نابلس - ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - كشفت دراسة جديدة أن أجهزة إنذار الحرائق التي تستخدم صوت الأم توقظ الأطفال في حالة الحريق بطريقة أفضل من صوت الإنذار المرتفع المعتاد عليه.

وقال الباحثون إن الإنذار الذي يستخدم صوت الأم أكثر تأثيرا بما نسبته 40 في المئة في إيقاظ الأطفال في حالة الحريق وبما نسبته 35 في المئة لتشجعيهم على الهرب.

وتشير الأرقام إلى أنه عندما تحدث الحرائق السكنية أثناء نوم الناس, فانه من المرجح حدوث الكثير من الوفيات والكثير من الأطفال لا يستيقظون على أجهزة الإنذار التقليدية ذات الصوت المرتفع.

وقال فريق الدراسة من المستشفى الوطني للأطفال في ولاية أوهايو أن هذه النتائج من الممكن أن تساعد في تطوير أجهزة إنذار أكثر فاعلية والتي تساعد الأطفال على إيجاد طريق امن في حالة الحريق حتى لو كانوا وحدهم في المنزل.

وبالنسبة للدراسة, اختبر الباحثون المميزات لأربع أنواع مختلفة من أجهزة الإنذار لتحديد أي منهم أفضل في إيقاظ الأطفال حيث قاموا باختبار ثلاثة أنواع تستخدم صوت الأم ونوعا آخر تقليدي يستخدم عادة في الحرائق.

وتضمنت الدراسة 176 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5_12 سنوات قاموا بزيارة مركز أبحاث النوم. وأوضح الباحثون أنهم استخدموا هذه المرحلة من العمر لان الأطفال دون سن الخامسة يعتبرون ضمن المجتمع السلامة من الحرائق لأنهم غير ناضجين كفاية للقيام بعملية الإنقاذ الذاتي ويعتمدون على إنقاذ البالغين لهم أما المراهقين فلا يواجهون نفس الصعوبة التي يواجهها الأطفال من سن الخامسة حتى الاثنا عشر سنة في الاستيقاظ من أجهزة إنذار الحرائق ذات الصوت المرتفع.

ووجد الباحثون أن طفلا نائما كانت احتمالية استيقاظه من واحد إلى ثلاثة إنذارات بصوت الأم أكثر من جهاز الإنذار التقليدي. حيث أيقظ جهاز الانذار بصوت الأم لحوالي 86 في المئة و 91 في المئة من الاطفال وشجع حوالي 84 في المئة و86 في المئة منهم للهرب من غرف نومهم مقارنة مع الجهاز التقليدي حيث أيقظ 35 في المئة فقط من الاطفال و شجع 51 في المئة منهم على الهرب. واختبرت الدراسة ايضا تاثير هذه الانذارات المختلفة على كمية الوقت التي يستغرقها الاطفال في الهرب من غرف نومهم.

ففي الحريق الحقيقي, إذا استيقظ الطفل ولكنه اخذ وقتا طويلا في مغادرة مكان الحريق سوف يتعرض لحروق خطيرة ومميتة،  لذلك حدد الباحثون الوقت الذي استغرقه الاخلاء بفعل جهاز الانذار التقليدي بحوالي 282 ثانية أي حوالي خمس دقائق بينما الوقت الذي تم استغراقه للهرب من اجهزة الانذار بصوت الام من 18 الى 28 ثانية. ولان العقل البشري يستجيب بشكل مختلف للصوت باسمه الخاص حتى خلال نومه , أراد الباحثون اختبار ما إذا كان استخدام الاسم الأول للطفل في جهاز الإنذار يحدث اختلافا في تأثيره على الطفل ولكن لم تكن هناك اختلافات بغض النظر عن ما إذا استخدم اسمه أم لا.

وقال الدكتور مارك سبينجارد, مدير مركز اضطرابات النوم في الجامعة الوطنية للأطفال في كولومبس, اوهاويو و مشارك في الدراسة, أن الأطفال ينامون أطول وأعمق من البالغين ويتطلب ذلك صوتا عاليا لإيقاظهم فلهذه الأسباب تقل احتمالية استيقاظ الأطفال أثناء حدوث حريق في الليل.

وأضاف أن الأطفال يقاومون بشكل ملحوظ أي صوت أثناء نومهم والحقيقة أننا استطعنا ايجاد جهاز إنذار من الممكن أن يقلل الوقت المستغرق لإيقاظ الأطفال والهروب من غرف نومهم وإنقاذ حياتهم.

وقال الدكتور جاري سميث, مدير مركز أبحاث الإصابات في الجامعة الوطنية للأطفال والمؤلف الرئيسي للدراسة, ان جهاز الانذار ليس فقط مؤترا للاطفال بل ايضا عملي للاباء.

واضاف ان الدراسة أظهرت أن صوت الأمهات كان كافياً للتأثير بدون استعمال الاسم الأول للطفل وهذا يعني أن هناك نوع واحد من أجهزة الانذار مناسبا للعديد من الأطفال ينامون في نفس المكان في المنزل.