بشار دراغمة - النجاح الإخباري -
ما أكثر الأزمات في بلادنا، أزمة رواتب في غزة، يتبعها أزمة اصطياد في المياه العكرة، يتلوها زقزقة نشاز لعصافير هجرت عشها منذ زمن وحطت بيضها تحت أجنحة متجنحة، هذا هو الواقع السائد ولا نستطيع مداراته أو العبث بشيء من تفاصيله المزعجة.  
الحالة الفلسطينية المتوترة داخليا منذ 11 عاما جعلت البعض يتقن فن إثارة الفتن ويعزف على وتر "الموظف الغلبان"، ولا بأس بالنسبة للكثيرين أن يتجهوا إلى شخصنة الأمور ليس لشئ إلا لأنهم لا يسيرون في ذات الطريق المتجنح.
اطلعت على مقال لشخصية تقارب "أمدها" إلى حد الالتحام مع محمد دحلان، صاحب المقال الذي أراد في البداية الحديث عن اقتطاع علاوات الرواتب من موظفي غزة، نسي ذلك بعد سطور قليلة وشرع في تجريح لجامعة النجاح الوطنية، ولا أدري كيف يقبل فلسطيني على نفسه أن يهاجم صرحا علميا شامخا ظل اسمه حتى اليوم "جامعة الحصار والانتصار" وحقق قفزات في مسيرة التعليم العالي وحجز لفلسطين مكانا رائدا بين جامعات العالم، نعم من قاد هذا الانجاز للنجاح هو رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله، خلال قيادته مسيرة الجامعة.
لا أريد أن أفعل مثل صاحب المقال المشار إليه وأبتعد عن فكرة الموضوع، فذلك الشخص يؤمن بالمثل القائل "عصفور في الإيد ولا عشرة على الشجرة"، فكل همه أن يحافظ على عصفوره بيده، ولا بأس إن تغيرت الأحوال وتبدلت أن يذهب إلى الشجرة ويبحث عن عصفور جديد يقبض عليه ليحوله بفعل دورات التسمين المكثفة إلى بقرة حلوب. 
يهاجم صاحب المقال بشكل لا يستند لأي معلومة، شخصية رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله، ولا يتوقف الحال عنده بل يتطرق إلى مستشارته الدكتورة خيرية رصاص، "تعمل في الحكومة بلا راتب"، ورئيس ديوانه الدكتور سائد الكوني، وعدد آخر من الوزراء، ومن جملة ما يمكن ملاحظته يمكن رصد جملة من النقاط أراد الكاتب العزف على وترها.

•    حاول كاتب المقال إثارة الفتن الداخلية من خلال مهاجمة جامعة النجاح الوطنية بشكل مباشر، وكأنه يريد القول لأهالي غزة أن جامعة النجاح هي المسيطرة على الحكومة، وليس هذا فقط بل فيما قاله رسائل لأهالي الضفة الغربية أن مصيركم بيد جامعة النجاح، متناسيا أن الجامعة هي مصدر فخر لا موقع تجريح. 

•    أصر الكاتب على الحديث عن أشخاص بعينهم وراح يعزف على وتر إرث الشهيد الراحل ياسر عرفات، وكأن هؤلاء الأشخاص يشكلون خطرا على إرث الشهيد أبو عمار، بالمناسبة الكاتب نسي الحديث عن الإرث ويظل يدور في دوامة شخصية رئيس الحكومة ومستشاريه والوزراء، فأخفق في الربط بين كل ما يريد قوله.

•    ناقض الكاتب نفسه كثيرا، فاختيار كفاءات من جامعة النجاح لتسلم مناصب وزارية في الحكومة هو شئ يحسب لرئيس الحكومة ولا يُحسب عليه، لكن الكاتب سعى هنا لواصلة الحديث بنفس انقسامي من خلال البحث عن جذور الوزير الفلاني ليتضح أنه من نابلس والعلاني من جنين وطولكرم، فأراد أن ينقل بذور الفتنة بين المدن الفلسطينية في الضفة الغربية غير مكتف ببث بذور الفتنة السياسية.