد من المتابعين، يمكن أن تدمر الثقة بالنفس لدى العديد من الأشخاص، بينما قد يساهم التصفح المستمر لتويتر قبل النوم مباشرة، إلى الحصول على نوعية نوم سيئة وفي ما يلي ستة طرق يمكن أن تؤثر بها مواقع التواصل الاجتماعي سلبا على الصحة العقلية دون أن ندرك ذلك:

1- احترام الذات:

جميعنا يملك مقدارا من انعدام الأمان، والذي يتحدث عنه البعض بشكل صريح وعلني، بينما يفضل البعض الآخر الاحتفاظ به لأنفسهم.

ومع ذلك، فإن مقارنة نفسك المستمرة بالآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تعقب صورهم المثالية على إنستغرام، أو البقاء على اطلاع على حالة علاقاتهم عبر فيسبوك، قد يزيد من مشاعر الشك الذاتي لدى الشخص.

ووجدت دراسة، أجرتها جامعة كوبنهاغن، أن العديد من الأشخاص يعانون من "حسد الفيسبوك"، أما الذين امتنعوا عن استخدام موقع التواصل الاجتماعي، فإنهم يشعرون بمزيد من الرضا عن حياتهم.

ويقول الدكتور تيم بونو، مؤلف كتاب "عندما يكون الإعجاب غير كاف": "عندما نستمد شعورا بالقيمة استنادا إلى كيفيه القيام به بالنسبة للآخرين، نضع سعادتنا في متغير خارج عن سيطرتنا تماما".

وعند معرفة وإدراك الشخص للوقت الذي يقضيه في المرور عبر الصفحات الشخصية للأخرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد يساعده هذا على التركيز بشكل أكبر على تعزيز ثقته بنفسه.

2- اتصال بشري:

من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نكون قادرين على التواصل وإقامة علاقات شخصية مع بعضنا البعض.

ومع ذلك، يمكن أن يكون من الصعب القيام بهذا الأمر، عندما "نلتصق" بشاشات الهواتف، حيث نصبح أكثر اطلاعا على واجهات أصدقائنا الرقمية بدلا من شخصياتهم الحقيقية.

3- الذاكرة:

يمكن للشبكات الاجتماعية أن تكون وسيلة للنظر إلى ذكريات الماضي باعتزاز، وطريقة لسرد الأحداث الماضية، ورغم ذلك، فقد تشوه الطريقة التي نتذكر بها بعض الحكايات، فالكثير من الأشخاص يشعرون بالذنب في قضاء الكثير من الوقت في محاولة لالتقاط الصورة المثالية لخدعة بصرية على سبيل المثال، في حين لا يستمتع في الواقع بالتجربة مباشرة.

4- النوم:

تؤثر نوعية النوم السيئ على الجسد والصحة العقلية، والكثير من الأشخاص يستخدمون الهواتف الذكية قبل الخلود إلى النوم، ما يجعل الغفوة أكثر صعوبة.

وقال الدكتور بونو، إن "ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي من قلق أو حسد إلى غير ذلك، يبقي الدماغ في حالة تأهب قصوى، ما يمنعنا من النوم. والضوء الصادر عن جهازنا المحمول الذي يبعد بضع بوصات عن وجهنا، يمكن أن يوقف إطلاق الميلاتونين، وهو هرمون يساعدنا على الشعور بالتعب".

 

5- الانتباه:

لا يجب القلق فقط بشأن الدماغ اللاواعي، ولكن أيضا، بما يتعلق بمدى قدرة الدماغ على التركيز بشكل كامل عندما تكون مستيقظا.

إذ تؤثر كمية المعلومات المتواجدة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانتباه، بحيث تحدث تشتتا للعقل في اللاوعي، وفي الوقت الذي لا يستخدمها فيه الشخص، ويُمكن للتقليل من تصفح هذه المنصات الاجتماعية، أن يخفض من هذا التشتت للانتباه.

6- الصحة النفسية:

لم يثبت أن مواقع التواصل الاجتماعي تسبب عدم السعادة فحسب، بل يمكن أن تؤدي أيضا إلى تطوير مشاكل في الصحة العقلية مثل القلق أو الاكتئاب عند استخدامها أكثر من اللازم أو دون توخي الحذر.

وهذا التقرير لا يعني بالضرورة التوقف التام عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بل إنه يشدد على ضرورة تخصيص فترات زمنية خالية من هذه المنصات خلال الروتين اليومي، والذي قد يساهم في إحداث تغيير طفيف في التأثيرات السابق ذكرها.