بشار دراغمة - النجاح الإخباري - مؤلمة الطريقة التي تتعامل فيها بعض وسائل الإعلام مع شائعة مصدرها صحفي إسرائيلي كان قبل امتهان الإعلام ضابطا في جهاز المخابرات الإسرائيلي.

ورغم حذف يوني بن مناحيم تغريدته ونفيها بنفسه إلا أن بعض وسائل الإعلام تمسكت بالشائعة الأولى وراحت تسوقها بصيغة "الأمر الواقع" غير القابل للتشكيك ووسمتها بمصطلح "الفضيحة".

المثير للذعر أن وسائل الإعلام التي تعاملت مع الشائعة تحمل صفة الحزبية، وهي نفسها من كانت تنفي وتدعو دوما للحذر من ما تروجه وسائل الإعلام الإسرائيلية من شائعات من منطلق أن إعلام الاحتلال ممنهج وموجه بطريقة خبيثة تهدف إلى هدم النسيج الفلسطيني وقتل أي محاولة للوحدة وغيرها من المصطلحات التي كانت وسائل الإعلام التي تلقفت شائعة اليوم ترمي الجمهور بها قبل أيام قليلة، وهذه الوسائل نفسها نفت معلومات سابقة مررها يوني بن مناحيم حول الأحزاب التي تتبع لها.

تعامل بعض وسائل الإعلام مع الشائعة الإسرائيلية حول رئيس الوزراء الفلسطيني يكشف هشاشة التفكير وسطحيته، ويدخلنا في دوامة مرعبة حول المستقبل الفلسطيني، فإذا استطاع إعلام الاحتلال وبمعلومة واحدة غير موثوقة وحذفت أصلا أن يحدث كل هذه الضجة، فماذا نتوقع إذا قرر الاحتلال حرق كل الشخصيات الفلسطينية وتشويه صورة قادة حماس وفتح واليسار، هل سيكون على الفلسطيني أن يصدق كل ذلك في حينه؟

للأسف البعض يفهم مصطلح الإعلام الحزبي بطريقة مجنونة وخاطئة، نعم الإعلام الحزبي يدافع عن الحزب لكنه لا يهدم وطن، ولا يتساوق مع شائعات الاحتلال لخدمة الأهداف الحزبية، وهنا تكمن أزمة الفهم للدور المنوط في هذا الشكل من الإعلام، لكن المصيبة الأكبر أن لا يكون الحزب نفسه يدرك أن معركته السياسية مع الحزب الفلاني معناها التضحية بالوطن.

محاولة اغتيال جسدية تعرض لها رئيس الوزراء الفلسطيني وبعد شهر محاولة اغتيال معنوي، ألا يضع ما يحدث كما هائلا من التساؤلات حول ما يُحاك من مؤامرات، ليس اتجاه شخص رئيس الوزراء، أو الرئيس الفلسطيني، وإنما اتجاه فلسطين ككل.

ما ينتظره الجمهور الفلسطيني اليوم أن يكون الإعلام على درجة من الوعي بحجم المؤامرة،  وعلى ما يبدو بتنا في عصر أصبح في الجمهور أكثر قدرة على معرفة الحقيقة من بعض وسائل الإعلام، وهذا ما يمكن رصده عبر مواقع التواصل الاجتماعي للكثير من المواطنين الذي يلومون الإعلام على تلقف إشاعة وكأنها الكنز الدفين.