النجاح الإخباري - لعلّ ألم الأسنان هو العامل المشترك بين كل الناس، ويندر أن تجد شخصاً لم يتعرض له في حياته بغض النظر عن عمره، مستواه الاجتماعي، عرقه.. إلخ. ولآلام الأسنان أسباب عدَّة منها ما هو محلي أي داخل الفم، ومنها ما يكون من بُعد ولا يتعلق بالأسنان بل بالتهاب الجيوب الفكية (Infections des Sinus)، المفصل الفكِّي (articulation de la machoire)، الوجه. ولكل من هذه الأسباب مستويات ألم مختلفة بحسب التأخر أو السرعة في العلاج.
تبقى الأسباب المحلية هي الأهم، وستفصلها طبيبة الأسنان سيليا تيماني لقراء "النهار" كالتالي:
1- السبب الأكثر شيوعاً هو تسوّس الأسنان: وهو عبارة عن تجاويف تصيب السن بسبب غزو البكتيريا لسطح السن (الميثاء Email/). في البداية تكون غير مؤلمة ولكن مع وصولها إلى الطبقات الجوفية (العاج/ Dentin) يبدأ الشعور بالألم والحساسية على المشروبات الباردة، الهواء والحلويات. وعندما تصل هذه التجاويف إلى لبّ السن (Palpe) ليصبح الألم شديداً وغير محمول. ويرجع هذا الألم إلى وجود شعيرات دموية وعصبية (terminaisons nerveuses et vasculaires) داخل اللب. ومع تأخر العلاج المناسب عند طبيب الأسنان تتركز الجراثيم لوقت أطول داخل الطبقات، ما يؤدي إلى بروز الخرَّاج (abcès dentaire).
2- السبب الشائع الآخر هو التهاب اللثة: وتبدأ مشكلة اللثة بتجمُّع الطعام بين الأسنان. وتجمع الطعام والبلاك يزيد المشكلة بمرور الوقت خصوصاً في حال عدم تنظيف الأسنان بشكل جيد. وهذا يؤدي إلى عوارض الالتهاب التالية: الاحمرار، الانتفاخ، والتهاب اللثة. وقد تمتد المشكلة إلى العظم ما يؤدي إلى تآكلها شيئاً فشيئاً.
3- صدمة الأسنان (traumatisme dentaire): اصطدام الأسنان بشكل قوي يؤدي إلى الألم، الذي يمكن أن يكون خفيفاً ونابعاً فقط من ارتجاج في السن، يزول مع الوقت. أما إذا كانت الصدمة قوية فذلك يؤدي إلى كسر في السن أو تحرك الأسنان داخل العظم، وحتى إلى تغيير مكانه وغيرها من النتائج. وهذا الألم يكون أكثر شدة ما يستدعي الحاجة الماسة لمراجعة طبيب الأسنان.
4- تصدُّع السن: قد تعاني ألماً في الأسنان من دون أن يرتبط ذلك بتسوس السن أو الكسر أو الالتهاب المرافق لهذا الألم. وهنا يبرز دور الصورة الشعاعية عند طبيب الأسنان لمعرفة السبب الذي يمكن أن يكون:
- تصدع السن بسبب وجود حشوة كبيرة أو علاج قديم
- ضعف في بنية السن
- عادات مضغ سيئة
- الحزّ على الأسنان
هذه الأخيرة تؤدي مع الوقت إلى تآكل طبقة الميناء وتكشف طبقة العاج ما يجعل الألم يبدأ حينها. والجدير بالذكر أنَّ حل هذه المشكلة نفسي بالدرجة الأولى ما يوجب التخلي عن السبب النفسي المرتبط بهذه العادة خصوصاً خلال فترة النوم إذ يقوم الشخص بالضغط على أسنانه بقوَّة من دون إدراك ذلك.
5- تطور أضراس العقل: يبدأ تطور أضراس العقل في سن السادسة عشرة. ويسبب بدوره ألماً شديداً في المنطقة الخلفية من الأسنان والفم. ويظهر التهاب في بعض الأحيان خصوصاً عندما يكون التطور غير سليم أو غير مستقيم. وقد يتمدد الألم ويحدّ من حركة الفك السفلي والقدرة على فتح الفم طبيعياً.
6- تقويم الأسنان: يمكن أن يكون تقويم الأسنان أحد أسباب الألم لفترة قصيرة خلال عدَّة أيام جراء تعديل قوة الأسلاك أو خلال ربطها.
