بشار دراغمة - النجاح الإخباري - فتحت واقعة اعتقال الصحفي جهاد بركات الذي صور موكب رئيس الوزراء الكثير من النقاش، ويتضح من طريقة الحديث في القضية أن أنماط التفكير تنجر في غالب الأحيان نحو العاطفية تارة وباتجاه خدمة أهداف حزبية تارة أخرى، وربما في مرة ثالث يتصرف البعض تصرف "المغلوب على أمره"، فلا يملك الإ التهليل لما يكتبه البعض.
اعتقال الصحفي مرفوض تماما، ولا يمكن القبول به وربما ننحاز كصحفيين لبعضنا حتى لو كان الصحفي "مذنبا بالفعل" بأمر ما بعيدا عن عمله الصحفي،  لكن في ذات الوقت علينا أن نوسع مداركنا قليلا حتى ونحن منحازين للصحفي، ونكون على يقين أن الأمور لا تسير دوما بعفويتها المعهودة وعلينا  أن نتذكر قواعد تحكم سلوكنا الإعلامي.
لا زلت منحازا للصحفي وفي ذات الوقت أحاول البحث عن الأسباب التي تدفع أي جهة لفعل ما.
توقفت عند حادثة اعتقال جهاد بركات، لم أرصد مادة واحدة وثقت اتصالا هاتفيا مع الأجهزة الأمنية أو الناطق بإسمها يوضح ظروف اعتقال جهاد، الكل اعتمد على رواية شاهد عيان كان برفقته، جيد أن نستمع لشهود العيان، لكن من واجبنا أيضا الاستماع للرواية من كل أطرافها، وهنا قد يلام البعض على تناول الرواية من طرف واحد، أو طرفين واستثناء الرواية الأهم وهي ما خلصت إليه الأجهزة الأمنية وهي أيضا مطلوب منها الخروج وإعلان ما توصلت إليه. 
وظيفة الأمن المرافق لأي مسؤول توفير الأمن والحماية للشخص المكلف بحراسته، وأي تصرفات مثيرة للشك من الطبيعي أن تدفع الأمن للتصرف ومحاولة معرفة تفاصيل الأمور، هذا يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وكل دول العالم، ضمن قوانين أمنية واضحة للمكلفين بالحراسة وقد لا تكون واضحة لنا، استمعت لصديق أوقفه الأمن في تركيا لأنه التقط صورة سيلفي أمام موكب رجب طيب أردوغان، لكن بجميع الأحوال الأمور يجب أن تتضح سريعا وتُعلن تفاصيلها بشكل فوري ولا يُفتح مجال لمزيد من "القيل والقال".
من زاوية أخرى تم ايقاف موكب رئيس الوزراء في العام 2014 من قبل قوات الاحتلال، كانت عشرات الهواتف النقالة تصور الدكتور رامي الحمدالله، وهو يتحدث مع الرئيس محمود عباس بشكل علني ويروي تفاصيل حادثة ايقاف الموكب، بالإضافة لنقاش الدكتور الحمدالله مع بعض جنود الاحتلال وحالة التوتر السائدة في المكان، حينها ساهم الجميع في نشر الفيديو والكل يدرك أنه يفضح ممارسات الاحتلال بحق القيادة الفلسطينية، وبالتأكيد رئيس الوزراء كان معنيا بفضح الاحتلال وممارساته ولم يشعر بأي حرج، فلماذا سيرفض اليوم تصويره على حاجز احتلالي، بالتأكيد لو تم تصويره أثناء مرور عند الحاجز كصورة صحفية، فأن رئيس الوزراء سيكون أكثر المعنيين بنشر الصور، وسيظهر لشعبه بأنه يُعامل مثل أي مواطن عادي ولا يوجد له امتيازات خاصة وهو سيعري الاحتلال بذلك ويعلن بتلك الصورة للعالم حجم الانتهاك الإسرائيلي لكن الاتفاقيات الموقعة، هذا يقودنا لاعتقاد بوجود ما هو غامض في الأمر ولا بد من توضيحه بشكل أدق وبرواية رسمية من الأمن.

بالمناسبة ولا زلنا نرفض اعتقال الصحفيين نذكر أن صحفيين معتقلان في قطاع غزة بحاجة إلى حملة إعلامية مماثلة لحملة جهاد بركات من ذات الأشخاص مع جزيل الشكر سلفا.