بشار دراغمة - النجاح الإخباري - تبدو الصورة في قطاع غزة مرتبكة إلى حد الريبة، الأمور وإن كانت بخير من منطلق سرعة السيطرة لكنها لا تبدو كذلك من زاوية النوايا، وما يحدث في القطاع يؤشر إلى وجود تيارات لا زالت ترفض المصالحة وتعمل على نسف كل ما تم الوصول إليه حتى اللحظة.
محاولة اغتيال قائد قوى أمن أجهزة حماس في غزة توفيق أبو نعيم، وقبلها بيوم رفض تسليم سلطتي البيئة والأراضي يبعث رسالة مفادها أن غزة ليس على قلب رجل واحد اتجاه المصالحة، ولأن الشئ بالشئ يُذكر وأن لا مجال لحديث ارتجالي وغير مدروس خرج القيادي في حركة حماس حسام بدران بتصريح عبر صحيفة الحياة اللندنية قال فيه إن قيادة حماس الجديدة معنية بالمصالحة وأنها لم تكن طرفا في الإنقسام كون هذه القيادة كانت في سجون الاحتلال مشيرا بذلك إلى نفسه وإلى يحيى السنوار قائد حماس في غزة وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.
ما جاء على لسان بدران هو محاولة لتبرئة ساحة القيادة الجديدة لحماس من "نوايا الشر" التي تتربص بالمصالحة والرجل يبدو صادقا وواقعيا فيما يقول، لكن تصريح بهذا الشكل معناها أن قيادة اخرى من الحركة كانت طرفا في الانقسام ويبدو أنها لا زالت معنية باستمراره، كما أن القيادة السابقة لا زالت صاحبة نفوذ في غزة ولديها مناصب ومكاسب وسيطرة على الكثير من مجريات الأمور، بالإضافة لأن الكثير ممن تم تعيينهم في مناصب مختلفة في غزة بعد الانقسام يدينون بالولاء للقيادة التي عينتهم وبالتالي فإن القيادة الجديدة في حماس لم تمسك بكل الخيوط حتى الان.
ما يجري اليوم في القطاع هي رسائل رفض للمصالحة، ومن وصل إلى سيارة أبو نعيم وزرع عبوة ناسفة بداخلها بالتأكيد لن يكون فردا وإنما جهة مدربة ومتمكنة وهو ما أكده خبراء عسكريون، لكن التساؤل أن من وصل وفعل كل ذلك هل كان ينوي قتل أبو نعيم أم كانت مجرد رسالة، ألم يكن بوسعه فعل ما هو أكثر من ذلك؟
أبو نعيم نفسه وفي أول تعليق له على الحادثة قال "أعتقد أننا سننطلق أقوى وأشد وأكثر صارمة مما كنا عليه، لأن هذه الحياة التي مُنحت لنا من الله سبحانه وتعالى إن دلت على شيء فإنما تدل على أنانا على جادة الطريق الصواب الصحيح، وسنستمر عليه ولن ننكفئ". 
وأضاف "إن المصالحة مستمرة ولن تعيقها كل المعيقات التي قد تطرأ في طريقها" واعتبر أن استهدافه يدلل على أنه يسير في الطريق الصحيح، نحو وحدة الشعب الفلسطيني والدفاع عن مقدراته، داعياً إلى عدم الالتفات إلى كل الأمور التي تؤدي إلى انقسام هذا الشعب وتفتته وتشرذمه.
ما تحدث به الرجل يؤكد أنه يدعم القيادة الجديدة في حركة حماس خاصة أنه من ذات الفئة التي عاش معها في سجون الاحتلال ومن المقربين من السنوار والعاروري وبدران، وتصريحاته تقع في ذات السياق الذي يتحدث به القادة الجدد. 
كما أن هناك لاعبا متربصا بالمصالحة ويريد لها أن تفشل الآن وليس غدا وهو الاحتلال الإسرائيلي ولا يُستبعد أن يكون هو المحرك الأساسي لكل نوايا الشر التي نراها على الأرض، وبالتالي الطريق إلى المصالحة لن تكون مفروشة بالورود، وليس صعبا على الاحتلال أن يعبث في أمن غزة ومحاولة تغيير قواعد اللعبة الجديدة في المنطقة وقد اعتدنا أن لا تكون إسرائيل لاعبا متفرجا.