النجاح الإخباري - في وقت سابق من هذا العام، أعلنت آبل وغوغل عن ميزات في أنظمة تشغيل الهاتف مصممة "لتقليل الانقطاعات وإدارة الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات" وسيتمكن مستخدمو أندرويد وiOS من حماية أنفسهم من الإغراءات الرقمية، وتنشيط وضع "عدم الإزعاج" عند الحاجة. كما سيُطالب المستخدمون بالتوقف عن استخدام تطبيقاتهم المفضلة، خارج نطاق الوقت المحدد شخصيا.

وبهذا الصدد، يرحب العالم النفسي، كوستادين كوشليف، من جامعة جورج واشنطن، الذي درس آثار تكنولوجيا الهاتف الذكي طوال السنوات الخمس الماضية، بهذه الميزات والأدوات الجديدة، حيث يوجد قدر كبير من الأبحاث التي وثقت كيف يمكن للهواتف الذكية الإضرار بجودة نوم الناس، أو تشتيتهم عن الأنشطة غير الطبيعية.

وفي بحث تجريبي أجراه العالم، وجد دليلا ثابتا على أن الهواتف الذكية يمكنها أيضا تشتيت انتباه المستخدمين عن العائلة والأصدقاء، مثل المشاركة في مآدب الطعام أو قضاء الوقت مع الأطفال.

وفي الحالات التي تتطلب بوضوح الحد من التشتيت الرقمي، مثل وقت اللعب مع الأطفال، تقدم أدوات آبل وغوغل الجديدة حلا مناسبا. ومع ذلك، فإن البحث الجديد يشير إلى أن الهواتف الذكية قد تجعلنا أقل سعادة في نطاق أوسع بكثير من العلاقات الاجتماعية.

وتبين أن الناس يفشلون في الحكم على ما يسميه الاقتصاديون "تكاليف الفرصة البديلة"، أي قيمة ما يتخلى عنه شخص ما عندما يختار أن يفعل شيئا على حساب أمر آخر.

وعلى سبيل المثال، في سلسلة من الدراسات التي أجرتها جيسون برولكس وإليزابيث دون، في جامعة كولومبيا البريطانية، وجدت الباحثتان أن الناس يهملون أحد الآثار الجانبية الرئيسة للاعتماد على هواتفهم، حيث يفتقدون فرص تعزيز شعور الترابط الاجتماعي.

وفي دراسة أجريت في جامعة فرجينيا، قام الباحثون بتتبع السلوك الاجتماعي ورفاهية 174 فردا من جيل الألفية على مدار الأسبوع. وفي 5 مرات عشوائية كل يوم، أرسلوا مسحا مدته دقيقة واحدة إلى كل مستخدم لإكماله على هاتفه الذكي. وسُئل المستخدمون عما كانوا يفعلون في الدقائق الـ 15 السابقة، بما في ذلك ما إذا كانوا يتواصلون مع غيرهم بشكل شخصي أو رقمي (مثل إرسال الرسائل النصية أو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي).

ولم يشعر الباحثون بالدهشة عندما وجدوا أن المستخدمين يشعرون بأنهم أفضل وأكثر اتصالا مع غيرهم وجها لوجه، مقارنة بالتواصل معهم افتراضيا.

ووجدوا أيضا أن التواصل اجتماعيا وجها لوجه تسبب في زيادة شعور السعادة لدى الناس، كما شعروا بأنهم أكثر ارتباطا بالآخرين مقارنة بالاتصال بهم عبر الهاتف فقط.

وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة أجراها مركز الدراسات المتقدمة في جامعة "ديوك"، أن عدم تلقي الإشعارات يضر بالرفاهية، من خلال زيادة الخوف من فقدانها. لذا، وجد الباحثون أن إعداد الهاتف لتقديم الإشعارات 3 مرات في اليوم، يحسن من رفاهية المستخدمين.