بشار دراغمة - النجاح الإخباري - في أخفض بقعة جغرافية في العالم، يعقد الزعماء العرب قمتهم، ليسوا بعيدين عن فلسطين وكل ما يفصلهم 36 كيلومترًا لا أكثر.

القمم تتوالى ولا زال العرب في القاع، وكما قال الأديب السوري الراحل محمد الماغوط "“عجباً... كل هذه القمم، والشعوب مازالت في الحضيض!”

العرب بالأساس غير متفقين تمامًا على تاريخ بدء القمم العربية، بعضهم قال إنّ قمة "أنشاص" التي عقدت في عام (1946) هي القمة الأولى التي جمعت الزعماء العرب أي قبل عامين من النكبة، بينما قالت رواية إخرى أنها لم تكن أكثر من اجتماع طارئ وأن القمة العربية الأولى عُقدت في القاهرة في العام (1964)، والتي دعا إليها الرئيس المصري الراحل "جمال عبد الناصر"، أي قبل ثلاثة أعوام من النكسة، فكلتا القمتين سبقتا احتلال فلسطين ولم تنجحا في فعل شئ لمنع الاحتلال من التهام الأرض وما تبقى منها، وتواصل بعد ذلك مسلسل القمم، وصال الزعماء وجالوا في أنحاء الوطن العربي عاقدين قممهم ولم تزداد "بلاد العرب أوطاني" إلا تفتتًا.
قمم العرب لم تمنع حربًا في اليمن، ولم تلملم ما تبقى من بشرٍ أحياءَ في سوريا، ولم توقف نزيف الدم في العراق، وعجزت عن وقف أصوات المدافع في ليبيا، وأيضًا لم تحرر فلسطين ولم توقف زحف الاستيطان، ولا زالت قوافل الشهداء تسيير معلنة تشييعًا جديدًا.

عدّة قمم عُقدت منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، وبلاد العرب  تزداد تفتتًا وتشتتًا وقتلًا وتمدّدًا للتطرف الداعشي، فهل الخلل في الزعماء أم في الشعوب؟؟؟ الزعماء تبدلوا وتغيروا في بعض الدول، والشعوب كذلك تغيرت وتبدلت ومن كان مواطنًا بات لاجئًا، وكثيرون كانوا على قيد الحياة فأصبحو إما على قيد الإنسانية أو على قيود الشهداء واللاجئين.
إذاً مع تزايد أعداد القمم تزاد المعاناة ويزداد ألم العرب، فهل وقفها هو الحل؟؟؟ لم لا نجرب هذا الحل وبدل عقد القمم نعقد النية على وقف المؤامرات التي يقودها العرب ضد بعضهم، نعقد العزم على الإرتقاء بذاتنا ولم لا تكون قمة القاع بداية لهذا التوجه.