النجاح الإخباري - سمع دائماً عن أفلام قصصها مستوحاة من أحداث حقيقية، وقد نستغرب في بعض الأحيان أن هذه الأحداث لم تَجرِ في حياة الكثيرين منّا. لكن الأغرب من ذلك أن نشاهد أفلاماً تُلهم واقعنا، خصوصاً إذا كان الفيلم يتحدث عن قصة مُرعبة مثلاً. بعض الأشخاص يعيشون تجربة مشاهدة الأفلام بعُمق، إلى درجة تجعلهم أقرب إلى الشخصيات التي تُمثل فيها، فيتحول الفيلم إلى أكثر من مجرد قصة مُتخيَّلة، خصوصاً إذا ما حرّك في بال أحدهم الكثير من المشاعر والأسئلة والأفكار، التي قد تؤثر تأثيراً إيجابياً أو سلبياً في بعض الأحيان، في هذا التقرير نستعرض لكم بعض الأفلام الشهيرة التي تحولت قصصها السينمائية إلى واقع لا يُنسى.

فيلم The Fight Club

الفيلم المقتبس من رواية الكاتب «تشاك بولانيك»، قُدّم سينمائياً عام 1999، من بطولة النجمين براد بيت وإدوارد نورتون. كان من أكثر الأفلام إلهاماً وشعبية، كونه يُلامس جانباً عميقاً من العجز والإحباط، الذي قد يُقاسيه البعض، عندما يسخط على وظيفته المكتبية، والرغبة في التحرر والانتماء إلى ما هو خارج الحواجز وما يجرّدهم من الإحساس بالجمود في الواقع. وعلى الرغم من أن هذا الفيلم يُمجّد التحرر، إلا أن بعض المشاهدين قاموا بإنشاء نوادٍ تحاكي فكرة الفيلم، ويُعتبر ذلك متوقعاً، لكن المؤلم في الأمر أن رجلاً في مدينة منهاتن، نيويورك، يدعى «كايل شو»، تمادى عام 2009 في مُحاكاة القصة، وقام بمحاولة تفجير شركة عُرفت بأنها تقمع موظفيها الذين أصيبوا بالضغط والإحباط الشديد. لكن الشرطة قامت بتعقّبه والقبض عليه، معتقدين أنه أخذ قصة الفيلم بجدّية أكثر من اللازم.

سلسلة أفلام Scream

انطلقت سلسلة أفلام Scream في التسعينات، وصدر منها أربعة أجزاء، كان آخرها في عام 2011، حققت أكثر من 500 مليون دولار أميركي في إيرادات شبّاك التذاكر في جميع أنحاء العالم، وتدور أحداثها حول قاتل مُتخفٍّ تحت قناعه، يقوم بمطاردة ضحاياه وطعنهم، فكانت النهاية مُلهمة ليس فقط لصنّاع أفلام الرعب، بل أيضاً لبعض الشخصيات التي تعاني مشاكل نفسية، ولسوء حظهم شاهدوا الفيلم ليطبّقوا أسلوب المطاردة والطعن بالسكين في الواقع. ففي شهر يوليو من عام 1999، شهدت كاليفورنيا جريمة، قام بها ماريو باديلا، وهو صبي مُراهق يبلغ من العمر 16 عاماً، بطعن والدته 45 طعنة، بمشاركة ابن عمه الذي يصغره بعامين، وهما مرتديان قناع «سكريم» نفسه، وبعد إلقاء القبض عليهما اعترفا بأنهما استلهما الفكرة من الفيلم، فتمّت إدانتهما والحكم بسجنهما مدى الحياة.

أفلام الرعب Saw

تروي سلسلة أفلام الرعب Saw التي صدرت في عام 2004، مصير أشخاص سيئين من وجهة نظر القاتل في الفيلم، حيث كان يقوم بتعذيبهم عن طريق وضعهم في اختبارات لا يستطيعون تخطيها، فيكون مصيرهم الموت. فكانت هذه المشاهد الوحشية والدموية بمثابة كابوس لمتابعي هذه الأفلام. لكن الغريب في الأمر أن بعض الشخصيات المضطربة راق لها هذا الأسلوب من الانتقام، ووجدته قابلاً للتنفيذ في الواقع، حيث اكتشفت والدة شابين مراهقين من ولاية تينيسي الأميركية، يتراوح عُمراهما بين الـ14 والـ15 سنة، أنهما يُخططان لتعذيب وقتل مجموعة من الأشخاص عرّضوهما للظلم من قبل، وقام الشابان بتجهيز ألعاب وأساليب للتعذيب، ليست وحشية بالدرجة الموجودة في الفيلم ولكنها مُخيفة إذا تم تنفيذها في الواقع، تأثراً بما شاهداه في الفيلم، قبل أن يتم اكتشافهما من قبل والدتهما.

فيلم Office Space

يحكي فيلم Office Space الذي صدر في عام 1999، قصة مجموعة موظفين يقومون باختلاس مبالغ بسيطة وغير ملحوظة من الشركة التي يعملون فيها، مستعينين ببرنامج حسابي خفي على جهاز الكمبيوتر، لتتراكم هذه الأموال وتصبح مبلغاً ضخماً جداً. هذه الحيلة التي ظهرت في فيلم كوميدي، وجدت طريقها إلى الواقع في العام 2008، بواسطة الشاب مايكل لارجينت الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، الذي يقطن كاليفورنيا، حيث قام باختراق حسابات العملاء في الشركة التي يعمل فيها، وسرق مبالغ صغيرة لا تزيد على الدولار، موهماً العملاء بأنها رسوم رمزية لفتح الحساب على مدى ستة أشهر، حتى وصل المبلغ إلى 50 ألف دولار، فاكتشفته الشرطة الفيدرالية وتم إلقاء القبض عليه.

فيلم Taxi Driver

يُعتبر فيلم Taxi Driver من روائع المخرج مارتن سكورسيزي، الفيلم الذي أنتج في عام 1976 ترك تأثيراً عميقاً في مشاهديه، حيث كان البطل في الفيلم جندياً سابقاً في الحرب الفيتنامية، وبعد انتهاء الحرب توجّه إلى العمل سائق تاكسي، لكنه ظل يشعر بالوحدة والعزلة التي تفصله عن العالم من حوله، ويصل إلى مرحلة يفقد فيها الرغبة في كل ما حوله. هذه الشخصية حاكت أفكار ومشاعر الكثيرين، وكانت مصدر إلهام لهم. ومن هؤلاء الناس رجل يدعى جون هينكلي جونيور، الذي أصابه هوَس بشخصية بطل الفيلم، ولكن بشكل سلبي، حيث حاول اغتيال رئيس الولايات المتحدة رونالد ريجان في شهر مارس من عام 1981، أثناء خروجه من أحد الفنادق في واشنطن، متوجهاً إلى سيارة الليموزين التي كانت في انتظاره، حيث قام جون بإطلاق ست رصاصات في اتجاهه، سبّبت إصابة الرئيس وموت ثلاثة أشخاص. لكن جون لم تتم إدانته على الجريمة، بعد أن توصّل المحققون إلى أنه مُختلّ عقلياً، وأدخل إثر الحادثة مستشفى الأمراض العقلية.