النجاح الإخباري -  وجه رجال الدين للكنائس المسيحية المختلفة، ورؤساء بلديات، في مؤتمر صحفي، رسالة تؤكد الموقف الجماعي الرافض لإعلان ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، وأن "المسيحيين والمسلمين يقفون معا في وجه مشروع ترمب لإفشاله".

وعقد المؤتمر، اليوم السبت، في دار بلدية بيت لحم، حيث رحبت مقدمة المؤتمر القادمة من مدينة الناصرة بالجميع وبالصحافة الأجنبية، وهنأت بالعيد ثم أكدت أن الشعب الفلسطيني وقضيته غير قابلة للمساومة والقدس ستبقى لأهلها مهما حاول الاحتلال  ومن يدعمه تغيير الواقع.

وتمنى رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان عيد ميلاد سعيد للجميع، موضحا أن رسالة بيت لحم لهذا العام رسالة أمل منطلقة من رسالة الميلاد رسالة العدل والسلام، وعبر عن اعتزازه بالقيادة الوطنية وقدرتها على تغيير موازين القوى وعزل الولايات المتحدة بصورة واضحة منذ إعلان ترمب، وأن قرار مجلس الأمن والجمعية العامة رسخ الإرادة الدولية ضد ترمب، وأكد حق شعبنا في إقامة دولته وعاصمتها القدس.

وقال: إن الاحتفال يختلف عما كان قبل أيام بعد أن تسلحنا بالإرادة الدولية، ومن هنا أطلقنا (رسالة الأمل)، حيث يجب أن تكون الاحتفالات مميزة، مؤكدا أنه يرى المستقبل أتٍ بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، كما يجب مضاعفة عملنا للاحتجاج ضد الاحتلال وترمب.

بدوره، حيا البطريرك ميشيل صباح الجميع وعايدهم متمنيا السعادة والسلام والمحبة لهم، وأكد أنه بعد 100 عام من الصراع حان الوقت لسلام شامل وعادل ووضع حد للاحتلال، موضحا أن القدس هي موضوع هذا المؤتمر وهي مدينة مقدسة لثلاث ديانات وعاصمة لشعبين، ومن أراد سلاما في القدس يجب أن يخضع هو لطبيعتها لا أن يخضعها لأنظمته، مؤكدا أن القوة لن تصنع السلام، ومن القدس يبدأ السلام في العالم وليس العكس، والعالم بحاجة إلى قادة لديهم رؤى جديدة لإحلال السلام.

من جهته، قال رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، إن مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يستهدف مدينة القدس المحتلة فقط إنما تصفية القضية الفلسطينية.

وهنأ الطوائف المسيحية المختلفة بالعيد، مردفا أنه مهما اختلفت التقاويم فإن رسالة العيد واحدة وهي المحبة والسلام، وبعث بثلاث رسائل:

الأولى: رسالتنا الأولى كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين هي: أننا نرفض قرار ترمب وهذا الإعلان يعتبر إهانة وإساءة لشعبنا وقضيتنا وتطاول علينا، والقدس حاضنة لأهم مقدساتنا وتراثنا الديني والإنساني والوطني، وأميركا دائما تقف إلى جانب إسرائيل، إلا أن القرار الأخير كان الأسوأ.

أما الرسالة الثانية: أن المسيحيين أبناء هذه الأرض جنبا إلى جنب مع المسلمين وليسوا من مخلفات الفرنجة أو غيرهم، فجذورهم من هنا، والمسيحيون يؤكدون أنهم مسيحيين فلسطينيين مئة بالمئة.

والثالثة أكد فيها أن القدس مستهدفة ومستباحة، واعتبر أن التعدي على المقدسات الإسلامية استهداف للمسيحيين الذين سيقفون معا وسويا للدفاع عن أوقافنا المسيحية والاسلامية.

وفي نهاية حديثه وجه الشكر للدول التي وقفت إلى جانب فلسطين وصوتت لصالحها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنيا من تلك التي لم تصوت بالعودة إلى ضميرها.

من جانبه، قال المطران منيب يونان رئيس الكنيسة اللوثرية في الأراضي المقدسة، إن المسيح ولد في مكان بسيط ليعلمنا أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وأن الحق سيولد على الرغم مما نشاهده من سياسات ومصالح، كما بين أن الكنائس المسيحية كان لها موقف منذ هبة الأقصى، وقد أرسلنا كتابا بتاريخ 6-12 مطالبين ترمب بعدم اتخاذ هذا القرار لأنه ضار بالجميع، فالقدس لثلاثة أديان، وطالبنا بعدم تغيير الوضع في القدس لأنه يهدد السلام فيها، وهم يريدون تحويل القضية العادلة إلى حرب دينية، مؤكدا أن القدس الشرقية عاصمة فلسطين.

كما أيد الوصاية الهاشمية على القدس وقال: "هذه اتفاقية دولية نؤكد عليها، كما نؤكد على أن القضية الفلسطينية جوهر القضايا العادلة في العالم والقدس جوهرة الجواهر، ومن مدينة السلام أخاطب العالم والشعب الفلسطيني: حان الوقت ليحصل شعبنا على حقوقه، مؤكدا على اللحمة الوطنية لزرع السلام والعدل والمصالحة".

وبين وكيل عام حراسة الأراضي المقدسة ورئيس مؤسسة يوحنا بولس الثاني في الشرق الأوسط في القدس إبراهيم فلتس، أن الكل كان خائفا، نحتفل أم لا؟ مؤكدا أن ما حدث هو في صالح القدس، حيث أصبحت القدس القضية المركزية في العالم وأهم قضايا الإعلام وهذا انتصار، فالقدس أم القضايا ومفتاح السلام، ولذلك يجب أن نحتفل فغدا سيجتمع الكل لاستقبال البطريرك وستكون مظاهرة محبة وسلام وأمل، وسيكون قمة الاحتفال بقداس الليل بحضور السيد الرئيس، وسيصلي الجميع من أجل القدس وشعبنا وإنهاء الاحتلال وليكون عام 2018 عام السلام.

بدوره قال راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم القس الدكتور متري الراهب ورئيس دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة: القدس ليست للبيع وقضية القدس المحتلة واضحة ولدينا القرارات الدولية ومواقف الكنائس، وهي مدينة لثلاثة أديان وعاصمة لشعبين، والله اختار أن يولد المسيح هنا في هذه البلدة الصغيرة وليس في جنيف أو روما أو واشنطن، وهذه رسالة من الله أنه يقف مع الضعفاء وليس إلى جانب الاحتلال، ورسالتنا: ليس هناك سلام في العالم بدون سلام في القدس، ومن البلدة الصغيرة نتمنى أن يحل السلام في العالم بأكمله وعلى الانسانية جمعاء.

وتحدث محمد الجعفري باسم القوى الوطنية في بيت لحم مؤكدا أنه من مدينة السلام نقف أمامكم لنبدأ بالتهنئة للجميع وأن يعود علينا العيد بالخير واليمن في فلسطين وعاصمتها القدس.

وتابع: نقدر دول وأحرار العالم الذين رفضوا القرار والابتزاز ووقفوا إلى جانبنا في حقنا في النضال، ونؤكد عروبة القدس ومكانتها الحضارية والدينية، كما نعلن التزامنا الكامل بالقضية العربية الأرثوذكسية ونتعهد الالتزام بالحفاظ على الممتلكات المسيحية والاسلامية.

وأعلن عن البدء بحملة لجمع تواقيع السياح والقادمين إلى بيت لحم للتأكيد على أن القدس عاصمة فلسطين.

وأدان رئيس النقابات المهنية في بيت لحم ماجد الطويل قرار ترمب بخصوص القدس، مبينا أنه اعتداء سافر على حقوق الشعب الفلسطيني، وأن قرار الجمعية العامة الأخير تأكيد ساطع على ذلك، والقرار الأميركي تأجيج للصراع وليس حلا للمشكلة، وأميركا جزء من المشكلة وليس طرفا لحل هذه المشكلة، وأن قرار ترمب يتعارض مع القرارات والقوانين والإجماع الدولي، متمنيا لشعبنا السلام والأمن في دولته المستقلة وعاصمته الأبدية القدس.

ونقل محافظ بيت لحم جبرين البكري في ختام المؤتمر تهنئة ومعايدة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وأكد على إجماع الموقف ضد ترمب وقراره بشأن القدس، وعلى إحياء أعياد الميلاد ومشاركة الرئيس فيها.

وتلا المحافظ البكري رسالة الرئيس لمناسبة عيد الميلاد المجيد والتي وزعت على وسائل الإعلام المختلفة.