نابلس - النجاح الإخباري - ديلي ميل_  أشار   بحث جديد قام به the Sleep Council إلى أن أكثر من ثلثي البريطانيون ينامون من خمس الى ست ساعات كل ليلة حيث أن ثلاثة أرباع السكان ينامون لسبع ساعات او اقل.

و تعتبر ثماني ساعات من النوم كل ليلة هي المدة الموصى بها حيث يعد النوم  الجيد خلال الليل مهما لعمل ونمو كل خلايا الجسم لذلك و بلا شك يعد  الأرق مشكلة صحية.   

تعامل خبراء العناية الصحية مع هذه المشكلة حيث قاموا بإعطاء أكثر من 12 مليون وصفة طبية كعلاج للأرق السنة الماضية مما كلف الهيئة الوطنية البريطانية للصحة العامة 72 مليون جنيه إسترليني. 

ولكن لبعض المرضى, لا يعتبر الحرمان من النوم دائما أمرا سيئا.  هؤلاء ليسوا  مرضى يعانون من الأرق أكثر من أنهم "يقظون". فليلة من النوم المتقطع ليس فقط تجعلهم متحمسين بل أيضا تمنحهم مهارة إبداعية جديدة.

بالنسبة لخبراء النوم,  من الممكن  للعقل القلق ان يحتوي على  قدرات إدراكية استثنائية و التي يمكن  ,عند  استغلالها , الكشف  عن موهبة مجهولة اةو غير مكتشفة.  

وذكرت دراسة عام 2009 قام بها باحثون في جامعة كانتربري أن  مشكلات النوم الكثيرة لدى الأطفال الأكثر إبداعا تشير إلى أن قلة النوم من الممكن أن ينتج عنها حالة دماغية تجعل من الإبداعية أمرا من الممكن حدوثه بكثرة.

وحسب دراسة أجريت عام 2013 في جامعة شمال كاليفورنيا في الولايات المتحدة أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق يستخدمون وقت اليقظة لإيجاد حلولا مختلفة و ممكنة للمشاكل أو لتوسيع مساحة تفكيرهم. وهذا بدوره ينتج عنه مساحة أوسع للأفكار الأساسية  في كلا الأمور العملية و الحياتية.

وفي نفس الوقت, اظهر علماء من جامعة حيفا ان طلاب الفن الإبداعي البصري لديهم فترات كثيرة من النوم المتقطع و أداء اقل أثناء النهار مقارنة مع  العلوم. 

يعتقد بعض العلماء ان ظاهرة التيقظ او اليقظة من الممكن حدوثها بسبب قطع النوم المفاجئ عندما يكون العقل في أوج نشاطه. عندما ننام , يمر العقل خلال مراحل مختلفة من النشاط حيث تعتبر أكثر هذه المراحل نشاطا و انتاجية هي مرحلة تسمى بنوم "حركة العين السريعة". و تكون هذه المرحلة عندما تتحرك العين بسرعة في اتجاهات مختلفة حيث تحدث خلال 90 دقيقة من الاستغراق في النوم  وتتكرر عدة مرات كل ليلة.

أظهرت الدراسات ان عدد المرات التي نتعرض فيها لحركة العين السريعة كل ليلة من الممكن أن تؤثر بشكل مباشر على  التعلم و عمل الذاكرة و التخيل.

بالنسبة لعلماء  كلية الطب بجامعة  هارفرد , فان الاستيقاظ المفاجئ خلال حركة العين السريعة يحسن الأداء المعرفي ولا سيما مهام الكتابة الصعبة . ووجدوا ان ثالث اعلى  الدرجات  في لغز الكلمات المتجانسة  كانت لدى المشاركين الذين تم اختبارهم بعد استيقاظهم من نوم "حركة العين السريعة".

و بحثت دراسات اخرى قام بها باحثون من جامعة كاليفورنيا  بشكل مباشر في قدرة حركة العين السريعة على زيادة الإبداع   و اظهرت على نتائج مذهلة.

                                               

كان المشاركون اكثر ابداعا في العمل  عندما تم ايقاظهم خلال حركة العين السريعة , حيث تم قياس ذلك باختبار سيكولوجي, مما كانوا عليه بعد ايقاظهم من مرحلة النوم.

واظهرت دراسات التصور الدماغي في جامعة لوبيك في المانيا ان الجانب الايمن من الدماغ يكون اكثر فهما وتنورا من الجانب الايسر خلال حركة العين السريعة وبعدها مباشرة. ويعتبر الجانب الايمن  من شبكة الدماغ المعقدة هو الذي يظهر اكثر حيوية  بالتزامن مع زيادة خوض المشاركين في النشاطات الابداعية و الفنية.

وقال البروفيسور ,كيفن مورغان ، أستاذ علم النفس في وحدة أبحاث النوم السريرية في جامعة لوبورو, أن أولئك الذين يكافحون من اجل إغلاق أعينهم دائما ما يكون لديهم مشاكل في النوم. وأضاف أن وحش الأرق هو التفكير فإذا لم تستطع تجاهل عقلك و أفكارك عند ذهابك للنوم فلن تتمكن من النوم.

وأضاف دكتور نيل ستانلي من جمعية النوم البريطانية  أن الأرق يعتبر مشكلة فقط عندما يؤثر على الحياة اليومية للفرد .

وعلى الرغم من انه لم يدعو إلى نوم متقطع بشكل متعمد إلا انه شجع القلق أثناء الليل لتقبل اليقظة و استغلال ذلك لزيادة انتاجة الأشخاص. حيث قال إن الوقت هو الشئ الوحيد الذي لديه كمية محددة في حباتنا لذلك نحتاج لاستغلاله بإنتاجية.

مضيفا أن الناس لا يجب ان يتقطعوا في نومهم ولكن الأفضل أن يتيقظوا و ينهضوا من فراشهم لأداء شيئا ما من البقاء في السرير. فإذا استيقظت لمدة 20 دقيقة , انهض و إذا استطعت أداء شيئا إبداعيا سيكون ذلك أفضل.