نهاد الطويل - النجاح الإخباري - أشارت تقارير صحافية إلى تعمد إسرائيل قتل المحاصيل الزراعية في قطاع غزة عبر رش مبيدات سامة كفيلة بإفساد المحاصيل الزراعية الخضراء.

وأضحت وكالة الاناضول في تقرير نشر صباح اليوم السبت، إن أكثر المحاصيل المتضررة هي السبانخ والفول الأخضر والبقدونس والبازلاء، والتي يزداد الطلب عليها في مثل هذا الوقت من كل عام.

وأجرت الاناضول لقاءات عدة مع المزارعين في قطاع غزة جاء فيها:

ثلاثة أيام فقط، كانت كافية لإفساد المحاصيل الزراعية الخضراء التي نمت على مدار أكثر من شهرين، وتحويل لونها إلى أصفر ذابل، داخل حقل المزارع الفلسطيني محمد النجار، الواقع بالقرب من السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وعلى مساحة تُقدر بـ13 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع) بدأ النجار (38 عاما)، في اقتلاع النباتات التي أصابها الجفاف واحتلتها بقع بيضاء، جراء رش طائرات إسرائيلية لمبيدات ومواد كيماوية على طول حدود القطاع، وصفها مزارعون بـ"الحارقة".

وتقول السلطات الإسرائيلية إن عمليات الرش تجري داخل مناطقها وليس في أراضي غزة، وذلك كـ"إجراء أمني اعتيادي".

لكن جمعية حقوقية إسرائيلية، أكدت أن الرياح تنقل هذه المبيدات إلى داخل أراضي غزة، وطالبت السلطات بإيجاد بدائل أخرى "لا تضر المزارعين الفلسطينيين".

المشهد الذي يتكرر في هذا التوقيت منذ 3 أعوام متتالية، يصيب المزارع النجار بحسرة شديدة، كما يصف للأناضول.

ويضيف النجار التي تقع أرضه على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة: "ليس الورق الذي حُرق، بل قلوبنا هي التي احترقت".

ويتابع وهو ينتزع أوراق نبات السبانخ التالفة من بين ثنايا المحصول الممتد على طول أرضه الزراعية: "أُبيد المحصول كله، لم يبق ورق ولا سبانخ، وخسرت كل شيء".

وقدّر النجار، الخسائر المالية التي تعرض لها بنحو 6 آلاف دولار أمريكي.

وناشد المؤسسات الحقوقية، بوضع حد لتلك "الانتهاكات الاسرائيلية بحق المزارعين".

واستطرد:" لا يجوز أن نبقى نزرع، وإسرائيل تخرب".

وشكا مزارعون في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة الماضية، من تلف محاصيلهم القريبة من الحدود مع إسرائيل، بعد رشها بمبيدات ومواد كيميائية.

وبالقرب من النجار، وقف جاره، المزارع علاء الشامي (35 عاما)، يراقب حقله الزراعي الواسع، بوجه تبدو عليه علامات الحزن والغضب، جراء تلف محصوله الذي بدأ بزراعته منذ ثلاثة شهور.

وقال الشامي للأناضول:" الطائرات الإسرائيلية تقوم في كل يوم وفي ساعات الصباح، برش المساحات الزراعية القريبة من الحدود بمبيدات كيميائية غريبة تتسبب بتلف المزروعات".

وأضاف الشامي التي تبلغ مساحة أرضه المزروعة بالخس والبازلاء بنحو 200 دونم:" محصولي الزراعي كله تعرض لتلف بسبب تلك المبيدات الحارقة".

ولفت إلى أن خسائره تقدر بنحو 15 ألف دولار أمريكي.

ومضى متسائلاً :" بأي ذنب تتحول هذه المساحات الخضراء إلى صفراء ذابلة، بعد كل ما بذلناه من جهد في العناية بها؟".

ويقول المزارعون إن أكثر المحاصيل المتضررة هي السبانخ والفول الأخضر والبقدونس والبازلاء، والتي يزداد الطلب عليها في مثل هذا الوقت من كل عام.

 

وكانت جمعية "چيشاه-مسلك" الحقوقية الإسرائيلية (غير حكومية)، قد قالت في تقرير لها نشر الأسبوع الماضي اطلعت الأناضول على نسخة منه، إن طائرات إسرائيلية تقوم برش مبيدات في منطقة السياج الحدودي مع قطاع غزة، وتحملها الرياح إلى الحقول المزروعة داخل القطاع.

وبحسب الجمعية، تقوم وزارة الأمن الإسرائيلية بالتعاقد مع شركات مدنية لإجراء الرش بواسطة طائرات بجانب السياج الحدودي، وذلك كجزء من "النشاطات الأمنية العادية"، في إشارة إلى حرص إسرائيل على كشف الأرض من أية نباتات لتسهيل عملية المراقبة.

بدورها، قالت وزارة الزراعة بغزة، إن رش مبيدات الأعشاب في المناطق الحدودية، أدى خلال العامين الماضيين إلى خسائر فادحة في القطاع الزراعي، دون تحديد رقم بعينه.

وناشدت في بيان وصل الأناضول نسخة منه، كافة المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان "بالوقوف إلى جانب المزارعين واتخاذ الإجراءات الفاعلة لتقليل الخسائر أو تفاديها والضغط على إسرائيل لوقف هذه ممارساته التي تضر بالبيئة والزراعة الفلسطينية".

ويغطي القطاع الزراعي وفق إحصائيات الوزارة حوالي 11% من نسبة القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يقارب 44 ألف عامل.