بشار دراغمة - النجاح الإخباري -
لا أدري هل هي الصدفة أم أن رابطًا مشتركًا يؤدي إلى ذات النتيجة التي نراها، فكل من يحاولون تدمير النسيج الفلسطيني "المهلهل" أساسًا لا ينطقون إلا بعد أن يعبروا الحدود باتجاه "اللاعودة" خارج أرض الوطن، ويضخون ذات الرسائل المسمومة.
بالصدفة، تداهمك مقالات وآراء على صفحات الفيسبوك لفادي السلامين، وحسن عصفور، وتصريحات لمحمد دحلان ومن لف لفيفهم، الرابط المشترك الأساسي فيها هو العمل على تعزيز حالة الانقسام الفلسطينية، وكأنهم تحوّلوا إلى "نذير شؤم" لشعبنا، جميعهم يعزفوون على وتر حال الضفة وحال غزة، رواتب الضفة ومعاشات القطاع، مواطن ضفاوي، ومواطن غزّي.
الهاربون من الوطن، خرجوا طواعية، لم يجبرهم أحد على عقد نيّة الرحيل، وما أن وطأت أقدامهم معبر الكرامة أو رفح، حتى نفثوا ذات السموم في رسائلهم الموحدة.. الأمر مثير للاستغراب حقًا ومستفز للدهشة فعلًا، لماذا سيناريو الخروج هو ذاته؟، ولم الرسائل هي نفسها؟، لماذا كانوا هنا يبعوننا الوطنية وعندما غادروا باعوا الوطن؟
لماذا عندما يهاجمون حالة فلسطينية أو مسؤولًا، جميعهم يتوحد هجومهم نحو ذات الحالة أو المسؤول، أليس من حقنا أن يثير الأمر انتباهنا، ويدفعنا نحو تساؤل أكثر جرأة، من هو "معلمهم الأكبر" الذي يضخ لهم ذات رسائل التفرقة للنطق بها، وذات النفس العنصري على وتر الضفة وغزة؟ 
وصل الأمر بحسن عصفور، إلى محاولة المساس بمؤسسة وطنية فلسطينية شامخة مثل "جامعة النجاح الوطنية"، والعزف على وتر العنصرية عندما راح يروّج أنّ رئيس الوزراء من جامعة النجاح ونسبة كبيرة من الوزراء من ذات الجامعة، لو فكّر "عصفور" وتدبر لوجد أنّ في الأمر مفخرة بأن تُخرِّج النجاح كل هذه الكفاءات، لكنه لا يملك إلا السمع والطاعة "للمعلم الأكبر" فحاول أن يُشهِّر بـ"النجاح" وتبعته ذات الحفنة في الحديث عن شخص رئيس الوزراء، فكانوا كالغربان تنعق في وادٍ خرب، وحاولوا جميعا "خلط الحابل بالنابل" ويتحدثون في ذات الرسالة "عن الجامعة ورئيس الوزراء وقطاع غزة والضفة الغربية"، فكانت حربًا مفتوحة لوأد ما تبقى من النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
لا أدري إن كان رئيس الوزراء اطلع على ما كتبه وقاله هؤلاء أم لا، وإذا كان قد سمع أو قرأ ما قالوه فأنا شخصيًا أحسده على قدرته على الصبر وعدم الالتفات إلى كل هذه الصغائر والتعفف عنها، والابتعاد عن شخصنة الأمور كما فعلوا، فهؤلاء يتعرضون لشخصه مباشرة، لكنه لم يرد، لم يعلق، وكان بإمكانه أن لا يرد بشكل شخصي بل بالانجازات التي حققتها حكومة يحرمها العالم من المساعدات وتنجح في الإيفاء بكل التزاماتها،وبل تخفض نسبة الديون المترتبة على الحكومات السابقة، كان بإمكانه أن يرد بما وصلت إليه جامعة النجاح عندما كان يمارس مهام عمله رئيسًا لها، كيف تحولت من موقع جغرافي صغير إلى مدينة علميّة مترامية تحقق الإنجاز العلمي تلو الآخر، كان في جعبته الكثير من الرد ولم نجد منه إلا الصمت، حتمًا يُحسد رئيس الوزراء على صبره.