النجاح الإخباري - قال محافظ القدس ووزير شؤونها عدنان الحسيني إن مدينة القدس باتت فوق صفيح ساخن بعد إعلان ترمب المشؤوم الذي تبعته سلسلة قوانين واجراءات تنفذها مؤسسة الاحتلال في القدس بوتيرة متسارعة لترجمة وتجسيد الإعلان المشؤوم على أرض الواقع.

وأضاف الحسيني، في مؤتمر صحفي بالقدس المحتلة، اليوم الأربعاء، "إن القدس تعيش تحت وطأة اجراءات الاحتلال المتصاعدة والمتسارعة تماشياً مع إعلان ترمب وتنفيذاً وترسيخاً لفحوى هذا الإعلان الذي اعتبر القدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال "الإسرائيلي".

وأضاف إن برلمان الاحتلال "الكنيست" شمّر عن سواعده وتشجّع وخرج بالعديد من القوانين والقرارات العنصرية التي تعتبر تفاصيل عملية لوعد ترمب بوضع التصور العام لهذا الإعلان دون الرجوع إلى الفلسطينيين، وبنفس الوقت وضعت هذه القوانين استناداً إلى هذا الوعد والإعلان، في حين يعمل الكنيست على هذا الأساس وبالتأكيد على أن قضية القدس قد انتهت وتم إزالتها عن الطاولة وجدول الأعمال.

وتابع الحسيني: "بعد ذلك خرجت قضايا الضغط داخل المدينة، بحيث يتم قمع أي فعالية وأي تجمع يزيد عن 3-4 أشخاص وهذا لم يكن في السابق، وبالتالي هذا نوع من العصبية وسط محاولات لترسيخ الواقع الجديد لأنهم يدركون أنها لن تمضي ويحاولوا استباق الزمن لمعرفتهم الأكيدة بأنها غير منطقية وغير مقبولة ولن تردع الفلسطينيين".

ولفت إلى قضية العقاب الجماعي التي لجأت إليها سلطات الاحتلال، ومحاصرة بلدات مقدسية لأسابيع، وكل ذلك جزء من محاولات حسم الأمور في الساحة، وسط تلويح بتهديد كل من يقول لا للاحتلال بالطرد من المدينة بقرار من بوزير داخلية الاحتلال وسحب إقامته، مشيرا إلى مقترح لتنفيذ أولى هذه القرارات بحق 12 فلسطيني من القدس بينهم 3 نواب ووزير سابق.

وأكد أن الهدف من كل هذه الاجراءات الهيمنة والسيطرة الكاملة على القدس، وأصبح أي شخص يعترض سياسات الاحتلال مهددا بالطرد من مدينته، وهي العنصرية بعينها وتعسف بعيد كل البعد عن أي ديموقراطية تزعمها دولة الاحتلال".

وقال إن جزء من العقوبات هو الابعاد والاعتقالات المستمرة والمتواصلة، والتي تشمل الكبار والصغار والنساء والأطفال، وهذا جزء من سياسة التخويف وإرهاب المواطنين وهذا الوضع تصاعدت حدته بعد اعلان ترمب.

وأضاف "علينا أن ننظر إلى الآليات والمشاريع الأخرى التي يجري تنفيذها وهي قديمة جديدة، ويجري تنفيذ ما وعد به ترمب على أرض الواقع من خلالها".

وأشار الحسيني إلى مشروع القطار، وقال يراد له الآن توسعته بكل الاتجاهات حتى يكون ملامح للضم الفعلي، وهناك مشاريع بمحيط البلدة القديمة والهدف منها السيطرة على هذا الواقع وربطها بالقدس الغربية ومدن الداخل، وهذا أيضا من ضمن ملامح الضم، إضافة إلى ما يتم العمل به من بنى تحتية ما بين شطرين المدينة للجمع بينهما الذي يتواصل العمل بها على قدم وساق، ففي كل مكان حفريات وأرصفة وشوارع.

وقال إن الموقف الأميركي كان فيه كثير من الظلم للفلسطينيين الذين اعتمدوا على الإدارة الأميركية بأن تكون راعية للسلام لمدة تزيد عن الـ25 عاما، كان رد الفعل الأميركي بعد كل ذلك بعيدا كل البعد عن الأخلاق وفيه ظلم للشعب الفلسطيني، وكأنه لا يكفي كم من السنوات التي ظُلم فيها الفلسطيني وملامح الظلم موجودة هنا في القدس وفي المخيمات وفي حياة الفلسطينيين في كل مكان.

وأضاف أن المحافظة والوزارة زادت اهتمامها بتثبيت صمود المواطن المقدسي من خلال دعمه في أوجه متعددة، وهي بالتأكيد غير كافية ونتطلع لمضاعفتها في المستقبل خاصة في قضايا الاسكان.