النجاح الإخباري - كان كل شيء يسير بشكل طبيعي في حياة حسن سليمان إلا قلبه، لم تكن دقات قلبه طبيعية، كانت تتسارع قبل ان تعود الى طبيعتها. في ذلك النهار، خذلته دقات قلبه في النادي الرياضي وشعر حقيقة ان في داخله خللاً ما يخضّ جسده بطريقة فجائية. لم يكن ابن الـ 17 سنة يقف كثيراً على تلك الأعراض البسيطة التي كانت ترافقه، كان يعتبرها مجرد تعب وإرهاق، الى ان وقف وجهاً لوجه أمام حالته الصحية بلونه الشاحب منهكٌ ومنقطع الأنفاس، لم يكن حسن بخير في تلك اللحظات. 

كان حسن يتردد الى النادي الرياضي مع شقيقه للتمرين، لكن تمرينه الأخير كان بمثابة صفعة قوية له. كان مهملاً بعض الشيء بشأن صحته، لم يكن يعير الأمر أهمية، بإعتبار انه "مجرد تعب لا أكثر".

يروي حسن قصته مع هذا الخلل الجيني الموجود في قلبه وكيف نجا من الموت الفجائي الذي كان سيهدد حياته، بالقول "كنتُ أتمرن وعندما وقفتُ شعرتُ بدوخة فجلستُ حتى أتحسن. لم أقل شيئاً لأحد، لكن انتبه اليّ شقيقي وفحص دقات قلبي التي كانت 150، كان لوني شاحباً. خرجنا من النادي بعد ان استرجعتُ عافيتي، بالنسبة اليّ لم يكن أكثر من تعب، لكن شقيقي توقف عند هذه الحادثة وقرر التصرف".

يعرف حسين في قرارة نفسه، ان دقات قلب حسن لم تكن طبيعية في ذلك النهار ( برغم من التمرين الرياضي القاسي) وأن عليه ان يخضع لفحص للتأكد من صحته.

كان حسين قد سمع سابقاً بجمعية "قلب ريمي ربيز " ( Remy Rebeiz Young Heart Foundation) واخذ موعدا لشقيقه لإجراء تخطيط قلب. وهذا ما حصل، توجه حسن الى المستشفى وأجرى التخطيط دون ان يعرف ما ينتظره وان عليه ان يُكمل مشواره حتى النهاية.

يستذكر حسن تلك اللحظات عندما رن هاتفه في الصباح "عليك ان تأخذ موعداً عند الطبيب في أسرع وقت ممكن". انهيتُ الإتصال وعدتُ للنوم، لم أفكر بما قاله لي، لكن أهلي وشقيقي توقفوا عند هذا الإتصال كثيراً وتمّ تعيين موعد لاستشارة الطبيب. صارحني الطبيب بأني اعاني من خلل جيني يتسبب بزيادة في صمام القلب، شرح لي بطريقة مبسطة تختصر الوضع الناتج من خلل في كهرباء القلب والذي يهدد حياتي فعلياً".

عملية مستعجلة

زيارة طبية فرضت بعد أسبوعين عملية جراحية مستعجلة، صحيح أن حسن معتاد كما يقول على دخول المستشفى، فهي ليست المرة الاولى التي يخضع فيها لعملية جراحية إلا ان هذه المرة الوضع مختلف، فالعملية في القلب. أكد حسن انه "دخلتُ غرفة العمليات تحت تأثير البنج الموضعي، أكثر من 8 ساعات معلقاً بين الحياة والموت، قلبي مفتوح والعمل جار على معالجة ذلك الخلل الجيني في كهرباء القلب. لا يمكن ان أصف الشعور الذي تعيشه اثناء العملية، 4 حقن مورفين لعدم الشعور بالألم جعلتني اغني واضحك واعلق على بعض الامور، لم أكن بكامل وعيي. كان عليهم ان يزيدوا دقات القلب لتصل الى 240 للتأكد من صحة القلب وعدم احتوائه على المياه، في تلك اللحظات شعرتُ أني اختنق وسأموت".

 

من برمجة كمبيوتر الى الطب!

انتهت العملية. وبعد مرور 12 ساعة بدأت حالة حسن تتحسن بالرغم من صعوبة الحركة. لا يخفي وجعه الذي كان يسيطر عليه في الأيام الاولى لكنه اضمحل حتى خرج من المستشفى كأن شيئاً لم يكن. صارحه الطبيب بأنه سيواجه في الأشهر الاولى توهم في دقات القلب السريعة لكن في الحقيقة دقات قلبه تكون طبيعية. هكذا أكمل حسن حياته بشكل طبيعي، ونتيجة تجربته الخاصة قرر أن يُغيّر اختصاصه من برمجة كمبيوتر الى الطب. بعد سنتين على اختصاصه الأول، انتقل حسن من عالم الى عالم آخر، بعدما التمس بقلبه ما يُخبىء هذا المجال الواسع والرسالة في مساعدة الناس.

مرّت سنتان على العملية، ابن الـ17 عاماً أصبح اليوم على مقربة من العشرين من عمره. لديه الكثير ليقوله، ما مرّ به ليس سهلاً، لقد نجا بأعجوبة من موت فجائي كان يتهدد حياته في اية لحظة. هو اليوم يريد ان يوصل صوته لتوعية جيله والشباب الذين لا يُعيرون أهمية لتخطيط القلب لا سيما الرياضيين علّه يُنقذ قلوباً كثيرة كما تمّ إنقاذ قلبه بحسب تقرير أوردته صحيفة "النهار اللبنانية".